المقامة الكورونية (الحلقة الثانية من أدب كورونا)

أربعاء, 2020-04-22 22:54

حدث الهمام ابن الهمام الحارث همام قال : 
كنت شابا ذا مآرب ، غريب أطوار بلا تجارب ، يهوى في ركوب المخاطر كل شنيع ، و يمني النفس بالثراء السريع ، فصحبت لذلك صاحبا ذا طبع رصين ، له مال و أعمال في الصين ، فعلمت أن لا بد من الانتفاض ، لنيل رأس مال و لو باقتراض ، فبعت الغالي و النفيس حتى كنت على شفا التفليس ،  فأعددت الأهبة ، للسفر و العيش في الغربة ، ثم تفننت في ألوان التجارة ، إلى حد يبعث للإثارة ، فصرت من أبرز سكان الفنادق ، و مشهورا في المغارب و المشارق ، فبينما نحن ووهان في الصين ، نشعر أننا في قنة التحصين ، إذ انتشر ال " كوفيد" ، و تأكد انتشاره كامل التوكيد ، فضرب علينا حصار بالتعميم ، و انتشر الوباء انتشار النار في الهشيم ، فتغلقت الأبواب ، و تقطعت الأسباب ، و كممت الأفواه و الأنوف ، اتقاء العدو الخفي المخوف ، فعلمت خطر الوباء الأهوج ، و أن الفرار غير ممكن للأعرج ، فتوجهت لله بخالص التوسل ، و قلت في ذلك على وجل الترسل 
رب قنا من الوبا " كرونا " ... و من بنا هم و يمكرونا
و اصرف مخطط عداك عنا ... و عافنا و الطف بنا أعنا 
قنا البالاء و الشرور و الفتن ... و كل أدواء أواخر الزمن 
قال 
فانقشعت الغمة ، و علت في السماء الهمة ، فعاد الناس للنهج الإلهي ، و انحسر تيار المعاصي و الملاهي ، و عم الخير ، و جف ضرع الضير 

أ محمدن أباتنه الشقروي

اقرأ أيضا