باحث يؤكد وجود حضارة يهودية و سلالة لقبائل بني إسرائيل في تيرس الزمور

خميس, 2016-10-27 16:59

 

توضيح الى ساسة و مشايخ و اعيان وكل الركيبات الأصليون عموما-الركيبات الدخيلة غير معنية بهذا الموضوع-:إن كاتب هذا المقال لا يطعن في التاريخ-لكنه يسرد حقائق علمية من واقع تاريخ بلاد الركيبات الحقيقي بعيدا عن كل ماهو سياسي او ثوري او عاطقي / و نتمني أن لا يقوم مشايخ الوهابية البيظانية بتأويله بطرقهم المسيسة الملتوية المعروفة.

مازال الكثير من الصحراويين و من رائهم عائلاتهم الدينية الثرية و مشايخ الزوايا المخزنية و الطرق الوهابية الصحراوية المجتمعين كلهم تحت مظلة حزب الإستقلال القاسي يعتبرون الكتابة او الحديث عن تاريخ يهودي أو بعض قبائل بني إسرائيل القديمة في بلاد تيرس و الساقية الحمراء، من الطابوهات المحرمة بشكل مطلق لأسباب يصنفونها بالربانية في بعض الاحيان والسياسية في أحيان أخرى، مع ربطها في كلا الحالتين بالصراع السياسي على مستقبل منطقة الصحراء الغربية.

المتورط في البحث أو الكتابة عن تاريخ اليهود في منطقة النزاع أو في موريتاني الحبيبة، يعتبر في نظر المشيخة الصحراوية الدينية متجاوزا لجميع الإشكاليات الخطيرة الكبرى و للممنوعات السياسية و معاديا للمقدسات السيادية السامية و عميل في نظرهم للصهيونية العالمية، و يسعى الى تهديد وحدة المملكة الترابية -و غيرها من ترهات الهذيان السياسي المعروفة عن شيوخ و إعيان الإقاليم الجنوبية -و هو ما يجعل في نظرهم ، من الضرورة بمكان ،تطبيق حد الردة بالسيف فورا على عنقه بلا هوادة و لا رحمة و لا شفقة-هكذا كان جوهر قصدهم من رسالتهم التي وقعها بالإجماع شيوخ واعيان الصحراء في يناير من سنة 2003 و تم رفعها الى جهات عليا في هرم الدولة المغربية.

اليوم بعد عشر سنوات، أصبح يمكن لي القول إن معجزة حدثت لي، بحيث مازلت حيا، المئات من محاولات القتل تعرضت لها، وعشرات الآلاف من تقارير الوشاة الصحراويين الكيدية رفعت ضدي الى مختلف المؤسسات والأجهزة و الجهات النافذة، و عشرات العصابات الاجرامية الصحراوية القبلية و المليشيات الدينية والجمعوية، تجندت لتصفيتي الجسدية، و رغم أنه يستحيل و يستعصي الخروج سالما من مطاردة لوبيات المشيخة الدينية القبلية الصحراوية الدموية الخبيثة و الرهيبة و اللعينة النافذة داخل مختلف المؤسسات المخزنية، الإ أن الله سبحانه و حده كان الى جانبي و حفظني لنظل على قيد الحياة الى اليوم.

عندما صدر مقال “رسالة الى رئيس دولة إسرائيل “في الصحافة المغربية، نزل معه حكم “رباني” من السماء يقضي بمصادرة جميع حقوق كاتب الرسالة و منعي من التمتع بأي حق من الحقوق المدنية داخل المملكة الشريفة ،وطيلت عشر سنوات و نيف لم نجد لا عدالة و قانون و مؤسسات و لا جمعيات داخل المملكة المغربية لتقف الى جانبي، الجميع يعتبرني مارقا، لأن الإمر يتعلق بمراسلة الى الدولة العبرانية … أو أنهم يخافون من ردة فعل سياسي ضدهم إن هم تضامنوا مع قضيتي.

و رغم كل ما وقع، فأنا عندما كتبت ذلك المقال أو الرسالة كنت على يقين و دراية كافية بما أكتب، و مازلت أعتبر أن ما كتبته آنذاك كان صوابا – و لا يمكن لي الاعتذار عنه -و عليه ..فلا بد من التأكيد ان تاريخ التواجد اليهودي في الساقية الحمراء لا يمكن ابدأ نكرانه ، فقد كان قائما ومؤثرا وحاضرا طيلت قرون عديدة قبل الإسلام، شأنه شأن تواجده في باقي مدن و حواضر شمال المملكة و في موريتانيا الحبيبة؛ إذن اليوم على الاقل عرفنا، لماذا من الصعب على أي مهتم بمسألة تاريخ اليهود أن يدلي بتخريجات علمية أو نظرية أو شفهية حول تاريخهم بالساقية الحمراء دون ان يتعرض لعقاب سياسي قاسي يدمر حياته و مصيره و مستقبله و يجرده من جميع حقوقه، كما وقع لي، الناس جميعا و الكتاب والمثقفون و المهتمون يخافون من الخوض في مثل هكذا مواضيع، و قد زاد خوفهم خوفا، بعد مشاهدتهم و معرفتهم لكيفية ردة الفعل القاسية للدولة ضدي على خلفية كتاباتي عن التاريخ اليهودي في منطقة النزاع -و كثيرون يتساءلون اليوم كيف يقع هذا في المغرب الذي طالما تظاهر بكونه يعتبر رمزا للتعايش و التسامح بين مختلف الاعراق والثقافات و الديانات.

وفي هذا الصدد، لا بد من وضع بعض علامات الاستفهام التي من شأنها أن تؤطر معالجتنا ككتاب لموضوع التاريخ اليهودي بالساقية الحمراء و تيرس، و الإشكالية الخطيرة المترتبة عن الخوض فيه، وذلك من خلال جملة من التساؤلات المشروعة والملحة، حيث إن أول ما يغري الباحث في قضية تواجد عائلات قديمة من أكبر قبائل بني إسرائيل شرفا و نسبا /و هناك من الآثار القيمة و القديمة المكتشفة بواد الاسباط (واد السبطي) شرق مدينة السمارة، ما يؤكد ذلك، كما أن واد الساقية الحمراء نفسه حيث منبع شجرة الركيبات الظهر(الحقيقيون) يوجد فيه أيضا ضريح سبط من خيرة أسباط شرفاء بني إسرائيل، كما يحكي لنا التاريخ الرقيبي الشفهي المتوارث و الذي مازالت له مكانته الخالد في الوجدان أن لقب “الراكب-الركيبي” تعني “الرفيع أو المفضل أو المحبوب عند الله” و قد كان السلطان الشيخ سيدي أحمد الركيبي الثالث-الحفيد-يقيم اعتبارا لجميع القوميات و الديانات و فتح أرضه لجميع المضطهدين في مناطق الجيران، و حث أبائه و أتباعه على رعاية الضيف و تكريمه و السهر على راحته و قبوله كفرد من الحلة(المجتمع). و قد كان نبي من أنبياء الله الى بني إسرائيل أو واحد من الأسباط هو أول من حل ضيفا بهذه الأرض قبل 2000 سنة رفقة افراد من عشيرته على القبائل الإمازيغية الصنهاجية و من هنا تشكل انصهار عرقي تمخض عنه شعب الركيبات في الصحراء الغربية . تابع الحلقة الثانية.

الموساوي موسى ولد لولاد

كاتب و باحث في تاريخ الساقية الحمراء و تيرس.

اقرأ أيضا