جنرال القمامة ... حتى التنفس ممنوع!!/ أحمد حرمه محمد الأمين

خميس, 2014-11-13 21:35

سكان قرية "تيفيريت" الواقعة شرقي انواكشوط لم يسلموا من كيد ذلك الجنرال الماكر المستهزئ بشعبه منذ أن أطاح بالرئيس الشرعي المنتخب سيدي محمد ولد الشيخ، ومنذ أن اغتال ذلك الحلم الديمقراطي، ومنذ أن استخف بشعب كامل في ذلك اليوم المشؤوم يوم قدومه إلى القصر الرمادي.

تحكي هذه القرية المختفية بين رمالها الفضية أيام الديمقراطية البيض ولياليها المقمرة عندما كانت منتجعا لساكنة العاصمة الموريتانية انواكذوط تأوي إليه أفئدتهم في هواء طلق لا تعكره أحذية العساكر الخشنة، يومها كانت العائلات تعيش ذلك النعيم، وكانت ألبان النوق حاضرة بين ثنايا القرية ومشارفها على طريق الأمل شرقي نواكشوط على وقع نسيم هادئ حاملا معه عبق الأطلسي الذي يتناغم بشكل غامض مع حرية الإنسان.

اليوم وبعد أن بلينا برجل يفكر بدماغ دبابة، وبعد أن حرمنا منع التظاهر السلمي للمطالبة برحيله عنا، وبعد أن سجن كل الحقوقيين المنافحين عن حرية الإنسان، هاهو الجنرال المعتوه محمد ولد عبد العزيز يمنع ساكنة قرية "تيفيريت" من حق وهبه الله لكل إنسان على وجه هذه الأرض وهو التنفس بحرية في هواء طلق، حيث يواصل تلويث هذا الهواء ويمنع ساكنة القرية من تنفس نسيمهم بشاحنات تغدو خماصا إلى العاصمة انواكشوط وتروح بطانا إلى القرية الضحية التي أصبحت في ليالي الجنرال الحالكة مكبا للقمامة مخلفة كثبان زبالة تفوح منها رائحة الجنرال النتنة ليتحولوا خلال أيام إلى مرضى يعيشون بلا هواء وبلا حرية وبلا تنفس إطلاقا.

لكن أبناء القرية كانوا لجنرال القمامة بالمرصاد فرصدوا تحركات شاحناته وقطعوا الطريق في لفتة لأنظار الرأي العام الغارق في التطبيل والتسبيح بذلك الصنم الكنود صاحب النياشين المزورة.

ولأن الدكتاتوريات لا تعرف المطالبة بالحريات سارع درك الجنرال إلى اعتقال الشباب المتظاهرين وتبييتهم في غياهيب السجون بجريرة لم يسمع عنها أحد في هذا العالم الحر وهي المطالبة بالتنفس، أي دكتاتورية هذه التي نعيش في عصر الفضاء المفتوح..

صراع قرية "تيفيريت" على الهواء الطلق لم يتوقف عند ذلك الحد فتم اعتقال الناشط التقدمي أحمد ولد حباب القيادي في الحزب المتنور (اتحاد قوى التقدم) المعروف منذ نشأته برفضه للظلم والحيف، فلم يسلم هذا الشيخ المسن من كيد الجنرال ومخافره.

سيدي الجنرال.. أنذرك أن هذه آخر أيامك، وأن عهد منع التظاهر ومنع التجمع السلمي ومنع المسيرات الحقوقية ومنع الهواء أخيرا قد ولى إلى غير رجعة، وأننا في عهد ينتزع فيه الإنسان حريته من دخان هراواتكم النتية نتانتكم ونتانة قماماتكم، وسوف تعلمون ما نخبئه لكم في الأيام المقبلة.

 

اقرأ أيضا