مأساتنا مع البيتين: الداكن والأبيض/ محمد فال سيدي ميله

اثنين, 2014-09-15 13:04

هناك: داخل غياهب الأطلس، في بحر لجي تحرسه ديناصورات المارينز، يصلنا، عبر التقارير الخجولة، ما قلّ، وغــُـربل، وبُسّـط، من عويل وأنين وصراخ شابين موريتانيين كانا فلذة لأكباد تحترق يوميا منذ ما ناف على عقد من العذاب والتيه في لظى الاتهامات الواهية.
سجينان تغافلت عنهما الحكومات، وتنكر لهما الرؤساء، وانتكست دونهما رايات الدبلوماسية البائرة، فلم يبق لهما من مؤنس غير صدى عذاباتهما، ودعاء في آخر الهزيع، تتخلله آهات العجائز الصابرات ضعفَ سلطاتنا وجبروتَ عمـّـنا الطاغية المتعفرت "سام".
ديمومة أرَق سجينيْ غوانتانمو حطمت أرقام كل ما عرفه تاريخ الملاهي والحانات من سهر.. فالليالي السوداء تتلوها الليالي البائسة، لتتبعها الليالي المكفهرة، تاركة مكانها لليالي الباكية، وهكذا حظ الشابين كوابيس في كوابيس، ووداعا أيتها الأحلام اللذيذة. والعار، هنا وهناك، مُخيـّم على البيتين: الداكن في نواكشوط والأبيض في واشنطن، فلا حكومات موريتانيا اهتمت بمأساة أبنائها، ولا ديمقراطية أبراهام لنكولن تجاوزت بلعومه الواسع.
فعلى من، إذن، سنريق دموع الأمهات والأخوات المكلومات إذا كان البيت الداكن لا يفقه معنى العويل على فقد الأحبة، وكان البيت الأبيض لا يجد لذته إلا في ويلات الآخرين؟.. إنها ورطة حقيقية تلك التي نعانيها من ذينك البيتين الأعميَـيْن الأصمّـيْن الفرعـونـيـْـن.
 

اقرأ أيضا