محمدو ولد صلاحي .. أخيرا غبار الوطن وحضن العائلة!

اثنين, 2016-10-24 02:25

لم تكن الطفولة في “اجار” جنوب شرقي ولاية اترارزة والإنتماء لمجموعة من أكثر المجموعات الموريتانية مسالمة وهدوءا تشي بنهاية درامية كالتي انتهى له صبي “اجار” الذي ترعرع بين أودية مثلث روصو .
أبرع قارئات الكف وأكثرهن جموحا بخيالها.. لم تكن لتتخيل مثل هذا المصير وهذه النهاية للشاب المهذب والحافظ لكتاب الله .. لكنها الأقدار حين تعبث مجاديفها بمصائر الافراد وتحركهم كأوراق خريف ذابلة تعبث بها الريح .
أتقن الرجل اللغة العربية والألمانية وتجول بين مدن الأفغان مقاتلا ضد الإمبراطورية السوفيتية سابقا .
بنفسه الجهادي وبرغبته في نهاية بطعم الجنة لم يكن يتخيل وجود شيء أسوء من الجحيم ولم يكن يتصور أنه يوجد أقسى من قذيفة ترسله للسماء أو زنزانة يشغلها بعض الوقت ثم يرحل لوطنه .
“هوليود” الإدارة الأمريكية كانت أخرجت النهاية التي تريدها لكل هؤلاء الذين فكروا خارج منطقها المسيطر أو تصوروا قابلية مقاومة هيمنتها ونفوذها وتسيدها على العالم .
“اغوانتنامو” حيث السيادة لقانون الطبيعة ولبرد البحر وصقيع كوبا .. “أغوانتنامو” خلاصة التفكير الامريكي لحيث ينبغي أن يكون كل هؤلاء الذي يزعجون إمتدادها ويشاغبون على أساطيلها التي تتناثر جزرا فوق البحر .
يوم 28 أكتوبر 2002 أصبح محمدو ولد الصلاحي نزيل”اغوانتنامو” ورقم من الأرقام التي تتحرك هناك بألوان حمراء قانية كقلوب السجانين .
هناك انتهى الرجل خلف بحر كوبا .. لتحترق 14 عشرة سنة من العمر ..لم تكن من الزمن الذي يوجد فيه الليل ويوجد فيه النهار ..كانت كلها ليلا من البرد ومن الظلم ومن الدوس على آدمية البشر والعبث بكل اعراف السماء وقوانين الأرض .
لم تكن الإقامة في جحيم من درجة 5 نجوم كافية لينتهي الأمل أو لتتلاشى الذاكرة .. ظل الرجل منتظرا للحظة تعاود فيها أقدامه المشي على رمل وطنه ..ويخرج فيها زفيرا عميقا من هواء الوطن .
عاد الرجل ولامست أقدامه غبار الوطن .. وانتصرت بعودته نظرية القائلين بأن الأمل جزء من الروح يستمر باستمرارها .. ولاعزاء للمتشائمين ومن لاينتظرون إذا طال الليل فجرا جديدا تشرق شمسه .

 

 

مسارات

اقرأ أيضا