المدرسة الجمهورية اقتراح .. تحديات وآفاق

ثلاثاء, 2022-10-18 00:38

من الطبيعي أن تواجه أيَّ إبداعٍ أو إصلاحٍ ذي بالٍ جملةٌ من الإكراهات والتحديات. بيْد أنّ حصرَ تلك الإكراهات والتحديات وتصنيفَها وتحديدَ أولوياتها والتعاملَ معها بما يناسب من وسائلَ كفيلٌ بالتغلّب عليها ضمن جدولٍزمني معيّن.

وما من شكٍ في أنّ إرساءَ المدرسة الجمهورية تواجهه عدّةُتحديات يمكن تصنفها من حيث أهميتها واستعجالهاكما يلي: مهمة ومستعجلة، مهمة وغير مستعجلة،مستعجلة وغير ذات أهمية كبرى، وأخيرا غير ملحة وليست ذات أهمية كبرى.

وبحسب تحليلنا المتواضع، تكتسي النقاط الست (6) التالية طابع الاستعجال والأهمية:

 

1. إنشاء و / أو تنشيط لجان التسيير التربوي بكافة المدارس على عموم التراب الوطني 

يجب أن يرأس لجنةَ التسيير التربوي مديرُ المدرسة، على أن تضم معه ثلاثة معلمين وثلاثة مراقبين وثلاثة من أولياء التلاميذ؛ أي ما مجموعه عشرة (10) أشخاص.

أما دور اللجنة فيتمثّل في إبلاغ الوزارة شهرياً بما يلي:

1. حالة السلامة والنظافة على مستوى المدرسة، مع العناية خصوصا بضبط السكينة (تحاشي النزاعات والمشاجرات...)، وضمان النظافة والصحة (عدم مغادرة الأطفال ساحة المدرسة، مراقبتهم بشكل جيدللحيلولة دون تناولهم الأطعمة الضارة بصحتهم...)؛ 

2. حالة البنية التحتية للمدرسة (تحديد جميع عمليات الإصلاح وإعادة التأهيل الملحّة، إصلاح المرافقالصحية، إلخ)؛

3. مدى حسن تسيير ومتابعة مسألة الزيّ المدرسي الموحّد.

 

2. تنشيط أو إنشاء مفتشيات التعليم الأساسي 

تتولى هذه المفتشيات مهام الرقابة والمتابعة والتقييملأداء المدرّسين. وينبغي أن يُفضي التقييم إلى برمجة دوراتٍ لتعزيز القدرات وتحسين الخبرة للرفع من كفاءة المعلّم الميداني.

 

 

 

3. العودة إلى نهج تحضير الدرس وتأشير المدير عليه

يتعلق الأمر باستعادة طريقةٍ تربوية ناجعة غدت شبه مهملة تتمثّل في إلزام مدير المدرسة جميعَ المعلّمين بتحضير كافة الدروس وعرضها عليه في دفاتر التحضير للتأشير عليها قبل إلقائها.

4. وضع آليات لمكافحة التغيّب 

يتعيّن أن تضع وزارةُ التهذيب الوطني آليات جديدة لمواجهة تغيّب المعلمين، نظرا إلى استشراء هذه الظاهرة وكونها أحد العوامل الأساسية المسؤولة عن تردّي جودةالمنظومة التربوية.

 

5. الاستفادة من الخبرات التربوية السابقة

استدعاء المعلمين السابقين المستفيدين من حقّهم في التقاعد، وإبرام عقود خدمة معهم لمواكبة وتعزيز إرساء المدرسة الجمهورية لأن النظام الجديد بحاجة ماسّة إلى الخبرة القديمة.

 

6. تقديم حوافز مناسبة للمعلّمين 

يتعين تحفيز المدرّسين لضمان تبنّيهم لمشروع المدرسة الجمهورية واستثمارهم الجاد من أجل إنجاحه.

 

تلكم مجموعةٌ من التدخلات ذات الطابع الاستعجالي والملحّ التي ينبغي تنفيذها وفق جدول زمني دقيق،بمساعدة جميع الجهات الفاعلة المعنية.

تنضاف إلى ما سبق النقطةُ التالية التي تُعدّ من الأهمية بمكان، لكن تنفيذها على الوجه الأكمل قد يُخرجها من دائرة الاستعجال:

 

7. اعتماد نظام الكفالات والأقسام الداخلية 

من خلال توفيرها السكن والمطعم المدرسي اللائق، تلعب الكفالاتُ والأقسام الداخلية دورًا بالغ الأهمية في تعليم الأطفال، لا سيما في الوقت الحاضر الذي تعجز فيهالكثير من الأسر المتعددة الأبناء عن إطعام أطفالهاوتعليمهم، فتُضطرّ إلى إهمالهم وتركهم تحت رحمة عصابات اللصوصية والجنوح (المخدرات، السرقة،التطرف، إلخ).

ومن خلال اعتماد هذا النظام وتكريسه لاستقبال أطفال الأسر المعوزة والفقيرة، سنحدّ من عدد الأطفال الجانحين، بل وسنضمن كذلك التحاقَهم بالمدرسة واستمرارَهم في الدراسة لاكتساب مهارات الحياة الأساسية.  

 

جميلة التجاني بوكم

اقرأ أيضا