إغلاق الكركارات .. الرسائل والدروس

أحد, 2020-10-25 16:04

لليوم السادس على التوالي يواصل الناشطون الصحراويون إغلاق ثغرة "الكركرات" الموصل للملكة المغربية برا، ليزيد من تفاقم الحالة المرورية بين كل من موريتانيا والمغرب فالمغرب  تحاول جاهدة وبأذرعها الإعلامية أن تحوِل هذه القضية لصالحها وتدّعي أن موريتانيا ودول غرب افريقيا سيتضرر اقتصادها وموريتانيا التي لم تعلِّق رسميا على الحادثة بدا بعض الكتاب والمدونين يرون أن السوق ستضرر بسبب إغلاق هذا المعبر الاستراتيجي وبالفعل شهدت بعض المواد ارتفاعا في الأسعار مثل الطماطم والبطاطس.

أما جبهة "البوليزاريو" وهي الفاعل الأهم في هذه الأزمة  فأرادت تحريك مياه راكدة والدفع بعجلة القضية التي كاد يغمرها النسيان إلى الأمام كما تريد الجبهة ـ أو لنقل النشطاء الصحراويون ـ  توجيه رسائل مفتوحة واضحة الحروف والمعاني لعدة أطراف :

 ـ الرسالة الأولى إلى الأمم المتحدة مفادها أنه آن الأوان لتحريك الملف والتعجيل باستفتاء عاجل يقرر مصير الشعب الصحراوي، بل اتهم أحد الناشطين بعثة "المينورسو" (اختصار لبعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء)  بالانحياز للملكة المغربية ورعاية مصالحها في المنطقة والدليل أن هذه البعثة جاءت لتنظيم استفتاء شعبي في العام 1991 م وقد رضخت للماطلات  المغربية إلى اليوم.

ـ الرسالة الثانية إلى المغرب وهي رسالة مفتوحة إلى العرش ويريد منها "حراك الكركارات" نفي مقولات كثيرا ما يرددها المخزن المغربي وإعلامه من قبيل "الوحدة الترابية"  و"من طنجه إلى لكويره" و"الحدود الموريتانية المغربية".. فجاء الحراك ليفند هذا القاموس وليقول إن أرض "الكركارات" تحت سيطرة الجبهة وهي من ضمن المناطق المحررة التي تسيطر عليها  وكانت تتغاضى عنها لصالح الشعب الموريتاني..

ـ الرسالة الثالثة لدول الإقليم بشكل عام والرأي العام الدولي وهي لفت الأنظار لقضية تراوح مكانها منذ عقود وعودتها إلى موضوع الساعة وخلق ورقة ضغط جديدة للمناورة والمعارك الدبلوماسية وبالتأكيد سيكسبون هذه المعركة رغم عدة ضغوط إقليمية متوقعة.

وأما الجانب الموريتاني فعليه أن يستخلص الدروس من إغلاق ثغرة "الكركرات" وسواء استمر الأمر لفترة أطول أم قرر الناشطون والجبهة التراجع عنه فإن موريتانيا اليوم عليها أن تعترف بالواقع على الارض وأن لا حدود برية مع المغرب وقد سبق أن سافرنا وسرنا يوما كامل في رباعيات الصحراء ولم نعبر الشريط المحرر الفاصل بين المغرب وموريتانيا.

وعلى موريتانيا أن تبحث عن بدائل سريعة لبعض مواد التموين التي كانت تعبر من المملكة المغربية تتلخص هذه البدائل في زراعة الخضروات واستصلاح مساحات شمامه الشاسعة على غرار ما فعلت مع الأرز الموريتاني الذي اصبح يغطي السوق بشكل كامل.

أما البدائل الثانية فإن العلاقة مع الجزائر علاقة استراتيجية والحدود معها غير متوترة فيكون ممرها البري بديلا عن ممر "الكركرات" أما البضائع القادمة من المغرب والتي تمر بمنطقة التوتر فيكون البديل عنها الممر المائي العابر للأطلسي.

ويبقى الشعب الصحراوي المطحون في مخيمات اللجوء والمضحي بآلاف الشهداء محقا في كل احتجاج سلمي يلفت النظر إلى مأساته الطويلة ولن تنتهي احتجاجاته إن لم نقل كفاحه المسلح قبل تنظيم استفتاء يقرر مصيره وينهي مأساته التي طال عليها الأمد.

 

المختار سالم

اقرأ أيضا