وقفة.. أمام الموت... ترحما على أخي / أدي ولد آدب

أحد, 2014-09-07 13:18

نبأ وفاة أحد إخوتي الأصغر، بكلِّ ألمِ الفجيعة، وصدْمة المُفاجَأة، ولكنْ- أيضا- بروحٍ،مُؤمِنَةٍ بقضاءِ الله وقَدَرِه، ومُسَلِّمَةٍ لمَشيئته، جَلَّ وعَلا، لا ترَى الموتَ أقربَ إلى أحدٍ مِنْهُ إليها، تُتَمْتِمُ -معي- كلَّ ليلة، حين آوي إلى فراش نوْمي:"اللهم باسْمِكَ وضعتُ جنْبي، وبكَ أرْفَعُه، فإنْ أمْسكتَ رُوحي، فارْحَمْها، وإنْ أرْسَلْتَها فاحْفظْها بما تحْفظُ به عِبَادَكَ الصالحين"،امْتثالاً لوصايا رسولنا الأكرم، عليه صلواتُ الله وسَلاماتُه،ثمَّ أخْرُجُ بها كلَّ وقْتٍ وحِينٍ،دون أنْ أدْري هلْ أرْجع، وأعُود دون أنْ أدْري هلْ أخْرُجُ، شاكرا ربي على أنَّ هذا الاستحضارَ المُزْمِنَ 

للموْت لا يُشَكِّلُ- بالنسبة لي- قَلَقًا مَرَضِيا، ولا وسْوَاسًا قَهْريا، بقدْرما يُمَثِّلُ لي حالةَ طمأنينة روحية عالية، لنْ أفسَّرَها لمَنْ قد يرَى في ذلك شيئا من المُفارَقة المُحَيِّرَة.

فكَّرْتُ منذ أمْس أنْ لا أشْرِكَ- وفْقًا لفلسفتي في الحياة- مَنْ يَمُرُّونَ على حائطي الافتراضي هذا إلا في ما يتقاسمونه معي من أفراح وأتراح عامة، وأن أتَفَرَّدَ- دُونَهم- بأحْزَانِي الخُصوصية، ومَصائبي الذاتية، غير أنِّي رأيتُ في ذلك حِرْمانًا لي، و لِفَقيدي الغالي، من دَعَوَاتهم، التي نحن بأمَسِّ الحاجة إليها دائما، وفي مثل هذه المناسبات خصوصا،ولاسيما في هذه الجمعة.

أيها العابرون من هُنَا، لاشيْء من طقوس الموت يُؤثِّرُ في رُوحي، أكثرَ من وضْع الميت – مَهْمَا كان حاله قبل الوفاة- مَلْفُوفًا في خرْقةٍ بيْضاءَ، مُتَواضعة، يُسَمُّونَها كفنًا، لنْ تُرَافِقَه طويلاً، وسرْعَانَ ما سيَتَسابَقُ الناسُ لحَثْوِ التُّرَاب عليْها وعليْه معا، بما في ذلك أخْلصْ أصْدقائه، وأعزُّ أقْربائه، استعجالاً لإخْفائه في مَصِير، لايَمْلِكُ لنفْسِه فيه حَوْلاً ولاقوَّةً، ولا يَمْلِكونَ له فيه غيرَ رفْع الأكُفِّ لله بالدُّعاء الضارع،اسْتِنْزالاً لرَحَمَاتِه على رُوح الدَّفِين، وقد كتبتُ- في السنة الماضية- مُحاَوَلَةً منَ الشِّعْر"الحَسَّانِي" الشعْبي، رَدَّ فِعْلٍ على ذات المَشْهَدِ، خلال الصلاة على بعض موتانا هنا، فأرَدْتُ الآنَ أنْ أنْشرها- لأولِ مرَّة- بعْدما ظلتْ- حَوْلاً كاملاً- مُجَرَّدَ نَجْوَى ذاتية...اسْتِدْرارًا لدَعَوَاتِكمْ لله بالرَّحْمَة والغُفْران لأخِي الفقيد، ولِجمَيع مَوْتَى المُسلمين، ولِي، فَلاَ أحَدَ يدْري ماذا يَكْسبُ غَدًا، ولا أحَدَ يدْري بأيِّ أرْضٍ يَمُوتُ....قُولوا مَعِي تَضَرُّعًا لله:

ألْطـفْ .. بِيَّ.. مُـول الْـقـدْرَه ** يومِ.. مَصْرُورْ..افْـشَـرْويطَه

فَـ الغَـبْـرَه.. مَرْدُومْ.. افْحُفْرَه ** وذْنُــــــــوبِ.. بِيَّ.. مُحِـيطَه

فَرَّشْهَـــال.. منْ كرْمكْ.. ذَاكْ ** ظَوِّهَالِ.. منْ نُــوركْ.. هَـاكْ

وَسَّعْهَـــالِ.. مَـالكْ لَمْـــــلاَكْ ** مَــانَـبْغِ.. ظِيكْ التّحْــويطَه

طَيَّبْهَــــال.. نَبْغِ لَمْسَـــــــاكْ ** لَبَّسْنِ.. زَيْن التَّخْــيِــيـــطه

ووَنَّسْنِ.. يَـ الرَّبْ.. ابْـلِقَـاكْ ** مَانَبْغِ.. "زَيْ".. ؤلَا "لِــــيطه"

اقرأ أيضا