صبرا عبد الباقي/ حبيب الله ولد أحمد

أحد, 2014-10-26 13:07

اصبر أخى وتجلد وليصبر محمدن ويتجلد
أعرف أن جبلا انزاح من حياتكما وأنكما مع رجال آخرين وأطفال ونساء فقدتم شجرة كان ظلها مأوى لكم ومستقرا وافر الثمار ومهربا من عاديات الزمن وقوارعه
أعرف أن الأمر جلل فرحيل أم الخير منت العتيق ليس لحظة يمكن تحملها وفراقها لاتغسل جرحه كل دموع العالم
هو كان إعصارا وزلزالا شديدا علينا نحن أيضا
أم الخير لم تكن فقط والدتك ياعبدالباقى ولد محمد ولد أخطيره هي كانت أما للجميع حضنا للجميع
كانت تعاملنا كأبنائها تسأل عنا تحنو علينا تحبنا
فى كل مرة ألقاها كنت أجد فيها حنان الأمومة الطافح
مرة سألتها وهي فى مركز القلب كيف حالك اليوم قالت بصبر وإيمان وشجاعة وتحمل لانظيرله " حالة حد ماشى"
نعم هي كانت تعرف أنها مسافرة والتذكرة بيدها والحقائب مطوية
هل تعرفون محتوى تلك الحقائب
جلد وصبر وإيمان وقوة تحمل قل أن تصادف لها نظيرا
أخلاق رفيعة وأدب جم وتواضع لايعلى عليه
إيمان وقر فى القلب وعملت به الجوارح
إنفاق وأريحية وصدق وحب للناس كل الناس
أم الخير كانت أيقونة من زمن جميل زمن الصفاء والإيمان والكفاح
لاتحمل غلا ولاحسدا لأحد لاتلتفت إلى ماعند الناس ولاتشغل نفسها بقالهم وقيلهم
عرفناها أيام الشدة وأيام الرخاء
عرفناها وجها لايخلف الموعد مع البشاشة وروحا لاتعرف سوى الطهر والنقاء وقلبا مفعما بالحب والإيمان ولسانا نديا بالقرءان والذكر آناء الليل وأطراف النهار
كانت وفى كل وقت المرأة الزاهدة العابدة التى تختزن صفاء سريرة لاحدودله
امرأة ماعملت لغير جنة الخلد
دعواتها كانت للجميع وبدون استثناء كانت أما كأحسن ماتكون الأمهات ومربية كأفضل ماتكون المربيات و"مرابطة" كأروع ماتكون "المرابطات"
هي ذاهبة إلى الله مقبلة غير مدبرة رابطة الجأش فليوم السفر كانت تتأهب ولحظة وصول القطار صعدت بشجاعة وقناعة وإيمان دون جزع أوخوف أوتردد
كفكف دمعك ياعبدين وأنت يامحمدن وأنتم أهل بولنوار وأنتم أيها الحسنيون المكلومون بهذا الرزأ وأنتم يامن عرفتم أم الخير
كفكفوا دموعكم فهي والله ذاهبة إلى دار خير من داركم وأهل خير منكم يشيعها صالح العمل ويسير بين يديها عمر عمرته عبادة وزهدا وإيمانا وقناعة واحتسابا
أنت يا عبدالباقى لاتبتإس فقد كنت فى كل لحظة من حياة أم الخير سمعها وبصرها ويدها وكل شيئ فى حياتها ونشهدأنك كنت لها فى المستشفى إبنا وبنتا وأختا ووجدتك حيثما أرادتك لمسة حنان وحبا صادقا 
هل تتذكر ياعبدين إحدى رسائلها التى أرسلت لك وأنت هنا فى العاصمة وهي فى بولنوارعندما صدرتها بوسام شرف لك أن تناطح به سامقات الجبال "إلى الإبن البار عبدالباقى"
وسام دونه قيمة وسام الامتنان والاستحقاق وكل نياشين العالم
نعم هي لاتفوت فرصة للإشادة ببرورك لها كيف لا وقدكنت الوسادة والسرير والعكاز والسمع والبصر فى حياتها
هنيئا لك بتلك الشهادة الصادقة الطيبة المهيبة فامسح الدمع وافخر بأنك كنت خير ابن لخير أم
اللهم اغفر لام الخير منت العتيق وارحمها وتجاوز عنها وأدخلها مدخل صدق واكتبها عندك مَعَ " الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا 
 

اقرأ أيضا