هيئة البشائر .. قصة طويلة أبطالها أطفال معاقون

أحد, 2021-01-24 22:24

الشروق ميديا ـ نواكشوط : من معاناة إنسانية دامت لسنوات عدة بطلاها طفلان معوقان إعاقة خلقية، ومن دموع أم صامدة صابرة محتسبة تعد الليالي والأيام عساها ترسم ابتسامة في يوم من أيام الله على شفاه أطفال متعددي الإعاقة ولدت هيئة البشائر الخيرية للأطفال المعاقين في موريتانيا، فكان الهدف الأكبر والاستراتيجي لهذه الهيئة هو دمج كل طفل معاق في الحياة الطبيعية وزرع التفاؤل في نفوس أهليه.

استطاعت الجمعية خلال سنوات معدودة أن تعيد عشرات الأطفال إلى الحياة العامة بجهودها الذاتية المتواضعة، فالأم جاني بنت الحاج ابراهيم ليست أما للطفلين المعوقين محمد وكوريه  فحسب، فقد صهرتها الآلام والنكبات حتى اعتبرت نفسها أما لأكثر من خمسين طفل تعيلهم الهيئة المذكورة وتحاول جاهدة رغم الظروف القاسية والصعبة أن ترسم الابتسامة على شفاه مشوهة لأطفال فقدوا على الأقل حاسة من حواسهم.

محمد وآسية نماذج من أطفال تحسنت ظروفهم وتقلصت إعاقتهم داخل هذه الهيئة بالترويض المستمر والاستشارات الطبية المجانية.

من رحم المعاناة كانت الخبرة ..

تقول رئيسة الهيئة جاني الحاج ابراهيم : إن هذه الهيئة وليدة معاناتها شخصيا فهي التي عاشت مع  معوقين من فلذات كبدها، أحدهما انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل سنوات وهو محمد والثانية الطفله كوريه وهي طفلة تعاني من إعاقات متعددة منها عدم الحركة وعدم النطق وعدم السمع.

وتضيف جاني : لقد استطعتُ بجهودي الذاتية أن أشرف بنفسي على أجهزة للترويض ومقاعد خاصة بالمعوقين، فأنا من جلست مع النجارين حتى كانت هذه الكراسي المتحركة وكانت هذه الأسِرَّة الطبية ، وأنا من فتح هذا المركز بنفسي دون دعم رسمي يذكر وما زلت مصرة على المواصلة رغم شح الموارد.

 

تبريز رسمي وشعبي للهيئة ..

حصلت الهيئة على تكريم من وزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة وهو تكريم لم يحصل عليه معظم الهيئات العاملة في نفس المجال ووصفتها إدارة المعوقين في الوزارة أنها شريك متميز للإدارة.

كما نوه حاكم مقاطعة تيارت بهذه الهيئة معتبرا أنها شريك رئيسي في العمل الخيري على مستوى المقاطعة، وبدوره اعتبر عمدة تيارت الهيئة مسجلة تحت تصرف المصالح المختصة بوصفها هيئة خيرية تعمل لمساعدة الأطفال المعاقين.

كما نالت الهيئة تزكيات من كبار الروابط والهيئات العلمية والعلماء الكبار مثل رابطة العلماء الموريتانيين ورابطة الأئمة الموريتانيين والعلامة  الجليل حمدن ولد التاه والشيخ محمد الحسن ولد الددو بالإضافة إلى تزكيات أخرى.

أما أهالي المعوقين فقد أجمعوا على حسن الخدمات التي تقوم بها الهيئة  سواء تعلق الأمر بحصص  الترويض اليومية والاستشارات الطبية أم البرنامج الترفيهي من ألعاب وموسيقى تقوم بها الهيئة من حين لآخر.

 

نقص في الموارد.

رغم كل هذه الجهود فإن هيئة البشائر للأطفال  المعوقين في موريتانيا بجهود ذاتية متواضعة لرئيسة الجمعية فتحتاج هذه الهيئة لخيرين يتولون إيجار المقر ورواتب العمال، كما تحتاج الجمعية لتحقيق  مزيد من الطموحات التي تطمح لها مثل حافلة لنقل المعاقين ودعم يمنح الجمعية فتح مزيد من الفروع في مقاطعات نواكشوط التسع،  ثم فروع في ولايات الوطن الأخرى.

إن أكبر ما تعانيه هذه  الهيئة الرائدة هو نقص الدعم الرسمي من الهيئئات الحكومية الوصية وغياب متبرعين بمبالغ ثابتة تضمن استمرارية الجمعية، وإلا  فإن كل هذه الجهود شتضيع في ظل عجز القائمين عليها.

 

للاتصال بالجمعية:

  ‭+222 44373873‬ 

اقرأ أيضا