ويسالونك عن المجاهد عبد الفتاح ولد حبيب

أربعاء, 2018-07-18 12:28

 فصول تاريخه في عشريته الأخيرة متقلبة كما الطقس في عاصمة الملثمين حين يعيش المرء فصول السنة الاربعة في يوم وليلة، ونضاله متذبذب كما البرص في سوق الخليج صعودا وهبوطا وهكذا هي حياته العامة..

فمن سلفي ومجاهد مطلوب كث اللحية إلى كاتب مدير حليق أنيق بزيه الرسمي، متفانٍ في عمله بمكتبه بوكالة تشغيل الشباب. وبين "الإثارة" و"الإدارة" عشر سنوات مليئة بالسطور، كفانا قلمه السيال توثيق بعضها وكفتنا أنامله تسطير كلمات صقال أنيقة وتدوينات تنبئ عن ثقافة غزيرة لذلك الشاب وتجذب القارئ وتأسره اسرا.

"عبد الفتاح ولد حبيب" بدأ هذا النجم يلمع في ليالي ما يسمى بالربيع العربي المدلهم وفي أيام موضة الرحيل.. ايام كان شباب في النفير يهتفون : ارحل .. ارحل .. يا عزيز يا غزواني خلو عنكم موريتاني.."

لمع نجم "المجاهد" عبد الفتاح في تلك الأيام مع "حركة 25 فبراير" التي انطلقت شرارتها في ساحة ابلوكات في نفس اليوم من العام 2012 ومنذ ذلك الوقت والمناضل المثير "عبدو لاي" يسخر قلمه "البتار" ويحرض الشباب على النظام و"العسكر" وينادي بالرحيل ويعلن عداءه وبغضه للرئيس محمد ولد عبد العزيز عسى الله أن يكف بأس اصحاب الأحذية الخشننة.

نِزال دخله الشباب المتحمسون دون تردد في "غزوة" مفتوحة، أخذ المجاهد عبد الفتاح عنان فرسه واغبرّت قدماه، قاد ميمنة المعركة فميسرتها فساقيتها، فرّت نفوسٌ وتساقطت جماجمُ لكن صاحبنا كان ثابتا كالطود الشامخ، كان واقفا وقوف "المجاهدين" الابطال معلنا أن المعركة لن تنتهي حتى يهزم رأس الحربة محمد ولد عبد العزيز.

في أيام المعركة أصيب "رأس الحربة"، فرقّتْ نفوس في جيش 25 فبراير وتضامنت مع العدو فقسى قلب المجاهد وجمدت عيناه تجاه رئيس الجمهورية المصاب محمد ولد عبد العزيز  وأعلنها بسيفه البتار:

"عزيز مريض وسجين" "شخصيا لن أبكي عزيز".

نضال ليس له حدود وجهاد دفْع لم يكن أحد يعرف متى تقضي حربه أوزارها .. ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا، نزل الفارس عن جواده ليس تحرفا لقتال ولا تحيزا لفئة وإنما هو تسلل في جنح الليل المظلم فيما يراه رفاقه خيانة عظمى، دخل بوابة النظام عن طريق السيدة توتو بنت شيخاني تلكم الفتاة التي عبرت به إلى الضفة الأخرى من المشهد.

نعم.. توتو بنت شيخاني ذهبت بذلك الثائر الذي أعاد سيفه المهنّد إلى غمده وتحايل بكلمات من قبيل "التغيير من الداخل" فكان لقاء الشباب مع رئيس الجمهورية  وما صاحبه من نجاحات كبيرة حيث شهدت موريتانيا لأول مرة لقاء بين قاعدتها وقمتها بين شبابها وقيادتها، منعرج سلكه الشاب الثائر لتبقى ما سطرت أنامله وثيقة للتاريخ.

صفحة حديثة من صفحات تاريخ صاحبنا هو كونه مديرا عاما مساعدا لوكالة تشغيل الشباب، حيث أصبحنا أمام مدير متفان في عمله من حيث احترام الوقت والصرامة والأفكار الإبداعية التي طالما عرف بها الشاب خلال مسيرته فول حبيب ـ والشهادة للتاريخ ـ يجمع خصومه وحلفاؤه على كونه من المبدعين الشباب في موريتانيا ومداد قلمه السيال يأسر كل متابعيه، ويملك كاريزما لا يملكها الكثير من اقرانه، وله دراية في صناعة الأصدقاء بسرعة لكنه سرعان ما يتخلص منهم بسرعة ويدخل معهم في خلاف أبدي ويتهمونه بالغدر والطعن من الخلف.

حدث ذلك مع "المجاهدين" ومع رفاق "25 فبراير" ورفاق "الشباب أنتم الأمل" الذين لم يبق معه منهم صديق واحد واسالوا إن شئتم توتو بنت شيخاني ، ونجوى بنت الكتاب ويوسف ولد حرمة الله والمصطفى ولد البشير ومحمد ولد جبريل....

أخيرا أناخ  الرائد ـ الذي كذب أهله مرات ـ  مطيته في مربّع آخر اسمه صفحة "الرؤية" المثيرة للجدل فهل  يستقر هنالك أم أنه سيشد رحله في رحلته المستمرة التي يمكن أن توصله إلى كل مكان من الأرض باستنثاء بلاد الروم وتحديدا مدينة الأنوار؟

 

 

مختار بابتاح

اقرأ أيضا