كان قرار الشيوخ جريئا وشجاعا وصادما لاغلبية ظلت مؤمنة بانها متماسكة مادامت تاتمر فقط لاغير بامر الرئيس ولاتهمها ارادة الشعب ومطالبه
 الشيوخ الذين غضب منهم الرئيس وغضبت عليهم ابواق النفاق تصرفوا بحكمة ومسؤولية وطنية ولأول مرة قالوا لا دون خوف أوتردد أوخضوع لابتزازات وضغوط وإغراءات مورست عليهم من الرئيس شخصيا ورئيس مجلسهم ورئيس الحزب الحاكم
 الشيوخ انتصروا لموريتانيا المتصالحة مع تاريخها الوفية لشهدائها ومؤسسيها ليس عبر خطوط حمراء قبيحة ولكن بصدق وعلى الأرض لكنهم أيضا انتصروا لانفسهم ومن حقهم فالخيل التى لا تجابه خيلا  ليست أصيلة والرئيس نفسه هاجم مجلس الشيوخ وتوعد بحله واعضاء الحكومة شنوا حملة منظمة على الشيوخ وحتى الحزب الحاكم وحزيبات الاغلبية هاجمت الشيوخ لمجرد أن الرئيس هاجمهم
 اليوم رفع الشيوخ رؤوسهم فكان أن من الله عليهم بضرب اكثر من عصفور بحجر واحد فانتصروا لانفسهم وقالوا بوضوح عبر التصويت التاريخي والشجاع ضد التعديلات الدستورية الشائنة نحن هنا ولنا صلاحياتنا ولايمكن تجاوزنا ولسنا من الغباء بحيث نقر تعديلات تستهدف هيئتنا لمحوها من المشهد السياسي المحلي ثم انتصروا لكل الموريتانيين الذين غصت بهم الشوارع رفضا للتعديلات وتشبثا بالدستور والعلم والنشيد
 يتحرك الرئيس الان فى دائرة ضيقة لاتسعه غضبا وهو الذى كان يعتقد ان شيوخ الاغلبية مثل نوابها ببغاوات تردد على مسامعهم كلاما فيردونه لك كماقلته دون زيادة اونقصان وبنفس الطريقة
 وإذاكان البعض يتحدث عن اسقاط شيوخ الجنوب والشرق للتعديلات فماذالك إلا للتهميش والمعاناة والمرارة التى يحسها سكان تلك المناطق عطش وانهيار فى خدمات الدولة وعزلة وموت جماعي على طرق قاتلة لايلتفت نحوها أحد وسيكون فى ميزان حسنات الشيوخ أنهم بهذا التصويت وجهوا صفعة لنظام لم يقم بأي خطوة لتحسين ظروف سكان دوائرهم الانتخابية
غضب الرئيس وهيستيرية ولدمحم وعصبية محسن لاتغير فى الأمر شيئا
 لقد طوي ملف التعديلات الدستورية وفقد الرئيس أغلبيته وخرج الشيوخ من العباءة المترهلة لنظامه المرتبك