مهرجان روصو.. بين كرّ ولد أحمدوا وفرّ ولد الحاج (تحليل)

أحد, 2017-07-09 19:53

كشف المهرجان الذي نظمه حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في مدينة روصو مساء 8 يوليو 2017 كواليس معركة كانت قد بدأت قبل سنوات بين رجل الأعمال محسن ولد الحاج وحليفه السابق بمبه ولد درمان من جهة، وبين عبد الله السالم ولد أحمدوا وحلفه من جهة ثانية، فكلا الرجلين منحدر من الولاية وله تاريخه الطويل فيها، وإن تقدم ولد أحمدوا في التاريخ السياسي أضعافا مضاعفة، إلا أن محسن استطاع خلال سنوات قليلة أن يسطع نجمه في مدينة عرفته جميع بيوتها قبل السياسة وتحدث بكل لغات أهلها، وتعزز وجوده بدخوله المعترك السياسي.

لقد كشف هذا المهرجان للرأي العام ما كان مستورا من خفايا المعركة فولد أحمدوا صاحب فكرة المهرجان أراد أن يدحر خصمه السياسي رئيس مجلس الشيوخ والذي انتهز فرصة مغاضبة الرئيس عليه وعلى كل أعضاء مجلس الشيوخ، تلك الفرصة الذهبية التي أراد ولد أحمدوا أن ينتهزها وأن يهزم خصمه بدعم من النظام، قال ولد أحمدوا: إن الجو السياسي الترارزي خلا له تماما، ومحسن ولد الحاج خاسر في المعركة مع جنوده الشيوخ وفي غرفتهم المترنحة.

أصر ولد أحمدوا أن يكون "مهرجان تحدي" بكل المقايس:

ـ تحدٍ للمعارضة السياسية التي شكلت جبهة كبيرة تضم كل أطياف الحركات السياسية ومنظمات المجتمع المدني.

ـ وتحدٍ يثبت فيه أنه القادر على حشد من الأنصار في ولاية ظل يسيطر عليها ولعقود من الزمن.

ـ وتحدٍ قبل ذلك ـ وهذا هو الأهم ـ لخصمه السياسي محسن ولد الحاج واللوبيات المحسوبة عليه.

 

محسن .. ودخول المعركة:

محسن ولد الحاج فرضت عليه معركة فرضا في الوقت غير المناسب فهو الجندي السياسي المثخن بجراح معركة الشيوخ مع النظام والتي لم تندمل جراح أطرافها بعد.

نعم لا زال ولد الحاج في مفاوضات سرية مع ولد عبد العزيز لكن الأخير مغاضب لدرجة أنه لا يريد أن يغفر خطيئة ارتكبتها الغرفة التي كانت محل ثقته خاصة من رئيس تجمعه بها علاقة اجتماعية وسياسية قوية، وبينما المفاوضات جارية أعلن النائب السابق عبد الله السالم ولد أحمدوا عن مهرجانه الحاشد، ليفرض على ولد الحاج هذه المعركة القوية في ربوعه وملاعب صباه.

لقد استيقظ محسن ولد الحاج على بداية المعركة الحامية فدخلها بخجل واستطاع أن يكسب ود رئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم ويستقبله في منزله بخجل، ويستقبل بعض الساسة و"جنودا لم تروها" أو على الأقل لم يرها ولد احمدوا ويحشدهم جميعا ـ على طريقته ـ  إلى ساحة الوغى على بعد 7 كلم من روصو، مهمة هذا الفيلق كانت واضحة وهي إفشال هذا المهرجان.

يقود فيلق محسن  وزراء سابقون استطاعوا بالفعل إفشال مهرجان ولد أحمدوا وصودرت بعض الكلمات منها كلمة رئيس عمد اترارزه  وعمدة الركيز محمد ولد أحمدوا وانتهت المعركة وانسحبت الجيوش.

 

نتائج معركة روصو السياسية..

انتهت المعركة وبدأ الكل يحسب حسابه فأنصار محسن ولد الحاج يتفاخرون بأن المهرجان كان بائسا وغاب فيه التنظيم ودخل القوم في ملاسنات وهي حالة ربما تكون الأولى من نوعها في هذه المنطقة.

بينما يحسب أنصار ولد أحمدوا هذا المهرجان نصرا مبينا فالرسالة الوحيدة هي حشد الولاية بجميع مقاطعتها وتنافسهم على أكبر كم من الحضور في مهرجان التحدي وجعل هذا المهرجان سنة سياسية لولد أحمدوا أجرها وأجر من عمل بها..

ومهما يكن فإن التقويم الموضوعي للمهرجان أن ولد أحمدوا فاز في بداية المعركة وغنم منها كثيرا ومحسن ولد الحاج ركبها واستطاع إفشالها نسبيا على قاعدة "إذا لم تنفع فضر".

 

 

مختار بابتاح

اقرأ أيضا