انتهاء عملية برخان قد يعني دوراً أكبر للجزائر في الساحل

سبت, 2021-07-03 10:43

ترجمات "الشروق ميديا - مع إعلان انتهاء عملية برخان قد تتجه الجزائر إلى لعب دور أكثر نشاطًا في الساحل، فبعد وفاة الرئيس التشادي إدريس ديبي، أصبح الجيش الجزائري القوي هو الوحيد القادر على تأمين المنطقة.

ويشكل الساحل مصدر قلق متزايد للجزائر التي لها حدود مشتركة بطول 6280 كيلومترًا مع كل من ليبيا ومالي والنيجر. وبعد الإعلان عن رحيل جزء كبير من القوات الفرنسية المشاركة في عملية برخان ووفاة الرئيس التشادي إدريس ديبي، قد تتجه الجزائر إلى تعويض غياب فرنسا وتشاد في منطقة الساحل.

 

محاصرة بالصراعات

إذا كان عدم تدخل الجيش الجزائري خارج البلاد حتى الآن مبدأ ثابتا في السياسة الخارجية الجزائرية، فإن الأمور قد تتغير. فالدستور الجديد الذي تم إقراره في نوفمبر 2020 يسمح حاليا للجيش بالمشاركة في عمليات خارج البلاد.

وحيثما نظرت الجزائر تجد نفسها محاطة بالصراعات، سواء في الصحراء الغربية في الغرب، أو الأزمة الليبية في الشرق، أو مالي والنيجر في الجنوب. وقد أصبحت منطقة الساحل مجالا واسعا لتهريب الأسلحة والمخدرات وحتى الأدوية المزيفة. وهي المنطقة المفضلة لدى جميع المنظمات الإرهابية كالقاعدة وداعش وبوكو حرام. وهذا الوضع يشكل تهديدا للجزائر التي توشك على مراجعة عقيدتها الأمنية، حيث قد يتجه أقوى جيش في المنطقة إلى الانخراط بشكل أكبر في مناطق يعتبرها ساحته الخلفية.

 

عودة إلى الساحة الإقليمية

سيكون من الضروري الآن أن تؤخذ في الحسبان عودة الجزائر إلى الانخراط في الشؤون الإقليمية، بعد سنوات من التحفظ. وفضلا عن ذلك، تحاول السلطات الجزائرية إيصال هذه الرسالة، وآخر ذلك تصريح الرئيس عبد المجيد تبون لقناة الجزيرة الذي أثار ضجة كبيرة.

فقد صرح الرئيس الجزائري للقناة القطرية يوم الثلاثاء 8 يونيو بأن "الجزائر كانت مستعدة للتدخل بشكل أو بآخر في ليبيا". وكان عبد المجيد تبون يشير إلى التحذير الذي أطلقه بنفسه في يناير 2020 في ذروة "معركة طرابلس" (أبريل 2019 - يونيو 2020) عندما كانت قوات المشير خليفة حفتر المهاجمة تحاصر العاصمة الليبية. وقد أشار في ذلك الوقت إلى "خط أحمر" لا يسمح بتجاوزه.

ويرى مالك جندي الصحفي بصحيفة  "جون آفريك" أن الرئيس الجزائري "من خلال تصريحاته الأخيرة حول ليبيا ومالي، يلمح عبر إشارات صغيرة إلى فكرة أن القوات الجزائرية يمكن أن تتدخل الآن خارج حدود البلاد".

 

دور أكثر نشاطا في أفريقيا

هل يحضر الرئيس تبون الرأي العام الجزائري لإرسال جنود إلى الخارج؟ هكذا تساءلت "جون آفريك" في عددها الصادر في 16 يونيو 2021.

وقد كتبت صحيفة المجاهد اليومية الرسمية في 10 يونيو قائلة إن"الجزائر تريد استعادة قوتها الدبلوماسية خاصة في منطقة الساحل". وتلك طريقة لممارسة الدبلوماسية والتأثير في جنوب الصحراء، في ضوء وفاة الرئيس التشادي إدريس ديبي، الذي كان رأس حربة الكفاح ضد الجهاديين في المنطقة.

ويشكل تأمين منطقة الساحل تحديًا كبيرًا، لكن توسع الجماعات الإرهابية يمكن أن يؤدي يومًا ما إلى زعزعة استقرار الجزائر بشكل مباشر.

المصدر: "فرانس تي في إنفو"

ترجمة: الشروق ميديا – للاطلاع المادة الأصلية اضغط هنا.

اقرأ أيضا