يوم كانت روصو تتنفس تحت الماء.. وثيقة تكشف جوانب من غرق المدينة عام 1950

اثنين, 2020-10-19 21:27

الشروق ميديا - أظهرت وثيقة استعمارية جانباً من فيضانات عام 1950 التي دمرت مدينة روصو وأحدثت دماراً كبيرا في جنوب غرب البلاد التي كانت حينها ترزح تحت الاحتلال الفرنسي.

ونشر المؤرخ الموريتاني سيد أحمد ولد الأمير صورة من صحيفة "التاريخ الموريتاني" أو "الحياة الموريتانية" التي كانت تصدر عن سلطات الاحتلال في ذلك الوقت.

وتضمنت الصحيفة نصاً إخبارياً تترجمه "الشروق ميديا" تناول الكارثة التي حدثت في شهر أكتوبر من عام 1950 وزيارة وفد رسمي للمدينة للاطلاع على الأوضاع، كما زعمت الصحيفة أن سلطات الاحتلال حينها باشرت بإجلاء السكان وقدمت لهم المساعدات اللازمة.

 

نص الوثيقة:

 

الحياة الموريتانية (موريتانيا سابقا)

صحيفة إخبارية محلية نصف شهرية تصدر عن الحكومة

الاشتراكات:

6 شهور: 180 فرنكاً

سنة واحدة: 360 فرنكاً

_____________

المياه تدمر مدينة روصو.. أضرار شتاء كارثي

منذ عدة أيام، يأخذ ارتفاع المياه في نهر السنغال بعد هطول أمطار غزيرة، طابعاً خطيراً ومخيفاً.

فبعد تدمير جزء كبير من مرفأ "ماتام" والأضرار الكبيرة التي لحقت بـ"بودور" بسبب المياه، عاش سكان روصو هم أيضاً ساعات من القلق. وأمام الخطر الوشيك، اتخذت الإدارة المحلية كافة الإجراءات المناسبة، بهدف الإجلاء السريع للسكان إلى المذرذرة والمناطق المحيطة بها التي ظلت آمنة من التهديد.

وفي ليلة 6 إلى 7 أكتوبر 1950، انهار الحاجز الذي يحمي مدينة روصو، وذلك أمام الضغط القوي والارتفاع الشديد في المد. وقد حصل هذا الانهيار بشكل مفاجئ إلى درجة أن السكان، وهم يفرون، لم يتستطيعوا أن يصطحبوا معهم إلا الحد الأدنى من الأمتعة. وقد نُقلت غالبيتهم إلى منطقة المذرذرة وضواحيها حيث أُنشئت مخيمات على وجه السرعة.

وقد جرف عنف التيار أكثر من ثلثي المنازل في روصو، أو انهارت أمام مد النهر الذي بات يغطي جبهة تمتد على أكثر من ثلاثين كيلومترًا. وفي داخل ما كان يطلق عليه روصو، لم يصمد إلا الثكنة العسكرية ومعسكر حرس الدائرة وعدد قليل من المحلات التجارية الواقعة على ضفاف النهر، والتي ما زالت قائمة لما تتمتع به من حماية أفضل، بينما ما يزال تهديد المياه يثير القلق. وخلال يوم الخميس 12 أكتوبر وحده، ارتبع النهر من جديد بعدة سنتيمترات، متجاوزًا بكثير مستوى الفيضانات عام [...]* و1936.

وعندما أبلغ بالكارثة، غادر السيد المفوض السامي بول بيشارد داكار إلى سانت لويس، يرافقه وفد (مكون من) المستشار السامي السيد تيجاني تراوري والدّي ولد [...]، وهما على التوالي نائب الرئيس وسكرتير الجمعية [...] والمدير العام لـ (الأشغال) العمومية، وذلك عبر الطيران في صباح الـ 11 من أكتوبر 1950. وفي سانت لويس، التحق بالسيد المفوض السامي كل من السيد دوفريسن، الأمين العام لموريتانيا المكلف بتسيير الشؤون الجارية، والقائد العسكري العقيد لوبيلوك، إضافة إلى المهندسين، ورؤساء مصالح الأشغال العمومية في إقليميْ السنغال وموريتانيا. وقد غادروا جميعاً من فورهم.

وفي اتجاه "ريشاتول"، سلكت الرحلة الطريق الاستعماري. ومن هناك عبر النهر وصل المفوض السامي ومرافقوه إلى منطقة روصو، التي اختفت تمامًا تحت مياه (نهر) السنغال. وكان مقرراً أن يقضي الزوار فترة ما بعد ظهر اليوم الـ 11 من أكتوبر وصباح الـ 12 أكتوبر في روصو نفسها.

وبعد زيارة على متن زورق للمدينة بأكملها والمنطقة المحيطة بها، اتُّخذت إجراءات وقائية لحماية المباني التي ما زالت تقاوم ولحماية الطريق المؤدي إلى المذرذرة، وهو الطريق البري الوحيد الذي ما زال يربط روصو بباقي أنحاء البلاد، رغم وجود جسرين منهارين. بيد أن السلطات المحلية كانت قد اتخذت بالفعل التدابير اللازمة لمساعدة السكان اللاجئين في الجوار وتوفير الحماية الأساسية والمأوى وسبل العيش.

* يشير استخدام المعقوفين والنقاط [...] إلى وجود كلمة مفقودة في نص الوثيقة.
نص الوثيقة - المصدر: صفحة المؤرخ سيد أحمد ولد الأمير

اقرأ أيضا