مركز الساحل ينظم ندوة تحت عنوان "ليبيا :ماضي مؤلم وحاضر كارثي ومستقبل قاتم"

خميس, 2017-07-20 21:46

نظم مركز الساحل للخبرة والاستشارة الخميس 13يوليو، بالتعاون مع السيد فيليب كالتنباش السيناتور أو دو سين Hauts de Seine، في قصر لوكسمبورغ في باريس، ندوة دولية حول موضوع: ماضي مؤلم وحاضر كارثي ومستقبل قاتم: الكارثة ذات آثار الإقليمية والدولية. أنعش الندوة من قبل لفيف من الخبراء الأوروبيين والأفارقة يضم كل من: محمد ولد الوزير السابق RZEZIM والسفير السابق لموريتانيا لدى الاتحاد الأفريقي ورئيس مركز Eddar حمد-حسن ولد البات اخصائي الشؤون الأمنية والمستشار مركز الساحل للخبرة والاستشارة ابير دجونك متخصص في الشؤون الأمنية و رئيس معهد THEMIIS إيريك بلانشوت، رئيس PROMEDIATION، الدكتور زهر مانصور ليبية الدكتور بول كانانورى، رئيس معهد مانديلا ميني اركو ميناوى، رئيس حركة تحرير السودان المسلحة وترأس الندوة السيد محمد ولد ارزيزيم. وتركزت محاورها من بين أمور أخرى على الموضوعات التالية: واقع الليبي قبل الأزمة وآفاق الحلول ليبيا: استراتيجيات متباينة في عواقب إقليمية ودولية، أسباب فشل المقترح الأفريقي لإنهاء الأزمة، تأثيرات الأزمة الخليجية على المسرح الليبي والتغييرات المحتملة. والفوضى الليبية واعادة تموضع استراتيجي بين الجهات الفاعلة في الحرب ضد الإرهاب الاستبداد والإفلات من العقاب ودورها في غياب الدولة والفوضى في المنطقة في بداية كلمته الافتتاحية رحب السيد محمد أب ولد سيدي ولد الجيلاني رئيس مركز الساحل للخبرة والاستشارة المحاضرين والضيوف نيابة عن السيناتور فيليب كالتنباش وأكد أن مركز الساحل للخبرة والاستشارة أراد تنظيم هذه الندوة ليمنح لهذا الجمع الكريم فرصة التواصل مع الخبراء لتبادل الآراء والخبرات معهم حول القضية الليبية كما أعرب عن رغبته ان يتمخض عن اعما ل الندوة في توصيات ذات الصلة الأزمة الليبية موجهة للجهات الإقليمية والدولية الفاعلة. وختم السيد محمد أب ولد سيدي ولد الجيلاني رئيس مركز الساحل للخبرة كلمته بقراءة برنامج المؤتمر وذلك قبل يحيل الكلمة لرئيس الندوة محمد ولد ارزيزيم رئيس الندوة محمد ولد ارزيزيم في بداية كلمته الافتتاحية، أعرب عن شكره لمركز الساحل للخبرة والاستشارة على تنظيم الندوة، كما أعرب عن امتنانه للسيناتور فيليب كالتنباش لسماحه لهم بعقد هذه الندوة في قاعة Monnerville بقصر لوكسمبورغ كما شكر محمد ولد ارزيزيم الجمهور على تكريمه لفريق المنعش للندوة من خلال حضوره وتفاعله معهم. ودعا محمد ولد ارزيزيم عضو الفريق الأول الخبير محمد-حسن ولد البات اخصائي الشؤون الأمنية والمستشار مركز الساحل للخبرة والاستشارة لبدء مداخلته وتحدث محمد-حسن ولد البات بإ جازعن واقع ليبيا قبل وخلال الأزمة وبعدها أبرز تأثير هذه الأزمة على منطقة الساحل بما في ذلك مالي حيث تسليح الجماعات الإرهابية عن طريق الاستلاء على جزء من العتاد الليبي إثر سقوط نظام القذافي، لتحتل شمال مالي وتثبيت قواعدهم الخلفية وتهدد الساحل. يقول ولد لبات هذا الذي برر العملية SERVAL التي تحولت العملية barkhane . وكان ذلك دافعا الي تبريرالتدخل العسكري الفرنسي في منطقة الساحل بإذن حكومة مالي. وقال ولد لبات أن الفاعلين الرئيسين في الأزمة الليبية قد فكروا في قتل القذافي لكنهم لم يفكروا في مآل الشعب الليبي وكان ثاني المتحدثين هو ابير دجونك رئيس رابطة هيئة الصداقة الفرنسية-موريتانية ورئيس THEMIIS وقال دي يونج أن ليبيا هي بلد منهار. واضاف لهذا البلد حكومتين وعدد كبير من الميليشيات التي لها أدوار هامة للعب. تحيط بليبيا بيئة إقليمية غير مستقرة (تشاد مع المعارضة المسلحة في السودان مع التمرد في دارفور والنيجر وبوكو حرام مع القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ومالي مع التحدي المتمثل في الشمال، وانهيار الدولة الليبية، التي حكمت مرة واحدة من قبل المستبد، ساهم في استفحال عدم الاستقرار في المنطقة. وكان اقدام ساركوزي على ضربت ليبيا بالطائرات الفرنسية هو أكبر خطأ. وأدى هذا الخطأ الى كارثة الليبية وتسبب في كارثة إنسانية. بعد ديجونك أخذ الكلمة محمد ولد ارزيزيم كمتدخل، لكد بعد عرضه لخارطة الطريق الأفريقية أن الاتحاد الأفريقي لم يدخر جهدا لتجنيب ليبيا الواقع المزرى الذي تعيشه، من خلال تنفيذ خارطة الطريق الأفريقية التي تشكل الحل السياسي الشامل. واكد ولد ارزيزيم ان الأطراف الليبية كانت على وشك التوقيع على خارطة الطريق الأفريقية بفضل جهود اللجنة الرآسية المخصصة، لو لم يكن تدخل أطراف خارجية، التى تريد افشال جهود التسوية بأي ثمن، لتسوية حساباتها مع القذافي، وتخلص منه. ومن بين هؤلاء، كانت هناك بالتأكيد الدول العربية، ولكن الأوروبيين كانوا هم الفاعلين الرئيسيين. ويضيف أن الموافقة التي قدمها القذافي اللجنة الرآسية على جميع الأحكام الواردة في خارطة الطريق واستعداده لمغادرة السلطة حتى نهاية العملية، لم تمنع مبعوثين لبعض الدول ل التدخل لدى CNT تدخلا سافرا لرفض العرض توقيع رئيسCNT على نتائج المفاوضات التي أجراها مع لجنة مخصصة في بنغازي. وكان المتحدث الرابع في الندوة إيريك بلانشوت الرئيس PROMEDIATION، وهي منظمة فرنسية غير حكومية متخصصة في الوساطة في منطقة الساحل ويتدخل في ليبيا 2014-2015. بالنسبة له، “انه أمر معقد للغاية ويصعب قياس مشاركة حقيقية من دول مثل قطر والإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية في أزمة مثل الأزمة الليبية. لاكن تقرير الأمم المتحدة بشأن الحظر المفروض على الأسلحة اثبت ان مدرعات بيعت لكل من قطر والإمارات العربية المتحدة وجدت عند بعض أطراف النزاع الليبي. وقد زارت شخصيات لليبية الدول الخليجية للتفاوض وحشد الدعم مستغلة المنافسة بين دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة. تعهدت كل من قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة في العام الماضي في باريس بعدم التدخل في النزاع الليبي ولم بلتزام البلدين بما تعهدا به. “ اما مصر والسودان فبإمكانهما التصرف والتفاعل مع ليبيا قبل الأزمة. منذ عام 2011 الجيران يشعرون بالقلق حول وصول حكومة “غير مرغوب فيها” للسلطة في ليبيا. وكان المتحدث الخامس بول كانانورا رئيس معهد مانديلا قد أشار الى ان ليبيا. “شهدت الكارثة التي اسهم الغرب في انتجاها. وكانت ذريعة التي يستخدمها الغرب لإحداث تغيير النظام هو الحق في التدخل من أجل إقامة الديمقراطية وحماية المدنيين. وقد أدى ذلك إلى عواقب كارثية في ليبيا، حيث نشهد حالة من الفوضى ودولة فاشلة لإعداد هذه الحرب، تم التلاعب عن طريق إشاعة معلومات خاطئة بالمشاعر الوجدانية التي أيقظت للجماهير التونسية والمصرية التي ثارت ضد الفقر والدكتاتورية من اجل للكرامة الوطنية. اليوم تتم إعادة تنظيم العالم استراتيجيا بسرعة عالية. روسيا بوتين، لا تريد أن تموت بعد الغيبوبة التي وضعها فيها، يلتسين، دبلوماسيا وسياسيا وعسكريا على الساحة الدولية. أدت عقيدة ترامب، واعتباره ان المصلحة الوطنية الأميركية قبل مصالح الدول الأخرى، الى اعادة هيكلة العالم تجسدت من انخفاض كبير في مخصصات الميزانية للامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة في مجال تعزيز الديمقراطية وادا ذلك الى انتشار الفوضى “. وقال المتحدث السادس مينى اركو ميناوى رئيس حركة تحرير السودان المسلحة: “تعانى قارة افريقيا دون استثناء من مشكلات عرقية لأن التركيبة الاجتماعية فى عموم أفريقيا مازالت فى مرحلة التحول حيث لم تنتقل إلى مرحلة الاندماج الاجتماعي الكامل ، ويعود ذلك لعدة عوامل أبرزها تدني مستوى التعليم فى بلدان القارة وهذا بدوره ساهم فى الاعتماد على الحياة القبلية و وسائل كسب العيش التقليدية الأقرب إلى الفرقة والتصادم وخاصة فى مجال الأنشطة الزراعية والرعوية. الحالة الليبية بالرغم من وجود الاختلاف مع الحالة السودانية الا ان النظام فى الخرطوم ظل لاعب رئيسي فى الأزمة الليبية وذلك عبر تزويد القتال فى ليبيا بعناصر إرهابية والنظام هو فعلياً له اليد العليا فى تدريب وإدارة العناصر المقاتلة من التنظيمات الإسلامية فى ليبيا ووجود هذه العناصر فى الصراع أدى إلى حالة الفوضى والقتل العشوائي فى معظم الأماكن التي تسيطر عليها هذه الجماعات ودفع كل من المواطن الليبي و الدارفورى الهارب من جحيم الإنقاذ ثمناً غالياً وقد برزت ظواهر غير حميدة انتشرت بسبب الانفلات الأمنى فى ليبيا تجاه أبناء دارفور الذين يقصدون ليبيا كنقطة عبور إلى أوروبا. وقالت زهراء منصور الجامعية الليبية وعضو الفريق، في بداية كلمتها أنه كان بودها وجود لليبيين من داخل ليبيا لتقديم وجهات النظر الليبية من الداخل، ولكن منعت مشاكل التأشيرات لهم، على الرغم من أن المنظمين قد أرسلوا دعوات ولاكن غياب مشاركة لليبي الداخل للحديث مكانهم. وقالت الدكتورة زهراء منصور ان ليبيا كانت ضحية مؤامرة لنهب الثروات الليبية والأفريقية من طرف أوروبا الحكام. في حين أن أوروبا الحكام لا تريد للأفارقة ان يعيشوا في الديمقراطية والسلام والتمتع بثرواتهم. وأكدت زهرا منصور أن الأفارقة السعوا إلى الديمقراطية التي تناسبهم، مع احترام عاداتهم وتقاليدهم ولكن ليس الديمقراطية التي يفرضها الغرب والتي حولت ليبيا الي الميليشيات المتنحرة. عاشت ليبيا منذ عام 2011 وضع كارثي. هلك الآلاف من الليبيين. قتلوا جراء قصف الطيران الفرنسي قبل قرار الأمم المتحدة. بعد وفاة معمر القذافي اختفت الأسطول من سماء ليبيا. كما لو كان الغرض الوحيد له لم يكن الا التصفية الجسدية للقذافي. وقد قتل الشعب الليبي من قبل أولئك الذين حكموا ليبيا في ذلك الوقت والذين حكموا تونس ومصر مع حملة إعلامية من قبل قناة الجزيرة والعربية والقنوات التلفزيونية المصرية. شارك في الندوة جمهور من الدبلوماسيين والبرلمانيين والباحثين والصحفيين. وعقب المناقشة توصل المشاركون الى ما يلي: – الضحية الأولى للأزمة في ليبيا القانون الدولي فقد انتهك من جانب جميع الأطراف الفاعلة في الأزمة، وخاصة أولئك الذين كانت لديهم مهمة حمايته، – والضحايا الرئيسيون هم أهل ليبيا في جميع مكونات الشعب الليبي والمهاجرين عبر الأراضي الليبية، بالنسبة لهم كانت الأزمة كارثة، – وكانت بلدان الساحل ضحية جانبية بفعل ما سقط من ترسانة الجيش الليبي في أيدي مهربي الأسلحة والجماعات الإرهابية فكان ذلك ابرز عوامل عدم الاستقرار في تلك البلدان، – أوروبا باستقبال موجات من المهاجرين دفعت ثمنا باهظا بالإضافة إلى تكلفة حربها ضد القذافي

نقلا عن موقع المركز

اقرأ أيضا