استقالة 43 ضابطا في أهم وحدة في الاستخبارات الاسرائيلية

سبت, 2014-09-13 14:10

ألقت مجموعة ضباط وجنود إسرائيليين أمس قنبلة إعلامية وسياسية تتضمن شهادات واعترافات «تأنيب ضمير» حول ما قاموا به ضد الفلسطينيين.»كنا هناك وفعلنا ذلك ولم يعد بوسعنا مواصلة هذه الطريق». هكذا قال 43 ضابطا وجنديا بجيش الاحتياط يخدمون في وحدة «8200» أهم وحدة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في عريضة يكشفون فيها عن رفضهم المشاركة بأعمال ضد الفلسطينيين وعن استنكافهم عن أداء الخدمة فيها.
وأكد هؤلاء في العريضة الموجهة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وقائد الجيش بيني غانتس، عدم قدرتهم ضميريا على مواصلة أداء الخدمة والمساس بحقوق ملايين البشر، ويوضحون انهم يتحدثون عن أحداث غير مرتبطة بحرب «الجرف الصامد» الأخيرة على قطاع غزة التي لم يشاركوا فيها.
ووضح الضباط في عريضتهم انهم أدركوا خلال الخدمة العسكرية ان الاستخبارات جزء لا يتجزأ من السيطرة العسكرية على «المناطق» في إشارة للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 مشيرين إلى وقوع الفلسطينيين تحت نظام عسكري ويتعرضون للتنصت والتجسس الاستخباراتي.
ودعت المجموعة ضباط الاحتياط الإسرائيليين الآخرين لرفع صوتهم ضد هذه الآثام بغية انهائها، معتبرين ان مستقبل إسرائيل يتعلق بهذه الآثام.
وكشفت «نون» وهي ايضا من أعضاء المجموعة، عن تأنيب الضمير قائلة انها تستذكر الهدوء المشوب بالتوتر داخل غرفة العمل خلال الثواني التي تعقب القصف الجوي في انتظار رؤية الهدف المحدد بعد قصفه بصاروخ من الجو أملا بإصابته. وتتابع «حينما يتم التأكد من إصابة الهدف تعج الغرفة بالتصفيق وتتعالى صيحات الفرح وتوضع إشارة «إكس» على صور المستهدفين المعلقة في جنبات الغرفة. انتابني شعور صعب لأن أحدا لم يهتم بالسؤال هل أصيب آخرون؟ ولم يكترث أحد بالحقيقة ان المعلومات التي نجمعها لصالح سلاح الجو لا تبرر الدمار الشامل الذي نسببه لحياة مليون ونصف المليون إنسان في غزة».
وتشير «نون» إلى جريمة قتل 18 من أفراد عائلة القيادي نزار ريان خلال محاولة اغتياله في الحرب على غزة وتضيف بمرارة «عندما أبلغنا الطيار بانه ضرب الهدف المحدد وتمت إصابة أشخاص، تبين بالصور ان قادة حماس المستهدفين نجوا، فسادت خيبة أمل داخل غرفة العمليات ليس بسبب قتل أبرياء بل لنجاة من رغبنا بقتلهم. اتخيل ان غرفة العمليات ذاتها خلال «الجرف الصامد» تصرفت التصرف ذاته ولكن بطريقة مبالغ بها أكثر وعادة لا أحد يحقق بالأخطاء التي ترتكب وتؤدي لقتل أطفال ونساء». 
والوحدة 8200» التي تشهد للمرة الأولى رفضا للخدمة العسكرية تسير على غرار خطى مجموعة طيارين حربيين وقعوا عريضة مشابهة بعد عدوان «الرصاص المصبوب» على قطاع غزة في عام 2012.

القدس العربي .
 

اقرأ أيضا