(وصلنا بحمد الله مطار نواكشوط الدولي أم التونسي والساعة تشير إلى الرابعة وثلاثون دقيقة درجة الحرارة خارج الطائرة 18 درجة مئوية)

قالها القبطان وعجلات الطائرة تلامس المدرج في الرحلة رقم (L6 113) والقادمة فجر الأحد 23 دجمبر 2018 بعد ليلة طويلة من الإهانة في مطار بليز دياغيني في داكار.

ليلة ليلاء ..

كما هو مبين في التذكرة فإن موعد إقلاع الطائر من مطار داكار هو الساعة 17:20 يوم 22 دجمبر وكان بعض المحظوظين أن وصلهم البلاغ عن طريق بعض الوكالات وهو تأجيل موعد الإقلاع إلى الساعة صفر من فجر اليوم الموالي لكن معظم الركاب وصلوا هنالك الساعة الواحدة زوالا فيما وصل الآخرون الساعة الثامنة مساء من نفس اليوم لتبدأ ليلة المعاناة.

ليلة لم تدخر فيها شركة الموريتانية للطيران شيئا من الاستهتار بالركاب انتظروا جميعا من الساعة الثامنة مساء قبل أن يفاجؤوا بشاشة البيانات في المطار مكتوب عليها موعد الإقلاع الساعة 01:30 كانت لحظة استغراب وترقب من قبل ركاب انتظروا ست ساعات في المطار وسينتظرون بعدها ثلاث ساعات لموعد فتح البوابة وبدء الإجراءات لكن الكارثة أن هذه ليست سوى بداية ليلة من المعاناة.

في الساعة الثانية صفر أعلن عمال الخطوط الجوية في المطار أنهم سيبدؤون الإجراءات لكن الجهاز تعطل وبدؤوا بالاستعانة ساعة أخرى بفنيين سنغاليين الذين اضطروا لإصدار التذاكر يدويا وهو ما جعل كل تذكرة تستغرق وقتا طويلا.

محطة أخرى من محطات الإهانة حينما اكتملت الإجراءات بقي الركاب عند بوابة الإركاب رقم 2 ينتظرون قبل أن يعلن عمال المطار أن الطائرة غادرت قبل قليل مطار باماكو الأمر الذي جعل الركاب ينتظرون حتى الساعة الثالثة فجرا.

سيدة تقارب الستين من العمر كانت في ملتقى افرنكفوني سقطتت على الاسفلت مرتين بسبب الجوع والعطش، حيث أن الخطوط لم تقدم أي خدمة للركاب ولم تحجزهم في مقهى كما هي عادة الخطوط الدولية عندما تتأخر الطائرة.

 

رحلة المعاناة..

بعد هذا الانتظار الطويل وصلت الطائرة وصعد الركاب في تلك الرحلة التي لم يقدم لهم أي اعتذار، لم يقدم في تلك الرحلة أية خدمة الركاب الجوعى لم تقدم لهم حتى جرعة الماء طالت تلك الرحلة وباتوا ينتظرون حتى حطت الطائرة في أرضية مطار أم التونسي صاح أحدهم فرحا "الحمد لله انتهت الرحلة كل مصائب الدنيا تنتهي..".

 

 

. مختار بابتاح