براءة ولد صلاحي وإرهاب أبي ولد زيدان/ مختار بابتاح

سبت, 2015-08-29 16:27

"الإرهابي" شماعة يستغلها كل من يريد تصفية خصومه ومخالفيه في الرأي، وأضحى هذا المصطلح من أغمض الكلمات التي لا اشتقاق لها في لغة العرب فهي جامدة لا اسم فاعل فيها ولا اسم مفعول ولا صفة مشبهة ولا اسم زمان ولا مكان، حتى أنها تخالف قواعد اللغة العربية بحيث لو قسناها على "أرهب يرهب" فاسم الفاعل منها "مرهب" واسم المفول مرهوب، ، فهو إذن مصطلح عائم لا أحد يستطيع تحديد معناه بالضبط، بدءا بأمريكا ومرورا بموريتانيا والأردن  وانتهاء بالصحفي المشهور هذه الأيام على صفحات الفيس بوك  أبي ولد زيدان القائل بجرة قلمه "ولد صلاحي إرهابي إرهابي إرهابي..."
ويؤسفني حقا ويحز في نفسي أن  يصدر هذا الكلام من مواطن موريتاني يكتشف بعد سنوات طويلة من التنكيل والتعذيب بحق مواطن موريتاني أن الضحية بريء والجلاد بطل يبرره أفعاله، فكان أبي بعد تلك المعاناة الطويلة صاحب الاكتشاف العميق وكان أكثر رأفة على الولايات المتحدة الأمريكية من نفسها ومن الأردن ومن الأمن الموريتاني، يتحدث أبي ولد زيدان بتهمه الجاهزة عن أن محمدو ولد صلاحي اعترف بأنه من القاعدة ولا يكلف نفسه عناء الاستشهاد بحرف واحد مما كتب ولد صلاحيٍ، وأتحده أن يأتي بدليل على ما يقول.
يصف أبي ولد زيدان ول صلاحي بالإرهابي في وقت برأته  موريتانيا وأجهزتها الأمنية الخائنة من كل ذنب رغم عمالتها لأمريكا، ومدير الشرطة دداهي الذي صفق له أبي ودافع عنه  قال لمحمدو ـ حسب ما في الكتاب ـ إنه  لم نجد ما يدينه وكذب عليه حينما قال له : "ثلاثة أيام وسوف تعود لأنك بريء" والسنغال قبل ذلك برأته والأردن بعد ذلك عجزت عن تقديم دليل يدينه رغم أنواع التعذيب، وأخيرا صديقة ولد زيدان أمريكا "المسكينة" التي أذاقته أنواع التعذيب والتنكيل في معتقلاتها لم تصدر بحقه تهمة بل استقال قاض فيدرالي تعاطفا معه واصفا إياه بالبريء، هذا ما قرأناه في الكتاب، ونتحدى أبي أن يأتينا بغير ذلك، ولا أدري هل أبي ولد زيدان قرأ الكتاب حقا، وإن كان فعل فليأتينا باعتراف واحد من تلك الاعترافات التي ذكرها والأشياء التي لمح لها، أم هو التحامل والسعي إلى الشهرة بكل الأشكال حتى ولو كانت على حساب مأساة أمة بأكملها..
عزيزي أبي ولد زيدان أنت إرهابي بالمفهوم الأمريكي أنا وأنت إرهابيان بلا منازع أكثر من ولد صلاحي..
فما رأيك لو استدعاني أنا وأنت ولد الهادي بأمر من ولد عبد العزيز المأمور من أمريكا بتهمة التحاقنا بجماعة أنصار الدين يونيو 2012 وتجنيدنا في تلك الفترة لصالح الجماعة المذكورة؟  وتم التحقيق معنا أياما  ثم خانتنا بلادنا وطعنتنا في الظهر وسلمتنا للأردن وقضينا فترة مع محققين نذوق كل أنواع التعذيب ثم يأتونا بصور ابي القعقاع وأبي تراب وأبي محمد وطلحة وآدم ولقمان، يسألون هل تعرفون هولاء الأشخاص؟ ماذا ستقول يا أبي؟ بالتأكيد: سيعترف أبي أنه لقي طلحه وأقام الشاي مع الإرهابي جليبيب وضاحك أبا تراب، وسامر رضوان في ليل تمبكتو الإرهابي. فإن كانت هذه الاعترافات هي التي تقصد فأنا وأنت من أكبر الإرهابيين وعلى الحكومة الموريتانية أن تسلمنا إلى غوانتنامو ونخلد هنالك أكثر من ولد صلاحي..
يا أبي..
 قصة ولد صلاحي واضحة وتزداد وضوحا بعد صدور الكتاب فهي المأساة البينة بحروفها مكتملة بمأساتها فمن قرأها بتمعن سيعرف براءة ولد صلاحي وأحيل الجميع ـ وخاصة أصدقاء ولد زيدان ـ إلى قراءتها والحمد لله أن الكتاب موجود في الأكشاك.
أخيرا أحذرك صديقي العزيز وأنذرك من لعنة التاريخ، فهو الذي يتلعن على معاوية ودداهي واعلي ولد محمد فال.، إنه التاريخ لا يرحم الخونة وسيلعن كل من تسول له نفسه التعاطف مع أمريكا في حربها المزعومة ضد الإرهاب، كما أن تدوينة على الفيس بوك لن تغير مجرى التاريخ، ولن تجعل شعبا كاملا عرف الحقيقة يتراجع عن تعاطفه خاصة أنه يسمع مجرد تحامل على أشخاص أبرياء.. وإلى لقاء مع الرجل المظلوم محمد

اقرأ أيضا