منصة الفيس بوك

استطلاع حول الرئاسيات القادمة

لمن ستصوت في الرئاسيات القادمة؟

شباب موريتانيا يبكي شعرا ونثرا على رحيل الدكتور طه

اثنين, 2014-07-07 05:35

تقاطرت دموع الشباب الموريتانيين بعد يوم واحد من وفاة الدكتور الشاب طه ولد محمذن فال ولد عبد الباقي وخاصة الأصدقاء الذين عرفوا الفقيد أو عايشوه أو حتى لقوه مرة واحدة، فالرجل كان فريد عصره يجذبك بأخلاقه ويحرجك بتواضعه، له دماثة خلق يتذكرها هذه اللحظات كل من تأمل وجهه الباسم المتوضئ..

ما إن فارق ذلك الشاب الحياة ولقي مصيره المحتوم حتى اسودت صفحات الفيس بوك بالتعازي وذرفت دموع الشباب المدونين وهم يعيدون شريط ذكريات شاب رحل عن الدنيا في صمت فالشباب لا يملكون إلا التسليم والتدوين عن مناقبه الفقيد..

شهد له أصدقاءه وحتى مخالفوه بالتدين والأخلاق الرفيعة والجدية في العمل التي تصاحبها طرافة وظرافة، إلى جانب ما يعرف عن الشاب من أشعار للعرب والموريتانيين الأوائل..

وقد تصفحت "الشروق ميديا" بسرعة بعض التدوينات التي كتبت عن فقدان الدكتور من شعراء فحول كتبوا مراثيهم التي كانت تذكرنا بالخنساء وهي تبكي شقيقها صخرا، ومدونين آخرون بكوا على طريقتهم الخاصة..

الشاعر التقي ولد الشيخ كتب "كاف" من لغن تلقفه المتدونون الموريتانيون من كل أنحاء الأرض قال فيه:

اعْلَ طهَ ما ننخْلَعْ
بيَّلِّ نعرفْ طهَ
ؤنعرفْ عنْ طهَ فنْفَعْ
فتْرتْ شبابُ طاهَ

الشاعر معلوم ولد القرية قال في قطعة شعرية:

عرفتك برا فاضلا متخلقا... كريما بشوشا في الوجوه، مصدّقا
أمينا تقيا ذا نضال وجرأة... عفيفا صدوقا في المعالي محلّقا
تخالط كل الناس إلا فعالهم... وتحيي رميم الخُلق أحلى وأصدقا
عرفتك يا طه ولست بنادم... على خلة ممن إذا فاهَ أطرقا
عرفتك يا طه بأحسن خلة... يكون بها خلٌّ إذا ضاع أو رقى
لقد كنت غصنا يانعا في مفازة... فحولتها نهرا من الحسن أورقا
لقد ذكّرتني فجأة منك آلمت... مقالا لدن ثوب العلوم تخرقا
"وقد أقصدت منّا المنون بسهمها... طرائد من سرب الجحاجيح تنتقى"
فيا رب فارحم واغفر الذنب واجزه... جزاء من الحسنى يكون له وِقا
وصبّر وآجر أهله وصِحابه... وأسكنْه فردوسا يطيب بها اللقا
وصل على خير الأنام محمد... وآلٍ وأصحابٍ همُ مأرز التقى

أما المدون الشيخ ولد البان فقد كتب في  تدوينة صغيرة "رائع أنت حتى في طريقة موتك ومكان دفنك وجو الصلاة عليك، رحلت في أول جمعة من رمضان، اغتسلت قبلها بدموعك وأنت تمد يديك إلى السماء من أطهر بقعة في الأرض، صلى عليك أفضلنا الشيخ محمد الحسن بن الددو وكان بالمسجد الحرام ما يقترب من مليوني مصل ودفنت بالحجون إلى جوار أمك خديجة بنت خويلد...
أي فوز وأي كرامة وأي مجد"

المدون أحمد ولد بابتاح أخذ ينشد أشعار العرب وهو الذي فقد صديقا ساكنه في حي "فاس" سنوات فكان حاله يذكر بابن الرومي وهو يفقد ثلاثة من بنيه تباعا:

"بكاؤما يشفي وإن كان لا يجدي..

أو تماضر بنت عمرو وهي تبكي صخرا:
يذكرني طلوع الشمس صخراً *** وأذكره لكل غروب شمس
الا فليرحم الله ذالك البنان المتوضئ و بسمة لا تفارق المحيا 
تَحِيَّتَه منّي وإن كان نائيَاً ... وأمسى تُراباً فوِقهَ الأرضُ بَلْقَعا
فإن تَكُنِ الأيّام فَرقْن بَيْننا ... فقَد بان مَحْموداً أخِي حِين وَدَّعا
فو الله لو كانت الموت تفدي لفديتك بكل ما يعز على النفس بل بالنفس ذاتِها 
فلو كان ميْتٌ يُفتدى لـفـديته ***بما لم تكنْ عنـه النفوسُ تطـيبُ
فإنْ تكـنِ الأيـامُ أحسـنَّ مرةً ***إليَّ فـقـد عادتْ لـهنَّ ذنـوبُ
أخٌ كان يكفينـي وكـان يُعـينني ***على نائباتِ الدهرِ حـين تنـوبُ

الشاعر محمدالتال كتب في تدوينة:

"إخوتي الكرام وأخواتي الكريمات هذه أبيات كتبتها الآن أحاول بها رثاء أخي وحميمي وصديقي الدكتور طه رحمه الله، مع أني والله لو كنت الخساء ما أتيت ولا قاربت التعبير الذي يثلج صدري، في رثاء صخري الذي هو طه، اللهم ارحمه واعف عنه،
نفثة مصدور:
بخطب رحيله عرف الخطوبا=فؤادي فاستحال دما سكوبا
رحيل ما رحيل الندب طه=رحيل حول الدنيا خطوبا
وقلب كل قلب عن هواه=وصير عندها الفرج الكروبا
عذيري من ملامكم فأني=لقلبي بعده ألا يذوبا
فتى في منتهى الأخلاق حسنا=بشوشا لاعبوس ولا قطوبا
فتى طلب المكارم في صباه=وللعلياء كان فتى طلوبا
بذا ملك القلوب فنال حبا=وتقديرا به ملأ القلوبا
أيا طه أترحل لا وداعا!!=أتدري بعدها أن لن تؤبا
نعم في ذمة المولى تعالى=ذهبت وكنت في المولى ذهوبا
فطوبى آل عبد الباق طوبى=لكم ولطه عند الله طوبى
سقاه الله من رحماه فضلا=ذَنوبا بعدها يسقى ذَنوبا
وألهمنا وإياكم سلوا=ولا عرفت منا بعكم نضوبا

 

 

الشاعر محمد سالم كتب مرثيته الرائعة لإنسان سمر مع طه الأيام والليالي وجمعهما قريض الشعر إلى القرابة في الدم يقول محمد سالم:

يا روح طه ..أقر الله مثـــــــــواها

 في جنة الخلد أعلاها وأسماها
ويا ثلاثين عاما من تقـــى ونقى

 ويا سناها وجدواها وتقــــــواها
يا صاعدا ترك الدنيا وزهــــــــرتها

 لم يثنه ماؤها الصافي ومرعاها
ولا اطبته لياليها وأنجـــــــــــمها

 لكن دعــــــــــاه إلى أنواره طه
لله روح إلى الرحمن مســـرعة

"كأن صوت رسول الله ناداهــــا"
وحلقت في فجاج النور سابحة

 ليحمد الله في الدارين مسعاها
ويجزل الله بالحسنى مـثوبتهــا

 ويكرم الله في الفردوس مثواها

 

 

الشاعر والإمام محمدن ولد يحظيه دعا الله لطه قائلا:

يا رحمـــة الله.. أزكـــاها و أرضـــاهـا ** علـى التقيّ النقيّ المرتضى (طـه)
يرقى بها في ذري الفردوس مغتبطا ** جــارا ل"طــه" له في الخلـــد أعلاها

المدون والصحفي أحمدو ولد وديعة قال في ذكريات جمعته مع طه:

" كانت أول مرة ألتقى فيها الدكتور طه قبل نحو عشر سنوات، وكانت آخر مرة ألتقيه منذ أشهر، كان في المرتين باسما بشوشا ساعيا في الخير، متوثبا للقيام بواجبه في نصرة الدين والنهضة بحال الأمة، كان - وهذه لحظة شهادة بالحق والخير - من أكثر من عرفت من الشباب حرقة لواقع المظلومين والمهمشين في هذه البلاد فكم مرة حدثني واقترح علي أن نقوم بشيئ لرفع الظلم عن هؤلاء، ونصرتهم، وتقديم الرؤية الإسلامية الناصعة للحل فهي وحدها القادرة على الخروج بنا من حال التشظي، وفحيح العنصرية.
... الآن يصلني خبر رحيلك عائدا من عمرة، رحلت ونحن فيما نحن فيه من هم ومعاناة، وفرقة وظلم وتغابن.... العين تدمع والقلب يحزن ولن يقول إلا ما يرضيك ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون."

 

المدون الشاب حبيب الله كتب على صفحته في الفيس بوك:

أحقا رحلت عنا وأنت فى عزشبابك أيها البشوش الخلوق البار الذكي الرائع المتدين هل فكرت وأنت ترحل بعبقريتك الرياضية الفذة فى حجم الفراغ الذى تركته بعدك هل فكرت فينا وقد أصبحنا بعدك "مجموعة خالية" وفقدنا فيك الأخ والابن والصديق والمعلم والرمز ترحل عنا وفى حقيبتك برور وتواضع وحسن خلق ومحبة للناس وتدين خالط العظم واللحم هل فكرت فى حجم الفجيعة التى سببتها لنا لأم فقدت ابنها البار وعصاها التى تتوكأ عليها وتهش بها على غوائل زمن ضنين ولها فيها مآرب أخرى هل فكرت فى أخوات سقطت برحيلك شجرة وارفة الدفئ والظلال كن يحتمين بها من عاديات الزمن وهي تساقط عليهن حبا وحنانا وألفة وأريحية كيف ترحل أيها الأغلى والأطهر والأنقى عن "لبير" وأيامه تضج بذكراك التى لاتغيب ولياليه عطرات بطيفك الباسم المهيب أترحل عن "أندومرى" ولم تزل روابيه وكثبانه ورماله ندية بصوتك الوادع الدافئ الحنون وأنت تردد شعر ابن السالم ذات موسم ثقافي خريفي حاشد كنت فيه النجم والهلال والشعر واللحن الذى لايغيب رحلت دون وداع وماهي لك بشيمة فقدعرفناك فتى بشوشا حييا سخيا كريما متواضعا مؤمنا بالله وبكل القضايا العادلة ضع فى حقيبتك تاريخا من الذكاء كنته وقسمات أليفة ضاحكة كنت تزرعها أينما يممت ودا وألفة ودفق محبة ضع فى حقيبتك أيضا جبينا لم يسجد لغير الله وحنجرة ندية بالقرءان وصوتا ناعما بالشعر الجميل الملتزم وتاريخا من الكفاح النقابي الصادق الوفي افتح الحقيبة أخيرا وسجل فيها شهادتنا لك بأنك بار لوالدتك محبوب من طرف الجميع تاريخك ناصع البياض أعرف أن دموع أخوات مفجوعات ووالدة مكلومة وأحباء فقدوا إلفهم وحبهم لن تغسل كل الحزن الذى كانه رحيلك المفاجئ الموجع لتنم عند الله بهدوء تستحقه فخصالك كلها خصال خير ولقد كنت تجسد بحق ملمحا يمشى على الأرض من ملامح شباب الجنة اللهم اغفر لطه ولد محمذن فال ولدعبدالباقى وارحمه وتجاوز عنه -

اقرأ أيضا