لكم الجنة.. ولهم العار

أربعاء, 2017-10-25 10:41

 ومن لم يمت بالسيف مات بغيره
                                          تعددت الأسباب والداء واحد
هذا بيت شعر قديم ورد عن ابن نباتة السعدي أحد شعراء بلاط سيف الدولة الحمداني وتحول بمرور الزمن الى حكمة وقول مأثور، فالموت قادم قادم لكن المهم كيف تموت.. ومن أجل ماذا؟!
الكثيرون يبتهلون الى الله أن يرزقهم حسن الخاتمة، وهل هناك خاتمة أفضل من الشهادة؟
يروى عن خالد بن الوليد أنه لما حضرته الوفاة قال كلماته المأثورة “لقد شهدت مائة زحف أو نحوها ومافي بدني موضع شبر الا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية وها أنا أموت في فراشي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء”.
كان “خالد” يمني النفس أن ينال الشهادة في ميدان القتال بعد رحلة طويلة ومعارك لا تعد ولاتحصى فقد اشتهر كجندي طوال حياته.. لم يكن عالماً أو راوياً وقد اختصه النبي صلى الله عليه وسلم بلقب عزيز فهو “سيف الله المسلول”.
أكتب هذا الكلام كنوع من الرثاء والمواساة لمن فقدوا أحباءهم في مشهد وداع أصبح مألوفاً ومكرراً مع اختلاف الأسماء والصورفقط .. وراء كل شهيد حكاية وحلم انتهى مبكراً ولو كان البكاء يعيدهم لسكبنا من أجلهم العبرات .
لافرق بين الشهيد عبد الحميد طه ابن الفيوم الذي ترك خطيبته وذهب الى حرب الخامس من يونية سنة 67 على وعد أن يعود لاتمام الزفاف وعثروا على رفاته في سيناء  بعد نصف قرن من استشهاده.. وبين شهداء الشرطة والجيش الذين ضحوا ــ ومازالوا يضحون ــ بأنفسهم من أجل تراب هذا الوطن الذي ترويه دماء خيرة أبنائنا.
الصور تدمي القلوب وتقشعر لها الأبدان تلك التي ينشرها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي لزوجات ترملن وأمهات فقدن فلذات الأكباد وأبناء في عمر الزهور مازالوا يسألون: “متى يعود بابا”؟.. ولا يدركون أن أباءهم لن يعودوا أبداً فقد ذهبوا في ميدان الشرف حتى يبقى لنا وطن يأوينا.
نعم نحزن على فراق الأحبة لكننا نؤمن بأن “لكل أجل كتاب”، “واذا جاء أجلهم لايستقدمون ساعة ولايستأخرون”، و”أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة”.. ذلك فهمنا لفلسفة الموت وتلك عقيدتنا التي لانحيد عنها قيد أنملة، وتجعلنا مع كل حادث أليم نزداد اصراراً على اقتلاع الارهاب من جذوره حتى لو كان الثمن غالياً وغالياً جداً.
يا أيها الجهلاء مسلوبو العقل والارادة.. ويامن تقفون خلفهم وتقدمون لهم المال والسلاح وقبل ذلك الفكر الضال المنحرف.. اخسئوا واذهبوا الى الجحيم، فمصر بها مائة مليون مستعدون للشهادة من أجل أن يعيش وطنهم عزيزاً أبياً .. شهداؤنا في الجنة ان شاء الله وما أعظمها من منزلة أو بالأحرى جائزة.
أما أنتم يا أعداء الحياة فلكم الخزي والعار أحياء وأمواتاً .
تغريدة:
الوطن شجرة طيبة لا تنمو الا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم..  “ونستون تشرشل”

 

أيمن عبد الجواد

 

اقرأ أيضا