الرسالة الدبلوماسية الجديدة لموريتانيا اليوم / الشاعر والكاتب سيدي ولد أمجاد

أربعاء, 2020-07-29 10:51

كان الاجتماع الذي عقده يوم امس فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مع سفرائنا الجدد لدى عدد من الدول الصديقة والشقيقة ، والخطاب الهام الذي ألقاه باسمه معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج إسماعيل ولد الشيخ أحمد ، كان هذا الحدث البارز الذي احتضنه القصر الرئاسي لأول مرة ، احتفالية متميزة في أبعادها ودلالاتها العميقة حملت بشكل واضح الرسالة الدبلوماسية الجديدة لموريتانيا اليوم ، والدور الرائد الذي يجب أن تضطلع به بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج من أجل تكريس صورة ناصعة لبلادنا في جميع المجالات ، وخاصة في مجال الدبلوماسية الموازية كقوة ناعمة سبيلا إلى ترسيخ الإشعاع العلمي والثقافي لبلادنا وزيادة حضورها القوى في جميع المحافل والمنظمات الدولية كما أوضح ذلك معالي وزير الخارجية بهذه المناسبة الهامة .

لقد تسلم كل واحد من السفراء السبعة الجدد في هذا الشهر السابع من العام ، أوراق اعتماده الرسمية من طرف رئيسه الجمهورية ، مستشعرا  ثقل هذه المسؤولية اليوم والحقيبة الدبلوماسية التي يحملها الآن ، في عهد جديد ونهج آخر خارطة طريقه العطاء والتمثيل الحسن لصورة موريتانيا اولا في مختلف هذه الدول الصديقة والشقيقة ، التي بات على سفرائنا فيها اليوم اكثر من اي وقت مضى ابتداء من اليوم ، ان يكونوا على مستوى الآمال التي يعلقها عليهم رئيس الجمهورية ، وهو يواكب معهم عن قرب وفي يوم تاريخي بكل معانيه الدبلوماسية هذه الانطلاقة الجديدة لمفهوم السفارة الشنقيطية الحديثة التي تجمع بين مقومات الأصالة والانفتاح في نفس اليوم ، وتضع في صميم اولوياتها في المهجر التواصل الحقيقي مع هموم وتطلعات جالياتنا في الخارج وممثليهم ، والحرص على إشراك كل الفعاليات في البلد من مثقفين وفنانين ورياضيين وغيرهم في مختلف التظاهرات والمناسبات التي يجب ان تكون موريتانيا حاضرة فيها ، تأكيدا لأهمية هذه الرسالة الدبلوماسية الجديدة لبلادنا في عالم متغير يمور بالمنافسة على أكثر من صعيد في حقل العلاقات الدولية اليوم .

لقد نجحت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، من خلال هذا الحفل الرئاسي البهيج ، ان تضع من جديد قطار  دبلوماسيتنا الموريتانية العريقة على سكة النهوض والتجديد والتأثير الملموس ، بعيدا عن الأبراج العاجية والعزلة الفردية والجماعية التي كان البعض ينظر إليها نمطيا كلما تم الحديث هنا وهناك عن موريتانيا في المحافل العربية والإفريقية والدولية .

إن مصطلح الدبلوماسية الموازية لدى وزارة الخارجية وإنشاء إدارة للشؤون الثقافية فيها لأول مرة في تاريخها ، كلها علامات في الطريق الصحيح من أجل ترجمة واقعية لبرنامج ( تعهداتي ) الذي أطلقه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في جانبه الخاص بصورة موريتانيا الدبلوماسية وتأثيرها المطلوب في الشرق والغرب .

لقد كان لإرثنا الثقافي التاريخي ومكانة بلادنا العلمية والاستيراتجية كجسر عبور وتماس جميل بين أفريقيا والعالم العربي ، دوره الكبير في تأسيس دولة الاستقلال والاعتراف بها سياسيا من خلال جواز سفر ثقافي ودبلوماسي وضاء كان هو اللبنة الأساسية في بناء مكوناتها الاقتصادية حتى قبل ان  تنضم إلى جامعة الدول العربية ، ومنظمة الوحدة الإفريقية وغيرها ، من خلال تلك الدبلوماسية الموازية والقوة الناعمة في ارض المليون شاعر ارض الرجال ، فجاءنا دعم الشقيق والصديق سخيا ومبكرا ونحن هنا في هذه الصحراء بواد غير ذي زرع فوق هذه الرمال المتحركة ، وأمام تحديات كبيرة ، كان لدبلوماسيتنا الوليدة على يد نخبة من أبناء هذا الوطن ، إشعاعها الوهاج كشمس هذه الربوع في فتح القلوب قبل الدروب ، متكئة على رصيد مذخور وبلا حدود عبر القرون من إشراقات النهضة الأدبية والثقافية والمد الصوفي الروحاني في آفاق أفريقيا والعالم العربي والإسلامي ، عندما كان الشناقطة الأوائل في كل مكان من نهر الأردن ومرمرة في تركيا إلى نهر النيل في مصر والسودان وعلى ضفة نهر السينغال، وعبر ادغال الساحل والصحراء في تمبكتو والجزائر   ومرابع أخرى ذ؛ غير سفراء لهذه الأرض الطيبة وهم يحملون معهم قيم التسامح والإسلام المعتدل والثقافة العربية والإفريقية في تمازج عرقي وتنوع ثقافي وانسجام اجتماعي ، جعل بلادنا قادرة باستمرار كلما تهيات لها الفرصة لذلك قادرة على ان تساهم بجلاء في حوار الثقافات والحضارات ، وتلك هي سفارتنا الحقيقية اليوم التي دشن انطلاق عرباتها السبع يوم امس،  رئيس طموح دبلوماسي بطبعه وثقافته ورؤيته الاستيراتيجية في محفل وطني مهيب غني بكل الرموز و الإشارات في تدبير المسارات المقبلة ، وتلك بحق على مشارف الفاتح من اب اغسطس بعد عام من نجاح الأمل الجديد، هي الرسالة الدبلوماسية لموريتانيا اليوم ، موريتانيا البناء الجاد لا موريتانيا الفساد .

هنيئا لبيتنا الدبلوماسي الكبير ، بهذا الأفق المستنير  ومن أجل تحقيق الأهداف النبيلة لرسائل تكليف  سفرائنا اليوم فليتنافس المتنافسون، فقد اتضحت معالم الدرب واستبان الدليل إلى الطموح المنشود

اقرأ أيضا