الحياة إذ تبتسم !!

أحد, 2014-09-14 23:48

 ساعة الاستجمام قد أزفت ، الآن والآن فقط يبعث  البدر الفضي نوره على رمال ذهبية تتراءى عند نهايتها رياض خضر  كأنها الياقوت والمرجان، وهبت نسائم الصبا من الجنوب حاملة معها عبق الخريف البعيد لتحرك أعواد الثمام في لحظة تبعث إلى التأمل  ، وازينت السماء بالكواكب الدرية وصمت الليل المقمر في هدوء :

"لله ما أجملها من سويعات إنها السعادة أولا تكون ، إنها الطبيعة تبتسم وتسلي هذا البشر التائه في مشاكل الحياة لكأنه ما تفيأ ساعة ظلال هذه الحياة الوارفة ، قتل الإنسان ما اشقاه عندما ينسى أن في هذه الأرض طيورا تزقزق وتهدل وتغرد في سعادة عجيبة !! أجل إن في الدنيا  لبحارا وشواطئ بعيدة كان عليه أن يتمدد على سواحلها لحظات ولو قليلة عساه أن يتنفس الصعداء ويرى العجب العجاب، يرى الموج الأزرق في أعماق المحيطات، ويرى النوارس البحرية والطيور  كأنها تلعب مع الموج تنزل عليه ثم يصفعها وتطير ، وقد غاص في هذا اليم اقوام  ورأوا اللآلئ في القاع .. رأى هذا الإنسان حيوانات منسية تعبد الله عاشت في الجمال ولم تعلم أن في هذه الحياة بؤسا .. وقد كتب هذا الإنسان عن "عيون في طرفها حور"..

إنه الإنسان .. رضي لنفسه أن يدمع ويبتئس وليته ما فعل ،  ليته علم أن الأرض هي الأرض وأن فيها شذى وحمائم وبلبل يغرد وضفادع تنقنق على غدير مياه بعيد عن أجواء المدينة وما تحمله من بؤس..

ابتسم يا هذا الكائن البشري المهموم بمشاكل الحياة اليومية ابتسم معي في هذه اللحظات ترى العجب العجاب تنسى ما تشكو من ارتفاع في الأسعار وجحيم البطالة ، لا تضيع عليك هذه اللحظات الحلوة ..

يا هذا المهموم .. هيا لنجلس معا على هذا الرمل هيا تنفس النسائم، ألا فانظر معي إلى تلك الرمال الفضية، هل تعلم أن هذه الصحراء الممتدة وراءها رياض خضر باسمة، هل تعلم أن نسائم الخريف جاءت بعد صيف ماحق، ولكنها الحياة قضى الله أن تكون مبشرة فإن ساعة  العسر مبشرة لأنك  تنتظر الفرح ، وساعة البشارة هي الحياة  والحياة فقط..

ألا ابتسم وضع الهموم جانبا واجلس بنا نبيت ليالينا المقمرة هنالك حيث تبتسم الحياة.. 

 

 

مختار بابتاح

اقرأ أيضا