داكار الرابح الأكبر .. مصائب غامبيا فوائد السنغال (تحليل)

سبت, 2017-01-21 08:44

بدأت الأزمة السياسية والدستورية في غامبيا تختفي من المشهد السياسي الغامبي والغرب افريقي بشكل عام، وذلك بعد أيام من الضغوط على الرئيس الغامبي المنتهية ولايته يحي جامي والوساطات الافريقية التي بدأ بمجموعة "الأكواس" مرورا بالوساطة الموريتانية وأخيرا بالوساطة الثنائية الموريتانية الغينية، التي جاءت بالتوازي مع قوات افريقية على الأرض وتحاول التحرش بالجنود الغامبيين.

وقد بدا أن الرئيس يحي جامي الراغب في السلطة كانت يلعب مناورات سياسية يريد منها مستقبلا آمنا وواعدا لحياته هو ورجاله المقربون ، وبموجب الوساطة نجوا جميعا من سجون محققة، كانت المعارضة الغامبية المتسرعة قد أعلنتها بعد فوز مرشحها الموحد آداما بارو، وتلاحق الرئيس المغادر للسلطة عدة ملفات أهمها قتل بعض قادة الجيش المشاركين في محاولات انقلابية سابقة، وقد نجا بهذه الوساطة وأفلت من العقاب ومن المقرر أن يقيم بقية حياته في بلد افريقي يرجح أن يكون غينا بيساو.

 

مصائب غامبيا .. فوائد للسنغال

دولة السنغال الدولة التي تحد غامبيا من كل الجهات تقريبا كانت الحاضر الأبرز في هذه الأزمة، وكانت مصرة على إسقاط يحي جامي بأي ثمن وذلك أنه ناصبها العداء منذ سنوات واتهمته بدعم الاقليم المتمرد "كازاماس"، كما أن السنغال تاريخيا حاولت أكثر من مرة انضمام دولة غامبيا إليها وحاول الرئيس السنغالي الأسبق إنشاء تحالف تحت مسمى "سنغمبي" لكنه سرعان ما فشل واعتبرته غامبيا حينها محاولة استعمار ناعم لبلادها.

ما إن أعلن الرئيس المنتهية ولايته يحي جامي تراجع عن الاعتراف بالانتخابات حتى كانت السنغال رأس الحرب في الأزمة وفتحت الحدود لكل الضباط المتمردين والوزراء المستقيلين وأخيرا للمرشح الفائز آداما بارو، كما تحركت لإقناع المجموعة الاقتصادية لإسقاط عدوها في المنطقة جامي عسكريا وإجباره على التنحي.

ويبدو أن تحرك السنغال العسكري كان مناورة سياسية يراد من ورائها تحريك وساطة سياسية أخرى فلولا الحسم العسكري لما تحرك ساسة نواكشوط وكوناكري بهذه الوساطة، ولولا العملين العسكري والدبلوماسي المتوازين لما تنحى جامي عن السلطة، لكنها السياسة جعلت العساكر المنتشرين على الحدود الغامبية يمددون المهلة ثلاث مرات متتالية حتى يتحقق الهدف بدون خسائر..

نجحت الوساطة وتنحى عدو السنغال وسيعود صديقها، لكن هذه المرة بدون ثمن يذكر، وستكون الرابح الأكثر من هذه الأزمة، فباروا لن ينسى للسنغال احتضانها له وتأديته القسم الدستوري داخل أرضها، كما أنه لن ينسى لهذا البلد الافريقي الديمقراطي تضحيته التي كان ينوي فيها فقد مجموعة من جيشه من أجل تثبيته في سدة الحكم، فالرابح في كل الأحوال هي دولة السنغال ولكن هذه المرة بدون ثمن.

 

مختار بابتاح

اقرأ أيضا