صحيفة: أزمة باريس وباماكو مؤشر على تراجع مكانة فرنسا الدولية

خميس, 2022-02-03 08:00
السفير الفرنسي في مالي جويل ماير

رأت صحيفة "لوبنيون" الفرنسية أن طرد باماكو السفير الفرنسي لديها والرد الفرنسي على ذلك يعكسان "تراجع مكانة فرنسا الدولية" داعية إلى أخذ العبر من ذلك. ورأى الصحفي جان دومينيك ميرشيه الذي كتب الافتتاحية أن مثل هذه الأحداث التي تعرضت لها فرنسا على المستوى الدولي "تصيغ الضمائر بعمق، وتؤثر حتى على التصور الذي لدى الفرنسيين عن بلدهم".

-----

ترجمة نص الافتتاحية:

طرد السفير من مالي.. ما العمل إزاء هذه "الإهانة"؟

افتتاحية صحيفة "لوبنيون" الفرنسية | لا وجود للأسف لـ"خروج مشرف" من حرب خاسرة. كما يرى إيريك فويّارد في كتاب صدر حديثا عن الهند الصينية، وها هي مال تقدم برهانا جديدا على ذلك.

باريس "أخذت علما" إذن بطرد السلطات المالية السفير الفرنسي، ومنحت لنفسها وقتا للتشاور مع الحلفاء والشركاء قبل اتخاذ أي قرار بشأن التزامها العسكري. وسنرى ما يحصل في غضون أسبوعين.

في الوقت الحالي، هناك شيء واحد مؤكد: فعلى مستوى الرأي العام، يُنظر إلى هذه القضية على أنها إهانة لفرنسا، وعلامة على تراجعها مكانتها الدولية. فإذا كانت حتى باماكو تسمح لنفسها بالتصرف معنا على هذا النحو، مع أننا لم نبخل بدماء جنودنا (58 قتيلاً) ولا بأموالنا (حوالي 8 مليارات)، فذلك يعني أننا لم نعد نعني الكثير... هذا ما يشعر به في خضم الارتباك إلى حدما كثير من الفرنسيين. خاصة وأن هذه القضية تأتي بعد الصفعة الأسترالية في موضوع الغواصات.

قبل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بعشرة أسابيع، لن يكون هذا الشعور بالإهانة بلا عواقب سياسية قطعا، حيث تصيغ هذه الأحداث الضمائر بعمق، وتؤثر حتى على التصور الذي لدى الفرنسيين عن بلدهم.

وفي مواجهة مثل هذا الوضع، يوجد موقفان ممكنان. الأول: الانغماس في رد الفعل الوطني المتعصب المتأتي من الكبرياء المجروح من خلال الاستمرار في شجب عدم أهلية المجلس العسكري المالي أو الأيادي الروسية في الموضوع. وهذا أمر سهل ويثلج الصدر. وسيكون لذلك السبب هو رغبة الأكثرية.

والثاني أكثر إزعاجاً، لكنه ليس بالضرورة أقل فائدة. فعلى حساب تحدي أساطيرنا الذاتية، يتجسد هذا الموقف في الاعتراف الواعي بحدود قوتنا واستخلاص النتائج العملية من ذلك، من خلال محاولة ابتكار سياسة خارجية جديدة. ومن الواضح أننا لم نصل بعد إلى تلك المرحلة.

جان دومينيك ميرشيه  - صحيفة "لوبينيون".

لقراءة المادة الأصلية اضغط هنا.

اقرأ أيضا