بوركينا فاسو: الرئيس المخلوع يحاكم في قضية مقتل "تشي غيفارا الإفريقي"

أربعاء, 2021-04-14 12:20

ترجمات "الشروق ميديا" - ينتظر أن يقدم رئيس بوركينا فاسو السابق المقيم في المنفى بليز كومباوري، إلى المحاكمة غيابياً بتهمة قتل توماس سانكارا، أحد أكثر قادة جيل الاستقلال الأفارقة المحبوبين، والذي قضى في انقلاب عام 1987.

وقد قُتل سانكارا، وهو زعيم ماركسي مؤمن بالوحدة الإفريقية، بعد أربع سنوات في السلطة وخلفه صديقه السابق كومباوري، الذي نفى مرارًا تورطه. وأصبح كومباوري أحد أطول القادة مكثاً في السلطة في إفريقيا، حيث حكم بوركينا فاسو لمدة 27 عامًا.

ويعيش الرئيس السابق في المنفى في ساحل العاج منذ عام 2014 حين أطيح به من السلطة بسبب الاحتجاجات الجماهيرية التي اندلعت بسبب محاولته تمديد فترة ولايته.

وتعد هذه المحاكمة لحظة تاريخية تتوج 34 عامًا من السعي لتحقيق العدالة، بقيادة عائلة سانكارا وبدعم من الكثيرين في بوركينا فاسو.

أثناء وجوده في السلطة، رفض كومباوري الدعوات لاستخراج رفات سانكارا، لكن الحكومة الانتقالية في البلاد أعادت فتح التحقيق في عام 2015. وفي عام 2016، أصدرت سلطات بوركينا فاسو مذكرة دولية باعتقال كومباوري، لكن السلطات الإيفوارية رفضت طلبات تسليم الرئيس السابق الذي حصل منذ ذلك الحين على الجنسية الإيفوارية.

ويواجه كومباوري و13 آخرون تهم التواطؤ في القتل وإخفاء جثة سانكارا وعدد من مساعديه الذين قتلوا معه.

ورحب غاي هيرفي كام وهو أحد محامي عائلة سانكارا بالنبأ قائلاً: "لقد حانت لحظة العدالة أخيرًا ويمكن أن تبدأ المحاكمة، وسيعود إلى المدعي العام العسكري تحديد موعد للجلسة"، وفق تصريحاته لوكالة الصحافة الفرنسية.

ومن المتهمين الآخرين جيلبرت دينديري، الساعد الأيمن السابق لكومباوري والجنرال الذي كان يترأس قوات النخبة بالحرس الرئاسي وقت الانقلاب.

وكان ديينديري يقضي عقوبة سجن في بوركينا فاسو لمدة 20 عامًا لقيادته محاولة انقلابية في عام 2015 ضد الحكومة الانتقالية في البلاد.

ولم يؤكَّد تأكيد موعد للمحاكمة لكن محامي الجنرال السابق قال إنها قد تبدأ قريبا، بينما توفي بعض المشتبه بهم منذ ذلك الحين.

وتولى سانكارا، المعروف باسم تشي جيفارا الإفريقي، السلطة في عام 1983 بعد صراع داخلي على السلطة في أعقاب الانقلاب. وفي سن الـ 33، كان أحد أصغر القادة في تاريخ إفريقيا الحديث.

وكان يُنظر إلى برنامجه الجذري للتأميم وإعادة توزيع الأراضي والرفاه الاجتماعي الشامل على أنه نقطة تحول على مدى أربع سنوات من الحكم في إحدى أفقر دول العالم.

وبسبب القفزات في توفير التعليم والرعاية الصحية، والإصلاحات الاجتماعية في اتجاه إنهاء تعدد الزوجات وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، ودعمه القوي للاستقلال عن الحكم الاستعماري في إفريقيا، وتنصله من دعم المؤسسات المالية الغربية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، أصبح الشاب البالغ من العمر 37 عامًا محبوباً لدى الكثيرين في القارة.

بيد أن إدارته تعرضت لانتقادات لتقييدها حريات الصحافة والمعارضة السياسية في البلاد قبيل مقتله. وفي عام 2017، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا سترفع السرية عن الوثائق الحكومية المتعلقة بمقتل سنكارا، بعد سنوات من الانتقادات للدور الذي اضطلعت به القوة الاستعمارية السابقة. وأشار محامو عائلة سانكارا إلى أن وثائق عديدة أرسلت إلى القضاة البوركينابيين، لكنهم لم يكشفوا عن مضامينها.

وفي في بوركينا فاسو، لم تفتأ سمعة سانكارا تزداد منذ وفاته، وسط انتشار الفقر في البلاد. كما يحظى بالاحترام في جميع أنحاء إفريقيا، القارة الشابة التي لم يفتأ الرؤساء فيها يغيرون دساتيرهم ويسعون لتمديد فترة بقائهم في السلطة.

إيمانويل أكينووتو، مراسل صحيفة الغارديان في غرب إفريقيا.

 

اقرأ أيضا