ولد صلاحي: كم كنت متأسفا على معرفة الإنجليزية

خميس, 2015-02-26 22:38

أمرونا بالقيام. وكنا نجر إلى موضع آخر طيلة استمرارنا وهذا التحرك آلمني  لأن حركة قيدي  لم تتوقف وهو ما كان جد مؤلم. بالنسبة لي بذلت قصارى جهدي لكي لا أسير على الرجل الذي يتقدمني. وشكرا لله   تعالى على  أن التحويل كان مختصرا نسبيا. وبعض أجزاء البناء الذي كنا   نجلس فيه  كانت كل أجزاء  المقاعد طويلة ، وهو ما بدا لي أنه يمكن أن توصف بأنها  دوائر.

 وبدأت الاحتفالات بملابس الركاب. و في الأخير مما منعني أن أسمع هو أني أرتدي غطاء مانعا للأصوات ولو كان ضيقا لكان آذان جمجمتي وجعل أذني تنزفان طيلة يومين. وكانت يداي مغلولتين أمامي ، مع امتداد طولي ، ورجلاي مثبتتان بقيد.وأرفقا معصمي بقطعة من البلاستيك بطول خمسة عشر سينمترا وقيداني بخيط سميك ناعم. وفي هذه الوضعية وبالأحرى الفضول ، حاولت تحرير أصابعي وهو ما جر لي ضربات على اليدين لكي أبقى عاجزا عن الحركة. وكنا متعبين جدا. ومن بيننا من كان يئن. وكان من المنتظم أن يفاجئ سمعي حارس بالقول :

أنت لم ترتكب أية أخطاء ، كما تعلم. ووالداك هم من فعل ذلك عندما أنجباك.

وستعشق هذا السفر حتى تصل إلى جنة الكاريبي...!  ولم أجب مثل  تلك الاستفزازات جاعلا نفسي كمن لم يفهم. والمعتقلون الآخرون  الذي اكتشفت  يتعرضون لإهانات مستمرة  مع أنها أقل ، ومن حسن حظهم أنهم لم يكونوا يفهمون اللغة الإنكليزية. وقد سحبوا مني نعلي  وأعطوا علي نعلين من  نعال  التنس مصنوعة في الصين. وألبسوني نظارات سميكة ومخيفة ، وهي ما أعمتني ، وشدت على جمجمتي وما تحت أذني. وكان لدي انطباع بأنني أحمل  نظارات السباحة. ومن أجل إعطائكم فكرة عن الألم الذي قاسيته فينبغي أن تأخذوا زوجين  قديمين  وشدوهما على أيديكم ، وكنت كمن يسبح بسرعة أن . والآن تصوروا أن النظارات مشدودة على رؤوسكم ، طيلة أكثر من ثمان وأربعين ساعة. ومن أجل إنهاء الملابس ، ألصقوا بي نوعا من الضواغط خلف أذني. 

وخلال هذا الإجراء كان علينا الخضوع لبحث معمق وسط  ضحكات وتعليقات الحراس . وقد كتب علي الشقاوة يوم تعلمت بعضا من  معاني اللغة الإنكليزية. وفي بعض من الحالات كان من الأفضل لي أن لا  أكون أفهم  لهذه اللغة. فأغلبية المعتقلين كانت ترفض الكلام الحديث عن التحقيقات التي أجريت مع وتغضب إن سئلت عن ذلك. أما بالنسبة لي أنا فلم أحس بأي عار، وقدرت بأنه الذين فعلوا مثل هذه الأشياء هم من يجب أن يشعر بالعار.

ومرضت بسرعة، وتحطمت ، وكنت محبطا ، وخائفا ، وشعرت بالقرف ، وكل باقي أوصاف قاموس الحزن. ، ومن المؤكد أنني لم أكن الوحيد في ذاك. وكنا نحمل سوارات بلاستيكية تحمل رقما. وكان رقمي 760 ، والذي كان يحمل .......... وكانت مجموعتي  تتكون من محمل الذي يحملون رقم سبع مائة .

وكنت إذا ذهبت إلى دورة مياه يأخذك اثنان ، وأخذت ما بوسعي لكي أتجنب ذلك. وفي الأخير يمكن أن أقول أنني سلمت أمري في الظهيرة. حوالي الثانية ظهرا،

فقال لي الحارس الذي يرافقني بما أننا بقينا وحدنا
آه آية نوع  من الأدب تحب

فقلت الموسيقى الجيدة

فاستفهم مني موسيقى الروك!

وهذا النوع من الأدب لم يكن أعتاده تماما وكان يوصلني إلى زمن آخر، واستمعت إلى الراديو الألماني التي كانت  تذيع مختلف أنواع الموسيقى الغربية لكن لم تكن لدي معايير لتمييز أشكالها الأخرى.

فأجبته لا يهم أية موسيقى جيدة. وقد استفدت من المحادثة الودية.

 

ترجمة الفجر

اقرأ أيضا