رقـية العـازبـة.. من تكون أصغر وزيـرة في الحكومـة المغربية الجديدة

اثنين, 2017-05-22 16:11

رقية الدرهم الوزيرة العازبة في حكومة سعد الدين العثماني، إذ لم تمض سوى سنة على خطبتها من الإماراتي سيف المزروعي، الذي يعمل مديرا لديوان ولي عهد الإمارات العربية المتحدة، الأمير محمد بن زايد آل نهيان، والتي حضرها كل من ياسين المنصوري، المدير العام للمديرية العامة للمستندات (لادجيد)، والكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، وسفير الإمارات العربية المتحدة بالرباط آنذاك العصري سعيد الطاهري، حتى أعلنت قبل شهور عن  فسخها.

الدرهم التي عينها الملك كاتبة دولة  لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي مكلفة بالتجارة الخارجية، ليست سوى نجلة المرحوم فيضول الدرهم، الذي حكم عليه بالإعدام وسجن في الداخلة ثم في فوينتي فنتورا، إلى أن جاءت اتفاقية تبادل الأسرى بين المغرب وإسبانيا وتم الإفراج عنه، وقبل ذلك كان الدرهم وشقيقه يمولان جيش التحرير في كل منطقة الصحراء.

وبخلاف ما عهد على الاتحاديين والاتحاديات، بدء العمل السياسي من المدرسة والجامعة، قال أحد رفاق الدرهم في الحزب، إنها لم يسبق لها ممارسة العمل الطلابي خلال مرحلتها الجامعية، وإنها كانت كغيرها من الطالبات الجامعيات مهتمة بدراستها فقط، ولم تكن تحضر أنشطة الحزب المركزية آنذاك بحكم أنها كانت تعيش في الرباط.

وبدأت الدرهم مسيرتها السياسية على المستوى المحلي بمدينة العيون كناشطة بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حيث قالت هذه الأخيرة في أحد حواراتها: «تربيت في بيت سياسي، وحضرت مع والدي بسبب قربي منه اجتماعات سرية مع المرحوم الفقيه البصري في بيتنا، وكان لي شرف لقاء المناضل عبد الرحمان اليوسفي في بيته إبان توليه منصب الوزير الأول في مرحلة التناوب وكذا أربعينية والدي، وشخصيات سياسية وازنة في المغرب كادريس بو بكر، وبنسعيد ايت إيدر، والمرحوم أباكا والكثير من الشخصيات الوطنية التي ساهمت في استقلال البلاد. كل هذا ساهم في صقل شخصيتي واهتمامي الدائم بالقضايا الوطنية، خاصة ملف قضية الوحدة الترابية». 

وعكس ما هو متعارف عليه عند أبناء الطبقة الميسورة في المناطق الجنوبية للمغربية من السفر لإسبانيا ومتابعة الدراسة هناك، درست المسؤولة الحكومية في المغرب في معهد خاص إلى حين حصولها على دبلوم المعهد الدولي للدراسات العليا، بعد ذلك قررت إتمام دراستها ببريطانيا، وهي اليوم تحضر لماستر إدارة الأعمال ببريطانيا.

وبحكم تخصصها العلمي، فإن عضوة المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي  اختارت مزاولة عملها بقطاع التسيير، إذ تسير شركة في الداخلة تهم التجارة والتسويق، والذي ساعدها أكثر في عملها هو تكلمها أربع لغات حية، مما يسهل عليها التواصل مع العملاء بالخارج وربط علاقات قوية.

الدرهم هي أصغر وزيرة في حكومة العثماني،  فهي تبلغ من العمر 37 سنة، حيث ازدادت سنة 1979 بمدينة لاس بالماس، لكن والدها المرحوم محمد فيضول الدرهم رفض تسجيلها في لاس بالماس عند الاستعمار الإسباني، على حد قولها في أحد حواراتها، موضحة أنه قام بتسجليها في مدينة العيون، وأن استقرار الأسرة هناك كان بحكم عمل والدها الذي كان تاجرا بالجزر المذكورة.

ورغم صغر سنها وعملها البعيد عن المركز الرباط، استطاعت هذ الأخيرة أن تجد لنفسها مقعدا في البرلمان خلال انتخابات 2011 عن طريقة اللائحة الوطنية، وبخصوص من ينتقد سطوع نجمها بسرعة رغم غيابها عن المركز تقول الدرهم إنها « ابنة شرعية للاتحاد الاشتراكي، فهي ليست بالتبني أو دخيلة عليه»، وشغلت خلال الولاية التشريعية السابقة منصب نائبة رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب.

 وفي هذا السياق قالت البرلمانية السابقة إنها كانت لديها مشاركة بسيطة في انتخابات 2007 في إحدى الدوائر الانتخابية بالرباط، لكن بالرغم من أنها لم تفز إلا أنها لم تستسلم، وقررت أن تعود وتخوض غمار استحقاقات 25 نونبر بتزكية وتشجيع من أفراد عائلتها، خاصة حسن الدرهم، القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فاقتنعت بالترشح في هذه الانتخابات.

وعرف عن الدرهم خلال الولاية البرلمانية السابقة أنها كانت من أشد المدافعات عن حقوق الصحراويين والقضية الوطنية، حيث إنها خلال سنة 2013 كانت أول شابة مغربية تزور مخيمات تندوف رفقة أربعة من أعضاء الشبيبة الاتحادية، إذ لم تكن الزيارة مبادرة حزبية محضة، بل تمت برمجتها في مؤتمر الاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي، وبعد عودتهم من هناك كشفوا للرأي العام الوطني والدولي عن المغالطات التي يروجها الإعلام الجزائري وإعلام الكيان الوهمي.

ليس هذا فقط، بل عرفت الدرهم من خلال حادثة طردها من طرف رجال الأمن السويديين  من قاعة البرلمان السويدي التي كانت تعقد بها ندوة بعنوان «40 عاما من احتلال الصحراء»، شاركت فيها الصحراوية الانفصالية امينتو حيدر، التي زعمت أثناء الندوة بأنها تمثل الصحراويين، وأنها تحث السويد على سرعة الاعتراف بالجمهورية الصحراوية، وذلك بعد أن حاولت التعبير عن رأيها كصحراوية.

 وفي تصريح سابق  لها عقب الحادثة، قالت الدرهم: «قدمت من المغرب للمشاركة مع إخواني الصحراويين للإدلاء بآرائنا في قضيتنا التي لا تعني فقط امينتو حيدر ، لا بل تعني كل صحراوي، وهي قضية وطنية بالنسبة للمغاربة أجمعين، وخاصة المغاربة الصحراويين، وأمينتو حيدر لا تمثلنا وتحاول اختطاف تمثيلنا، وجاءت بطرق غير ديمقراطية، ونحن جئنا بالديمقراطية الشرعية من خلال الانتخابات، أو من خلال المجلس الوطني الاستشاري لحقوق الإنسان للشؤون الصحراوية».

واعتبرت الدرهم أن ذلك تكميم أفواه مارسه البرلمان السويدي ضد الصحروايين، وقالت: «لقد قيل لنا أن نستمع فقط لأمينتو حيدر، ومنع علينا طرح أي سؤال أو التعبير عن آرائنا، وهذه جريمة بحق الديمقراطية وحقوق الإنسان التي ترفع شعارها السويد».
 

اقرأ أيضا