ماموني لا تغادر../ مختار بابتاح

ثلاثاء, 2014-07-29 17:10

لا تغادر فإن المهنة الصحفية الناشئة في موريتانيا تحتاج إلى كتاباتك الجريئة التي تغوص في حيثيات الخبر وأبعاده، مهنتنا بحاجة  إلى طرق أبواب لم يستطع طرقها غيرك..

لا تغادر يا صاحب الجلالة في مهنتنا أيها المودع صحافتنا الموقع  بقلمك الجريء على آخر يوم في المهنة، يا من زلزلت عروش الظالمين وأزعجتهم بتفانيك وبحثك المستمر عن كل ألاعيبهم بمصير أمة متخلفة فكشفت ما هو مخفي تحت الطاولة .

كيف يجف مدادك وتعتزل عنا ـ معشر تلاميذك الصغار ـ ونحن جميعا كنا نتحرى في كل حدث موريتاني كبير الصدق وننتظر المصدر الموثوق من منبعه الصحيح الذي يقطن منزل الصحفي ماموني مختار بتيارت ..

شهد الجيل الأول من الصحفيين الموريتانيين  أن المهنة تعيش في عروقك في وجدانك منذ أن ولجتها منتصف سبعينات القرن الماضي، يقول الصحفي الكبير أحمد ولد المصطفى في محاضرة سابقة "لم أر من يقتنع بمهنة الصحافة ويتفانى فيها أكثر من الصحفي ماموني مختار، وما وصلت مكتبي في الوكالة الموريتانية للأنباء إلا رأيت ماموني مختار مشمرا عن سواعده جاهزا بمصورته ومسجله مستعدا لكل ما يكلف به أكثر من أي عامل آخر، إنه رجل المهام الصعبة في مهنة المتاعب.."

ميزة الصحفي ماموني أن جيله الأول تحول إلى مديرين لمؤسسات أما ماموني فاختار أن لا يفارق مصورته الصغيرة الجريئة والتي تعج بصور خاصة وجريئة وأرشيف عبر مسيرة الدولة الموريتانية، ولا يفارق مسجله في يوم من الأيام.

عندما تزور الصحفي ماموني مختار في منزله يستقبلك بأريحية وبشاشة ستكتشف أن حياته كلها حولها إلى ورشة للصحافة وخدمة المهنة وجمع الأخبار والسهر على جمع الخبر من منبعه كل ذلك رغم الحيف الذي مورس عليه من قبل المؤسسات الرسمية والمستقلة التي عمل فيها، فهو يحتفظ بأرشيف نادر من الصور والتسجيلات.

 في المؤتمرات الصحفية ينتظر الجميع سؤال ماموني مختار الأكثر إحراجا لأي سياسي قرر أن يعقد نقطة صحفية في مكان ما، قال عنه النائب القاسم ولد بلالي "لن تفوت نقطة من نقاط المتحدث على ماموني مختار، فهو يرصد كل كلمة يقولها السياسي " يخط تحت نقاط السياسيين ويرصد التناقض في حديثهم، حتى يخرج سؤالا يهز القاعة.

صبر ماموني وصابر في سبيل  هذه المهنة أربعة عقود تقريبا وجازاه قومه جزاء سنمّار بفصله تعسفا من وظيفته دون أن ينال أقل نصيب من حقوقه..

واليوم أنزع القبعة مطأطئ الرأس للعميد ماموني مختار، راجيا منه العدول عن قراره الأخير، نعم أطالبه أن لا ينسحب من هذه المهنة حتى أتروى من معينه وتجربته الرائدة في الصحافة.. فلا تغادر مهنتنا يا ماموني أرجوك لا تغادر.

اقرأ أيضا