تحت فوهات بنادق المجاهدين في تمكبتو 2012

خميس, 2017-11-09 13:24

كان ذلك في صيف تمبُكتيٍ ساخن من أيام يونيو القائظة، وكانت حقا أياما حلوة يجتمع فيها الخوف  والترقب والراحة في آن واحد.
(المجاهدون) يحكمون قبضتهم على المدينة بعد طرد ثوار الطوارق من المطار جنوبي المدينة. 
هي مدينة أشباح نزح منها السكان وبقي فيها قلة من التجار يبيعون ما تبقى من البضائع بأسعار غالية جدا. 
لافتات المدينة تطالب كلها بتطبيق الشريعة الإسلامية، (وهل يعترض مسلم على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم؟ ) يجيبني أحد المواطنين التمبكتيين بهذا السؤال مستغربا عندما سألته عن رأيه في تطبيق الشريعة الإسلامية.. 
كل شيء هادئ تحت فوهات البنادق، السلاح يملأ الشوارع من كل مكان، صلاة العصر في المسجد الذي يحاذي مقر "الشرطة الإسلامية" تختلف عن الصلاة في اي مسجد آخر، فرغم السكينة التي يتحلى بها المقاتلون داخل المسجد إلا أن سلاسل الرصاص وأعقاب البنادق تتراقص بجنبك على وقع سجدات المصلين وركعاتهم، لك أن تخشع في صلاتك من ربك أو تخاف من المصلين وأسلحتهم ذلك شأنك لكن من تصلي وسط صفوفهم قطعا مهما اختلفت معهم  مسلمون يصلون إلى جهة الكعبة يؤدون نفس الصلوات يقرؤون نفس القرآن الذي كنت تقرأه في محاضر الأهل. 
هذا جزء من صروة أديم تمبكتو المغبر، أما سماؤها فكانت تحوم فيها طائرات تجسس فرنسية تلتقط الصور والخرائط استعدادا لحرب وشيكة، وفي ليل تمبكتو المظلم وعندما تصعد إلى أحد الأسطح أكثر ما يزعجك مرور الطائرات في الجو : فما معنى أن تمر طائرات من هنالك فوق إمارة مصنفة عالميا وإقليميا بالإهراب؟ 
طالت الأيام وطال الانتظار وانسحبنا بسلام من المدينة...
يتواصل.
 

فيديو: 

اقرأ أيضا