حيوانات موريتانيا السامة/ الهيبة سيد الخير

سبت, 2020-08-29 17:05

تعيش في موريتانيا حيوانات سامة عديدة، بعضها مميت والبعض الآخر قد يسبب عاهات جسدية أو أضرارا أقل خطورة، ومن خلال رصدنا لأضرار تلك الكائنات في مناطق عديدة من البلاد، ودراستنا لتنوعها ارتأينا نشر هذا المقال لإنارة الرأي العام وصناع القرار أملا في إيجاد الحلول الناجعة لهذه المشكلة الخطيرة.

يمكن تقسيم الكائنات السامة والخطيرة إلى أربع فئات رئيسية:

- كائنات مميتة وتضم بعض الثعابين وبعض العقارب والنحل، وكل هذه الكائنات تحقن أنواعا من السموم الخطيرة وتحدث وفيات عديدة؛

- كائنات متوسطة السمية وتضم بعض الثعابين وبعض العقارب وهي لا تسبب الوفيات وإن كانت قد تحدث بعض الأضرار الخطيرة كالتشوهات؛

- أنواع ضعيفة السمية وتضم أغلب العقارب ومعظم الثعابين وبعض قناديل البحر (اللاسعات)، وفي الغالب لا تشكل ضررا يذكر؛

- أنواع ضارة لكنها غير سامة وتضم بعض الزواحف وبعض الثعابين وهي غير سامة، لكن لدغتها قد تسبب التهابات بسبب تلوثها ببعض الممرضات، وقد تكون خطيرة جدا خصوصا عندما لا يتلقى المصاب العناية الطبية اللازمة.

أولا – العقارب:

العقارب كائنات ليلية تنتمي لشعبة مفصليات الأرجل وتعيش في المتوسط لأربع سنوات وتضع ما يزيد علي 60 عقربا صغيرا، تعيش على ظهر الأنثى طلبا للحماية لفترة أسبوع، وتملك موريتانيا تنوعا كبيرا وفريدا منها، وتمكنت من وضع لائحة لتنوعها اعتمادا علي دراسة بيبليوغرافية، وتضم اللائحة لحد الساعة 22 نوعا تنتمي لعائلتين و11 جنسا ومن ضمنها 8 أنواع مستوطنة، ويعود الفضل في دراستها للعالمين Vachon Max وWilson R. Lourenço.

هنالك تسعة أنواع سامة، حيث يمكن أن تسبب الوفاة خصوصا للأطفال والمراهقين وكبار السن، نذكر منها العقرب الأسود Androctonus mauritanicus من أكثر الأنواع سمية والذي تم التقاط عينة منه في ترجيت بأطار، كما نذكر Androctonus australis وAndroctonus occitanus وتم التعرف على عينة منه في ضواحي بوتلميت، ونذكر أيضا من الأنواع الخطيرة Leiurus dekeyseri وButhacus huberi والذي تم التعرف على عينة منه في ضواحي تكنت، بينما لا تشكل الأنواع الباقية خطرا يذكر ويجب التنويه هنا أنه في أحيان كثيرة تكون اللسعة خالية من إفراز السم وهذا ما يفسر سبب عدم حدوث أعراض عند البعض.

إرشادات في حالة لسعة العقرب:

- تهدئة روع المصاب؛

- التوجه لأقرب مركز صحي في حالة الأطفال والمراهقين وكبار السن ومن أظهروا تحسسا في السابق للسعة العقرب، فالمصل المضاد لسم العقارب ذو فعالية كبيرة؛

- وضع كيس بلاستيك يحوي الثلج على مكان اللسعة؛

- عدم أخذ المهدئات.

ثانيا – النحل:

يوجد نوع واحد وسلالة واحدة من نحل العسل في بلادنا وهي Apis mellifica adansonii وفي الغالب توجد بصورة مستعمرات برية بالآلاف وتسبب وفيات عديدة كل سنة، خصوصا في المناطق الجنوبية والشرقية، بسبب احتواء إبر النحل على سم فتاك، يعادل في سميته سمية بعض الأفاعي، وغالبا ما تسبب العطور تهيج الخلية ويتم إفراز فرمونات محرضة علي الهجوم.

إرشادات للتعامل مع لسعات النحل:

- التوجه لأقرب مركز صحي إذا كانت اللسعات عديدة؛

- إزالة جزء الإبرة المتبقي من اللسعة باستخدام الملقط إذا كانت اللسعات قليلة؛

- غسل موضع اللسعة بالماء والصابون؛

- تناول بعض مسكنات الألم، مثل الأيبوبروفين للتخفيف من شدة الألم.

ثالثا - قنديل البحر (لحريك):

حيوان من شعبة اللاسعات، يتحرك ببطء بواسطة انقباضات منتظمة للمظلة القرصية الشكل والجيلاتينية، وكثيرا ما يشاهد في سواحلنا على شكل مجموعات كبيرة، تدفعها تيارات الماء إلى الشواطئ وتسمى محليا بالحريك لأنها تفرز مواد لاسعة شديدة القلوية عن طريق الخلايا اللاسعة وغالبا ما تسبب تهيجات لأنسجة من تلامسه أثناء السباحة، لذا ينصح بسرعة التصرف قبل الذهاب للطبيب، عن طريق غسل الأماكن المصابة بمياه البحر المالحة (وليس مياه الحنفية)، ثم دهن المكان المصاب بمادة حمضية لتعادل قلوية إفرازات القنديل مثل "الخل"، أو الزبادي.

رابعا – الثعابين:

الثعبان أو الأفعى أو الحية هو حيوان زاحف من ذوات الدم البارد يتبع رتيبة Serpentes من رتبة الحرشفيات، مغطى بحراشف، يبلغ تنوع الأفاعي 3000 نوع، تنتشر في جميع القارات، باستثناء قارة أنتاركتيكا وهي تتواجد بمختلف الأطوال من 10 سم للثعابين الصغيرة إلى عدة أمتار لثعابين الكبيرة. معظم أنواع الثعابين غير سامة، أما الأنواع السامة، فتستخدم السمية بشكل أساسي لقتل الفريسة أو إخضاعها أو للدفاع عن نفسها، لكن للسم دورا آخر لا يقل أهمية، حيث إنه يساعد في تهتك أنسجة الفريسة مما يسهل عملية ابتلاعها.

بالرغم من عدم وجود دراسة شاملة لتنوع الأفاعي في بلادنا، فإن لائحة أولية كنت قد أعددتها تشير إلى وجود حوالي 30 نوعا، تنتمي لخمس عائلات ويبلغ عدد الأفاعي السامة تسعة، ستة منها تتبع لعائلة الأفاعي وثلاثة أنواع تتبع لعائلة الصلال.

 

عائلة الصلال - Elapidae:

تضم ثلاثة أنواع من الكوبرا ذائعة الصيت، كالكوبرا ذات العنق الأسود (لفليج) Naja nigricollis وتتميز بالعصابة السوداء الواحدة أو العصابتين على عنقها، ويمكن أن يبلغ طولها من متر إلى مترين، وسمها من السموم الخطرة المؤثرة على الجهاز العصبي وهذا من شأنه أن يسبب شللاً للجسم مما قد يؤدي إلى الوفاة، كما أن لها القدرة على نفث السم في عيون ضحيتها مما يسبب العمى، ولدغتها غير مؤلمة وقد لا يشعر الضحية في الساعة الأولى بأعراض تذكر، لكن الأمور تتطور نحو الأسوأ وغالبا ما يصاب الضحية بشلل وقد ينتهي بالموت.

تنتشر أنواع الكوبرا الثلاث على نطاق واسع فمن ضواحي نواكشوط والترارزة وكوركول وتكانت والحوضين ولبراكنة ولعصابة وهذا على الأقل من خلال رصد البعثات العلمية ومتابعاتي الشخصية إلا أن هذه الأنواع بالرغم من سميتها العالية فان أعدادها قليلة نسبيا وغالبا ما تكون بعيدة عن المناطق المأهولة.

عائلة الأفاعي - Viperidae:

وتضم في بلادنا ستة أنواع سامة، ثلاثة منها تنتشر في جنوب وشرق البلاد نذكر منها أفعى السجاد Echis leucogaster وهي المسؤولة الرئيسية عن الوفيات في بلادنا لصغر حجمها وانتشارها الواسع حتى داخل المدن فقد رصدتها في مدينة كيهيدي وفي شمال عصابة وسم هذه الأفعى يهاجم الجهاز الدموي ويكسر خلايا الدم وتقدر كمية السم اللازمة لقتل إنسان وزنه 70 كجم بحوالي 40-50 ملجم.

 تنتشر الأنواع الثلاثة الباقية غرب وشمال لبلاد بشكل رئيسي، ونذكر منها أم لقرينات Cerastes carastes وتسمى بالحية المقرنة لوجود زوجين من الزوائد في أعلى الرأس تشبه القرنين، وتمتاز هذه الأفعى السامة برأس مثلث عريض وعنق صغير وجسم قصير وغليظ أما الذيل فقصير ودقيق، لها زائدتان قرنيتان قصيرتان فوق قمة الرأس تشبه القرنين، من الأفاعي الخطرة وذات السمية الشديدة، كما نذكر أيضا Bitis arietans وهي أفعى كبيرة الحجم نسبيا وشاهدتها في مقطع مصور من مدينة افديرك.

بالرغم من عدم وجود دراسات حول الموضوع، أو أرقام لعدد الإصابات، فإن متابعتي الشخصية لخطر الأفاعي ودراسة تنوعها خلال عقد من الزمن، يسمح لي بدق جرس الإنذار لاتخاذ التدابير الضرورية لمواجهة هذا الخطر.

 

الإسعافات الأولية عند لدغ الأفاعي

تبدأ بالتخفيف من روع المصاب وتهدئته، ففي حالات عديدة، يكون الفزع أشد إيلاما من السم، ثم يوضع المصاب في وضعية مريحة على الجنب مثلا، ويربط كامل العضو الذي تعرض للدغ بالشاش، وذلك لتقليل انتشار السم في الجسم، على أن لا يكون الربط شديدا. ويمكن التأكد من ذلك بإمكانية إدخال الإصبع تحت الربط، خوفا من وقف التروية الدموية، ثم يربط العضو من جديد بعصا لتقليل الحركة ويراعى عدم تحريك المريض خوفا من تدفق السم باتجاه الأعضاء الحيوية وينقل المصاب إلى أقرب مركز طبي.

خامسا - أنواع خطيرة غير سامة:

هنالك كائنات عديدة مثل بعض السحالي تكون لدغتها خطيرة بالرغم من عدم احتوائها على السم لكنها قادرة على نقل مُمْرضات تسبب إنتانات قد تكون خطيرة جدا لذلك يجب طلب الرعاية الطبية الفورية في حالة التعرض للدغتها.

اقرأ أيضا