أما أنا فبشهر النور أحتفل../ خديم رسول الله بن زياد

أحد, 2015-12-20 21:54

أمّا أنا فبِشَهْرِ النُّـورِ أحتفِلُ ** و إنَّ قلبِى بذِكرَى المُصطفَى جذِلُ

أنفاسُ مولدِه طيبٌ لأنفُسِنا ** و نفحةٌ منـهُ هبّتْ نحوَنا تصِلُ

قد ريءَ يا قومُ فى الإثنين محتفلاً ** بالصوم شكْرًا إلى الوهّابِ يبتهِلُ

و عقّ عن نفْسِه المُهداةِ ثانيةً ** و إنّهُ القدوةُ الغـرّاءُ و المـثَـلُ

"فليفْرحُوا" آيةٌ فى الذِّكْرِ مُطلقةٌ ** علامَ من دُونِ فضْلِ الله تُختزَلُ

و استَنْبطَ الغُرُّ تخريجًا لمولدِه**و من قُرونٍ عليه قد جرى العمَلُ

صلاةُ ربِّى على علياءِ سُؤدَدِه ** و سِرُّها برسولِ الله مُتّصِلُ

*** **** ***

السّلامُ عليكَ أيُّها النبىُّ و رحمةُ الله و بركاتُه ..

السّلامُ عليكَ حبيبَ الله و مُصطفاهُ من خلقه و صفوته من البشَرْ

سيدِى يا رسُولَ الله جزى الله عنّا أُمناءَ شريعتكَ، و ورّاث نورك

ها أنا أُصاحب مبارَكَ الأنفاس، سيدِى الحافظ المحدِّث المحب

الخادم لجنابك الشريف محمد حبيب الله بن ما يابى عليه رحمة

الرحيم و رضى عنه و أرضاهُ و قد اخترتُه شاعرا بعدما اختاره

الناس عالما فيقول بعدما استهلّ كلامه بما لا أُحبُّ تجاوزَه

و لا اختصاره :

" و لمّا استقرّ أنّ سنة النبىّ صلى الله عليه و سلم الثابتة

بالأحاديث الصحيحة التبرّك به صلى الله عليه و سلم و بما

مسّه و بآثاره و مواضع قدميه الشريفتين و أمكنة صلاته و نحو

ذالكَ ؛ و كنتُ ممّن أنعم الله عليه بزيارة بعض تلك الأماكن الشريفة

؛ و زرتُ أول مكانٍ نزل فيه القرآن على رسول الله صلّى الله

عليه و سلّم و هو غار حراء و وفّقنى الله تعالى للمبيت فيه ليلتين

أو ثلاثًا و قرأتُ فيه لأصحابِى تفسير العلَق التى أُنزلت به

و حدّثتهم فيه بحديث بدْءِ الوحْى و كنتُ بعد أن أُصلِّى فيه

ما شاء ليلاً أتكِىء به و أُمرِّغ به خدِّى تبرُّكا بتلك الحصباء

التى تشرّفت ببدن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و صلاتِه

ألهمنى الله تعالى إنشاء أبياتٍ و أنا فى ذالك المكان و هى :

أُمـرِّغُ فى حراءَ أديمَ وجْهِى ** دوامًا بالغداةِ و بالعشِىِّ

لعلِّى أن أمسّ بحرّ وجْهِى ** ترابًا مسّهُ قدمُ النبىِّ

صلاةُ الله دائمةٌ عليه ** تعمُّ الآلَ بالعرْفِ الذّكِىِّ

.. و لمّا وفّقنى الله تعالى لزيارة جبل ثور المذكور فى القرآن

الذى استتر فيه رسول الله صلى الله عليه و سلّم و صاحبه

أبو بكر الصدّيق ثلاث ليالٍ و بتُّ فيه و قرأت فيه لأصحابى

تفسير قوله تعالى ( ثانىَ اثنين إذْ هُما فى الغار ـــ الآية )

و درّست فيه لأصحابى حديث الهجرة بطوله و كنتُ أُصلِّى

الفرض خارجه لقِصَرِه عن قدْر القامة ! و النفل بداخله جالسا

و أنامُ فيه ؛ قلتُ :

و فِى الغار الشريف وضعتُ ليلاً ** عظامِى و اتّكأتُ به بِطُولِى

لَـعلِّى أن أمسّ لفَرْطِ حُبِّى ** مكانًا مسّـه بدَنُ الرّسول

صلاةُ الله دائمةٌ لطـه ** إمامِ الأنبياء أبى البتُول

و لمّا منّ الله علىّ بحجّ بيته المحرّم و قبّلتُ الحجر الأسود مرارًا

و كنتُ أُلاحِظ حين تقبيله أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قبّله

بشفته الشريفة قلتُ فى ذالكَ :

لدى الحجَر المُقبّل فى طوافٍ ** ببيتِ الله نلتُ لدى دخُولِى؛

من التقبيل ما أرجُو لنفْسِى ** به أمنا يدومُ مع الوصُولِ

لتقبيل الرسولِ له فأعظِمْ ** بشَىْءٍ مسّهُ بدنُ الرّسولِ

صلاةُ الله دائمةٌ عليه ** بها أُعطى الفلاحَ مع القبُولِ

و لمّا زرتُ المكان المُتّفق على أنه هو مكان مولده الشريف صلّى

الله عليه و على أصحابه و سلم و كان مُحاطًا ببناءٍ نفيس و كان

مُعدّا لتبرُّك المسلمين و موضعا لصلاة المؤمنين سجدتُ شكرا

لله تعالى

على إبرازِه لرسُول الله صلّى الله عليه و سلّم و أنواره الساطعة

فى هذا المكان و قلتُ فى ذالك :

و ميلادُ الرسولِ به وضَعْنا ** جِباهًا ثُمّ شُكرًا للعلِىِّ ؛

لأنّ اللــه أبــرز فيه نُورًا ** بـه عمّ البريّـة بالرُّقـىِّ

فذو الإيمان فازَ به و مَن لاَ ** ففى الدنيا تنعّم بالنبىِّ !!

صلاةُ الله يتبعُها سلامٌ ** عليه بالغداةِ و بالعشىِّ ...

* و لنا عودٌ إن شاء الله إلى الحافظ فخر البلاد و العباد

محمد حبيب الله بن ما يابى و كان مصدرى و زادى كتابه

"زادَ المسلم" فى جزئه الخامس .

و يا سيِّدى و سيد ولد آدم صلّى الله عليك و الصلاةُ من الله

رحمةٌ مقرونةٌ بالتعظيم و منه جلّ جلاله رضوانٌ، و أسلِّمُ عليك

المرّة بعد المرّة و الفينة بعد الفينة ؛و السّلام من الله السلام

سلام ...

 

نقلا عن صفحة الشاعر خديم رسول الله بن زياد

اقرأ أيضا