أبرزهم “آينشتاين العرب” .. 5 علماء مصريين اغتالهم “الموساد” الإسرائيليّ

جمعة, 2016-12-23 13:26

تُعيد عملية الإسرائيليّ باغتيال المهندس التونسيّ محمد ، الى الأذهان، سلسلة عملياتٍ اتهم الجهازُ بتنفيذها بحقّ خمسة ، لتهديدهم وجود بحسب النظرية الإسرائيليّة، وهم:

 

مصطفى مشرفة.. ولد علي مصطفى مشرفة في 11 يوليو/تموز 1898 في حي المظلوم بمدينة دمياط الساحلية (شمال شرق مصر)، ونشأ على حفظ القرآن الكريم منذ الصغر، وكان حريصا على المحافظة على صلاته طوال حياته مقيما لشعائر دينه كما علمه والده.

 

تلقى علي دروسه الأولى على يد والده، وأهله تفوقه -ولا سيما في المواد العلمية- للالتحاق بأي مدرسة عليا يختارها مثل الطب أو الهندسة، لكنه فضل الانتساب إلى دار المعلمين العليا، حيث تخرج فيها بعد ثلاث سنوات بالمرتبة الأولى، فاختارته وزارة المعارف العمومية لبعثة علمية إلى بريطانيا على نفقتها.

 

لفتت نتيجته نظر أساتذته الذين اقترحوا على وزارة المعارف المصرية أن يتابع مشرفة دراسته العلوم في جامعة لندن، فاستجيب لطلبهم، والتحق عام 1920 بالكلية الملكية، وحصل فيها عام 1923 على الدكتوراه في فلسفة العلوم بإشراف العالم الفيزيائي الشهير تشارلز توماس ويلسون الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء عام 1927.

 

حصل مشرفة عام 1924 على الدكتوراه في العلوم من جامعة لندن، وهي أعلى درجة علمية في العالم، حيث لم يتمكن من الحصول عليها سوى 11 عالما في ذلك الوقت، وكان أول مصري يحصل على هذه الدرجة العلمية.

 

عمل مشرفة في مصر، وحين تم افتتاح جامعة القاهرة عام 1925 عُيّن فيها أستاذا مشاركا في الرياضيات التطبيقية بكلية العلوم، ثم انتخب عميدا لكلية العلوم عام 1936 فأصبح بذلك أول عميد مصري لها، وتتلمذ على يده مجموعة من أشهر علماء مصر، ومن بينهم عالمة الذرة سميرة موسى.

 

بدأت أبحاث مشرفة تأخذ مكانها في الدوريات العلمية وعمره لم يتجاوز 25 عاما، وفي عام 1923 قدم سبعة أبحاث حول تطبيق فروض وقواعد ميكانيكا الكم على تأثير زيمان وتأثير شتارك، ومن خلال تلك الأبحاث حصل على درجة دكتوراه العلوم.

 

ألف عدة كتب في الميكانيكا العلمية والنظرية والهندسة الوصفية والمستوية والفراغية، والذرة والقنابل الذرية. وكان من القلة التي عرفت سر تفتت الذرة، وحارب استخدامها في الحروب، مثلما رفض تطوير أبحاث صنع القنبلة الهيدروجينية بعدما ألمّ بتقنيات استخدام الهيدروجين في تصنيع قنبلة مدمرة.

 

توفي علي مصطفى مشرفة في 15 يناير/كانون الأول 1950 إثر أزمة قلبية، وهناك شك في كيفية وفاته؛ إذ يعتقد أنه مات مسموما، ويعتقد أنها إحدى عمليات جهاز الموساد الإسرائيلي، ولكن كتاب “دكتور علي مصطفى مشرفة ثروة خسرها العالم” من تأليف شقيقه الدكتور عطية مشرفة ينفي تماما هذه الأقاويل، ويؤكد أنه مات على فراشه.

 

سميرة موسى.. مس كوري المصرية: أبصرت النور يوم 3 مارس/آذار 1917 بمركز زفتى بمحافظة الغربية، وأكملت تعليمها بتشجيع من والدها الذي سكن القاهرة ليفسح المجال لابنته لإتمام دراستها.

 

التحقت بكلية العلوم، وحصلت على الباكالوريوس وكانت الأولى على دفعتها، وانتقلت إلى لندن حيث حصلت على الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات.

 

عادت سميرة موسى لاحقا إلى بريطانيا حيث درست الإشعاع النووي، وحصلت على شهادة الدكتوراه في الأشعة السينية وتأثيراتها على المواد. حرصت الولايات المتحدة على تبني موهبتها وعرضت عليها التجنيس، لكنها رفضت وعادت إلى مصر، وأنشأت هيئة الطاقة الذرية، وعملت على تنظيم لقاءات دولية حول الطاقة الذرية وكيفية تسخيرها لخدمة الإنسان.

 

كانت سميرة موسى كثيرة الرفض للعيش بدول غربية وحمل جنسيتها والعمل في معاملها النووية، وفضلت دائما البقاء في مصر، لكنها في المقابل لم تكن ترفض دعوات السفر إلى الخارج للمشاركة في ندوات علمية، وكانت إحداها إلى الولايات المتحدة في أغسطس/آب 1952.

 

فقد سافرت سميرة موسى إلى كاليفورنيا الأميركية لزيارة معامل نووية هناك، ويوم 15 أغسطس/آب 1952، كانت تقطع طريقا وعرا في مرتفع بكاليفورنيا، وسرعان ما فاجأتها سيارة من الاتجاه الآخر صدمتها وألقت بها في المنحدر، حيث لقيت ربها.

 

وكالعادة في مثل هذه الحوادث، قيدت الواقعة ضد مجهول، ولم تظهر حقيقة ما جرى نهائيا.

 

وفي 2015، أعلنت ريتا ديفد توماس حفيدة الفنانة المصرية الراحلة راشيل أبراهام ليفي -الشهيرة بلقبها الفني راقية إبراهيم- أن جدتها ساهمت في قتل سميرة موسى التي كانت صديقتها، وسبق أن عرضت عليها نسيان فكرة النووي المصري والحصول على الجنسية الأميركية، وحذرتها من مصير مجهول في حال رفضت، لكن سميرة كررت رفضها عرض راقية التي كانت متزوجها من يهودي أميركي، وقطعت علاقتها بها.

 

وبحسب ريتا ديفد فإن الأسرة عرفت ذلك بعد العثور على مذكرة شخصية كانت الجدة تحتفظ بها في خزانتها القديمة.

 

يحيى المشد

 

تخرج في قسم الهندسة الكهربائية بجامعة الإسكندرية، وبفضل تفوقه كان ضمن بعثة دراسية إلى جامعة كامبريدج اللندنية عام 1956، لكنها تحولت إلى موسكو بسبب العدوان الثلاثي على مصر، حيث بقي هناك ست سنوات، ورجع إلى مصر خبيرا في مجال التصميم والتحكم في المفاعلات النووية.

 

بدأ المشد مساره المهني في المفاعل النووي لأنشاص، وانتقل للنرويج للتدريسغرد النص عبر تويتر، وهناك ضغط عليه ليتجنس ويعيش فيها لكنه ظل يرفض، بل صرح برفضه لأطروحات الحركة الصهيونية بخصوص فلسطين، مما جلب إليه عداء ومضايقات كثيرة، اضطر على إثرها للعودة القاهرة، ثم إلى بغداد التي اضطلع فيها بدور كبير في تسهيل مهمة التأسيس لبرنامج نووي عراقي، وكان الرجل الذي ترأس البرنامج النووي العراقي الفرنسي المشترك.

 

وفي هذا الإطار، ربط المشد علاقات جيدة بين فرنسا والعراق في مجال الحصول على التقنية النووية وعلى اليورانيوم المخصب، وقد استدعي ذات مرة إلى فرنسا لمعاينة شحنة من اليورانيوم، لكن كانت تلك رحلته الأخيرة، حيث عثر عليه مذبوحا في غرفته يوم 14 يونيو/حزيران 1980.

 

ومباشرة بعد اكتشاف جثته، وُجهت الاتهامات إلى الموساد الإسرائيلي الذي ظل يترصد خطوات كل من يدعم إيجاد التقنية النووية في بلدان معادية لإسرائيل.

 

لكن تحقيقات الشرطة الفرنسية لم تخلص إلى شيء، وقيدت القضية ضد مجهول.

 

جمال حمدان: عالم مصري ولد يوم 4 فبراير/شباط 1928. تميز بقدرته الكبيرة على فهم الأبعاد الإستراتيجية للقضايا الكبرى، ووظف تخصصه في الجغرافيا في فهم حركية التاريخ وتطورات الأحداث العالمية، وسبق له أن تنبأ عام 1968 بانهيار السوفياتي بعد دراسات وافية.

 

لكن عمل جمال حمدان الأبرز تمثل في اهتمامه بإسرائيل وتفكيك بنيتها الفكرية والأصول التي بنت عليها مشروعها، ونجح في هدم مقولاتها من وجهة نظر أنثروبولوجية.

 

كما تنبأ حمدان بانهيار الولايات المتحدة الأميركية، وقال إنها تصارع لتبقى في القمة، وتستغل في سبيل ذلك قوتها العسكرية.
عثر يوم 17 أبريل/نيسان 1993 على جثة حمدان ملقاة في بيته ونصفها الأسفل محترق، وظن الجميع أن الواقعة سببها تسرب غاز، بينما أكد مقربون منه أن مؤشرات عدة تؤكد أن الحادثة وقعت بفعل فاعل.

 

وفي 2010 ذكر الروائي المصري يوسف القعيد أن حمدان كان قبيل وفاته قد انتهى من تأليف ثلاثة كتب “اليهود والصهيونية وبنو إسرائيل”، و”العالم الإسلامي المعاصر”، والثالث عن علم الجغرافيا، وكل تلك الكتب اختفت بعد موته.

 

كما نقل عن شقيق حمدان قوله إن الأسرة سمعت بسفر مفاجئ لطباخ جمال حمدان ثم اختفائه نهائيا، مثلما تأكد أن رجلا وامرأة من الأجانب سكنا فوق شقته لشهرين ونصف، واختفيا بعد مقتله.

 

سلوى حبيب: أستاذة في معهد الدراسات الأفريقية، تميزت بعطاء علمي بارز وبأبحاث مناهضة للحركة الصهيونية تكشف محاولات سيطرة إسرائيل على منابع القوة في الدول الأفريقية.

 

في هذا السياق أنجزت سلوى بحثا قيما عن “التغلغل الصهيوني في أفريقيا”، إلى جانب نحو ثلاثين بحثا كلها تتحدث عن إسرائيل والدول الأفريقية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وكان لأبحاثها تأثير كبير.

 

وجدت سلوى حبيب مذبوحة في شقتها، ولم تنجح الأجهزة الأمنية في العثور على القتلة الذين نفذوا العملية بشكل احترافي.

 

ووجهت الاتهامات إلى الموساد الإسرائيلي بالوقوف خلف قتل سلوى حبيب، بسبب نجاحها في تسليط الضوء على أساليب تل أبيب في اقتحام دواليب القارة السمراء، بأساليب علمية توثيقية واضحة.

 

يذكر أنه عثر في الخامس عشر من ديسمبر/كانون الأول الحالي على مهندس ميكانيك الطيران محمد الزواري (49 عاما)، الذي يحمل الجنسيتين التونسية والبلجيكية، مقتولا بالرصاص داخل سيارته أمام منزله في منطقة “العين” بصفاقس ثاني كبرى المدن التونسية.

 

وقد اعلنت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس أن الشهيد الزواري قد انضم لصفوفها قبل 10 سنوات، وساهم في تطوير منظومة الطائرات بدون طيار القسامية، متهمةً الموساد باغتياله.

 

 

وطن

اقرأ أيضا