وجه البيان/ حبيب ولد محفوظ

أربعاء, 2014-11-05 19:46

كان يمكن أن يكون تاجرا، أو معلما، أو أن يشتغل بمهنة ذات علاقة بالثقافة وهو المنحدر من قبيلة "السماسيد" الزاوية.. لكنه احتاج بالتأكيد إلى جرأة كبيرة قبل ثلاثين سنة خلت للاشتغال بحرفة السلاح. لقد تابع الجندي طريقه وحيدا.. كان يخفي قدرا كبيرا من الحياء والانزواء بسبب زواجه "الخارجي" بشكل بدا فيه منفيا في وطنه.
اكتشف ثقافة "البيظان" بعد أن وصل إلى السلطة، ولم يكن الأمر بالنسبة له سهلا إذ كان الشعور بالنقص تجاه هذه الثقافة ماثلا في حياته.
اختارته فرنسا -وهو المعروف بولائه لها- كبديل عن هيداله.
يبدو أحيانا شاحب الوجه، متواضعا في انفراديته.
الضابط الفعال وجد نفسه على مقدمة خشبة المسرح وحيدا في انفرادية رجال الحكم.
إن العفو الشامل، الذي تلا حركة 12/12 التصحيحية، أوهمه أن مصير موريتانيا يتحدد، من الآن فصاعدا، بوجوده شخصيا. إلا أن السكرة لم تطل إذ سرعان ما طرحت مشكلة هوية الزنوج الموريتانيين.
معاويه -الذي أصبح بعد حين ولد الطايع- قمع بدون رحمة التظاهرات المطلبية. فمن تظاهرات إلى قمع، ومن قمع إلى تظاهرات، وشيئا فشيئا أصبح ولد الطايع بطل عروبة موريتانيا. فموريتانيا ولد الطايع هي موريتانيا عربية بما في الكلمة من معنى.
بالنسبة لـ "الزاوي المحارب" فموريتانيا هي ولد الطايع أو لا تكون.. قد يكون مصابا بالهذيان.. المشكلة أنه بريء.
...............
ملاحظات
هذه الخاطرة نشرتها تخليدا لذكرى رحيل الفقيد حبيب ولد محفوظ. وهي أول مقال يترجم له إلى العربية. أتذكر أن النص تكفل الأستاذ موسى ولد حامد بترجمته بدقة متناهية.
نشر النص في زاوية "وجه البيان": وهو عبارة عن ورقة تكتب، بشيء من التهكم، عن أحد أقطاب السياسة في بداية تسعينات القرن الماضي. كان ذلك ضمن مواد العدد رقم 2 من جريدة البيان الصادرة من 28 يناير إلى 01 فبراير 1992. وقد تضمنت الصفحة الأخيرة من هذا العدد، إضافة إلى "وجه البيان" الذي وقعه المغفور له حبيب، زاوية بعنوان "تحت الخيمة" للصحفي عبد الله ولد محمدي، وبعض المنوعات.
بالنسبة للصفحة الأولى فقد تضمنت "المبتدأ" بتوقيع "التحرير" حول الحملة الانتخابية الرئاسية "التاريخية": لأنها الأولى من نوعها في العالم العربي والأولى من نوعها في موريتانيا. كما تضمن ريبورتاجا مطولا عن الرئيس-المرشح معاويه ولد سيدي أحمد الطايع. 
بالنسبة للصفحة الثانية، فهناك مقال تهكمي تحت عنوان "عظمتنا" لمسكينكم محمد فال، إضافة إلى نص طويل عن "دخول المغرب العربي عصر الهوائيات والأقمار الصناعية".. أما الصفحة الثالثة فتضمنت خبرا بعنوان "الأحد الدامي في نواذيبو" حيث قتل 4 أشخاص عقب مظاهرات لأنصار ولد داداه منددة بالتلاعب بنتائج الانتخابات، وعناوين أخرى من بينها: "الشرطة تهاجم مقر ولد داداه قبيل ظهور النتائج" و"المصطفى ولد السالك يحتج على نتائج الانتخابات" ومحمد محمود ولد اماه يعتبر أن لون بطاقة الحياد يشبه لون البطاقة الخاصة بالتصويت له مما أربك ناخبيه.. في الصفحة الرابعة مقال بعنوان: "الشعر الموريتاني الحديث.. إلى أين؟" بتوقيع سيد أحمد ولد أحمد سالم (أعتقد أنه الدكتور المؤرخ سيد أحمد ولد الأمير).. في الصفحة الخامسة مقال بعنوان: "هل كان ولد الطايع قوميا يكتم إيمانه؟" بتوقيع الشيخ ولد أحمد. يليه مقال لاباه ولد أحمد بعنوان: "فصول من معركة لم تنته بعد". في الصفحة السادسة مقال بعنوان: "حزب الأمة وولد الطايع: رؤية من الداخل" بتوقيع حزب الأمة نفسه. ثم "رؤية داخلية للحملة الانتخابية" بتوقيع أعمر (أعتقد أنه ولد الرابي- كان حينها محررا في البيان).. في الصفحة السابعة زاوية بعنوان "قرأت هذا العدد". وهي قراءة نقدية أسبوعية تتناول العدد السابق على كل عدد.. وقعها هذه المرة الدكتور اسلامه أحمد الحسين..

من صفحة الكاتب محمد فال ولد سيدي ميله على الفيس بوك
 

اقرأ أيضا