العالمي للأمراض غير المعدية للأطفال واليافعين

اثنين, 2019-03-25 16:27

شهد اليوم الأول من أعمال المنتدى العالمي للأمراض غير المعدية للأطفال واليافعين، الذي تنظمه جمعية أصدقاء مرضى السرطان، بالتعاون مع تحالف منظمات الأمراض غير المعدية للأطفال، على مدار يومين في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بالشارقة، تنظيم أربع جلسات نقاشية، وبحث الجلسات التي جاءت جميعها تحت عنوان رئيس "السرطان تحت المجهر"، في مواضيع متنوعة،وبمشاركة مجموعة من الخبراء والمختصين في القطاع الصحي والوقائي للأمراض غير المعدية من مختلف أنحاء العالم.

 

وانعقدت الجلسة النقاشية الأولى تحت عنوان "السرطان تحت المجهر: الرعاية الأساسية للسرطان من قبل  المجتمع"، وشارك فيها كلٌ من فيكتوريا واتسون، محلل سياسات صحية في المركز الأمريكي للصحة والمساواة بين الجنسين في العاصمة واشنطن، ومايا أولسن، مديرة برامج في "إن سي دي سينرجي" والتي تعمل مع الأطفال في رواندا وملاوي، والدكتورة جوليا داونينج، المدير التنفيذي لشبكة الرعاية التلطيفية للأطفال الدولية، وازرا أنيشو، من معهد أوغندا للسرطان ومؤسسة أوغندا لسرطان الأطفال، وأدارتها كارمن أوستي، عضو مجلس الأمناء، منظمة سرطان الطفولة الدولي.

 

وبحثت الجلسة الضوء في عددٍ من المواضيع من بينها أساسيات العناية المنزلية ومنها العلاج التلطيفي، والتثقيف الصحي للعائلات التي بين أفرادها مصابين بالسرطان، ومميزات تعزيز التثقيف الصحي بين العائلات المتأثرة بسرطانات الأطفال.

 

ونجحت الجلسة في تسليط الضوء على نظرة اليافعين لأهمية دعم المجتمع، وتقديم خارطة طريق لدعم المرضى وعائلاتهم، تم من خلالها تحديد ورصد العوامل الرئيسة لدعم عائلات الأطفال المصابين بالسرطان في منازلهم، وإبراز دور منظمات المجتمع المدني في دعم سرطانات الأطفال.

 

وقالت فيكتوريا واتسون: "تعزيز وعي الأطفال بالأورام وأنواع السرطان التي تصيب الصغار والآثار التي تنتج عنها، أمر في غاية الأهمية للطفل المصاب كما هو مهم أيضاً للعائلة والمجتمع ومقدمي الرعاية، فمن الأهمية بمكان أن يكون لدى الطفل المصاب المعرفة الكافية بالمرضوبكيفية التعامل معه، ومن المهم ان يكون المريض والأهلعلى دراية تامة بما يجب القيام به في مراحل العناية التلطيفية أو مرحلة ما بعد العلاج والتعافي التام من المرض".

 

ومن جانبها أكدت مايا أولسن، على قدرة الأطفال المصابين بالسرطان عيش حياة مديدة في حال تمكنوا من الحصول على الرعاية المناسبة، مشيرةً إلى أن هذه الرعاية تعتبر جزء لا يتجزأ من عملية العلاج، ولفتت إلى أن بعض المجتمعات تبتعد عن العلاج والعناية لعدم درايتهم بالخيارات المتاحة للعلاج، وماذا ينتظرهم.

 

ومن جهتها قالت الدكتورة جوليا داونينج: "يجب علينا أن ندرك أهمية تماشي الرعاية التلطيفية إلى جانب الرعاية العلاجية، فهي الزامية وليست اختيارية، وفيما يتعلق بموضوع توفير الرعاية التلطيفية المنزلية، فيجب أن نضمن توفير الرعاية المنزلية لجميع الأطفال، حيث انهم يريدون أن يكونوا في المنزل خلال أوقات المرض، وعلينا التأكد من أن جميع الأطفال، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه وبغض النظر عن دينهم أو ثقافتهم، يمكنهم الوصول إلى الرعاية التلطيفية في المنزل".

 

وأضافت كارمن أوستي، عضو مجلس الأمناء، منظمة سرطان الطفولة الدولي: "يجب على المرضى وعائلاتهم ان يدركوا انهم ليسوا لوحدهم، الجميع يلعبون دورا مهم في دعم الأطفال المصابين بالسرطان. ويجب على المجتمع ان يتكاتفوا وان يفهموا حاجة المرضى الأطفال."

 

إما ازرا أنيشو، من معهد أوغندا للسرطان ومؤسسة أوغندا لسرطان الأطفال، أضاف: "يجب بناء الثقافة المجتمعية المتعلقة بمرض السرطان وذلك بتكاتف جهود جميع أعضاء المجتمع من اجل تغيير العقلية السائدة عن المرض والمرضى.

 

وانعقدت الجلسة النقاشية الثانية تحت عنوان "السرطان تحت المجهر: الرعاية التلطيفية ومسكنات الألم"، وشارك في الجلسة التي أدرتها جوان مارتسون، كلٌ منكاثرين كيركزي، المدير الطبي لمركز كينيا لمعلومات وإدارة مرض السكري، وزيبورا علي، المدير التنفيذي في جمعية كينيا للعناية التلطيفية، وجوان مارستون ، رئيس مشارك في مركز "PalCHASE" للعناية التلطيفية لحالات المساعدات الإنسانية وحالات الطوارئ.

 

وهدفت الجلسة إلى تقديم مقاربة نظرية بين الضروريات والأساسيات العلاجية العادية والخاصة بالأطفال من ناحية الرعاية التلطيفية، وتحديد العوائق أمام الرعاية التلطيفية، وتحديد رسائل المناصرة الأساسية لتطوير سبل رعاية سرطانات الأطفال لا سيما المرتبطة بالرعاية الصحية الشاملة، وبحث المشاركون في عددٍ من المواضيع من بينها كيفية الوصول إلى الضروريات والأساسيات في الرعاية التلطيفية للأطفال، والرعاية التلطيفية بدون أطباء.

 

وانعقدت الجلسة النقاشية الثالثة في اليوم الأول من المنتدى العالمي للأمراض غير المعدية للأطفال واليافعين تحت عنوان "السرطان تحت المجهر: حملات الوقاية من السرطان"، وشارك في الجلسة التي أدارها زياد محيرصي، مدير الاتصالات والمناصرة في "استراتيجيات الصحة العالمية"، كلٌ من تاميرا بيزلي، أستاذة طب الأطفال وطب الباطني ومدير قسم طب الأطفال، وجوناثين كلين،أستاذ ورئيس مشارك في قسم طب الأطفال بمركز إلينوي للسرطان.

 

وهدفت الجلسة إلى رصد وتحديد الفوائد الرئيسة للحملاتالتوعوية الهادفة إلى تثقيف أفراد المجتمع بأهمية لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، وتلخيص العناصر الأساسية للمناصرة، وابتكار أدوات لتشجيع أفراد المجتمع للمساهمة في محاربة التبغ والتدخين، وتناول المتحدثون عدداً من المواضيع من بينها مكافحة التبغ ودوره في الوقاية من السرطان، وسلطوا الضوء على عدد من الحملات التثقيفية الهادفة إلى تعزيز الوعي بأهمية لقاح فيروس الورم الحليمي البشري.

 

أما الجلسة النقاشية الرابعة فقد حملت عنوان "السرطان تحت المجهر: المناصرة الوطنية والإقليمية وبناء الأدلة لعلاج سرطانات الأطفال"، وشارك فيها كلٌ من الدكتورة ابتهال فاضل، الرئيس المؤسس للتحالف الإقليمي لمنظمات الأمراض غير المعدية في منطقة شرق المتوسط،وجوليا دوانيغ، مديرة البرامج في "إن سي دي سينرجيNCD Synergies"، وأدارتها مايا أولسن، إيضاً مديرة البرامج في "إن سي دي سينرجي NCD Synergies".

 

وتناولت الجلسة الأدوية الأساسية المستخدمة في الرعاية التلطيفية للأطفال، وأهمية إعداد سجلات السرطان للأطفال لجميع الفئات العمرية، وأوصت الجلسة بضرورة إدراج الأمراض غير المعدية في مرحلة الطفولة ضمن أهداف وغايات أهداف التنمية المستدامة، وعقدت على هامش هذه الجلسة النقاشية جلسة عصف ذهني بالتعاون مع "بوابة الإلكترونية لمنظمة الصحة العالمية".

 

وهدفت جلسة العصف الذهني إلى وضع المفاهيم الأساسيةفي مكافحة السرطان ومناصرة المصابين استناداً إلى قصص المصابين بالأمراض غير المعدية، وتحليل البيانات على النهج الوطني لسرطانات الأطفال والرعاية التلطيفية، وأكدت الجلسة على أهمية إنشاء قاعدة بيانات لرعاية سرطانات الأطفال، وخلق طرق مبتكرة لاستخدام هذهالبيانات، فضلاً عن إدخال سرطانات الأطفال في نظام الرعاية الصحية الدولي.

 

وعلى مدار يومين، وتحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، يناقش المنتدى العالمي للأمراض غير المعدية للأطفال واليافعين،حملات التوعية بالأمراض غير المعدية المبنية على قصص شخصية وتحليل مدى تأثير البيانات والإحصائيات على الخطط الوطنية لمكافحة سرطانات الطفولة وبرامج الرعاية التلطيفية، فضلاً عن تقييم دور وأهمية جميع أهداف التنمية المستدامة باعتبارها مؤشرات دقيقة لقياس مدى تمتع المجتمعات بالصحة.

 

ويأتي تنظيم "منتدى الأمراض غير المعدية للأطفال" في إطار الجهود التي تبذلها جمعية أصدقاء مرضى السرطان الرامية إلى مكافحة السرطان بشكل عام وتعزيز مساعي القضاء عليه، كما يأتي استكمالاً لعدد من المنتديات والمؤتمرات كانت قد نظمتها الجمعية خلال الأعوام الماضية، والتي هدفت من خلالها إلى توسيع دائرة اهتمامها ونطاق بحثها في الأمراض غير المعدية.

اقرأ أيضا