عودة (ولد الطايع)

سبت, 2015-03-14 23:04

بمناسبة زيارة الرئيس محمد ولدعبدالعزيز للحوضين وتسابق الوزراء والوجهاء والضباط والصحفيين ورجال الاعمال وشيوخ القبائل والطرق لاستقباله هناك أعيد نشر هذا المقال فلعله يجعلكم فى صورة الزيارة: عودة " ولد الطايع" يمكنني - بثقة تامة - أن أقول لكم- بصدق وطمأنينة- إن الرئيس السابق "معاوية ولد سيد احمد الطايع"، عاد إلى الساحة، والميدان، والمشهد، والواجهة.عاد "ولد الطايع" تفكيرا، وسياسة، ونهجا، وممارسة، ومعنى، وعهدا...ولكم أن تقوموا بتجربة بسيطة، وغير مكلفة، لتتأكدوا بأنفسكم أن "ولد الطايع" عاد (يغنى بنيله ربيع شباب النيل أوج ربيعه).. خذوا مشاهد مصورة من بث التلفزيون "الوطني" لوقائع الزيارة التي يقوم بها الرئيس "معاوية ولد الطايع"، عفوا الرئيس "محمد ولد عبد العزيز" لمدينة "نواذيبو"، وأمعنوا فيها النظر، سترون لافتات تشيد ب"انجازات الرئيس"، و"وضعية البلاد"، موقعة بمختلف تجمعات الأطر فى مختلف أنحاء البلاد، بل حتى سترون تجمعات قبلية وعرقية متمايزة جيء بها(معها سائق وشهيد) ترغيبا وترهيبا، وسترون سيارات الدولة، ووزراء ها، وأحزاب "المخزن"، و"حزيباته"،و"حركاته" و"حريكاته" وأموال الدولة ومؤسساتها، وإعلامها، وأمنها، وجواسيسها، ومنافقيها..!! سترون من سيقال لكم إنهم سكان "نواكشوط" و"روصو" و"النعمة" و"سيلي بابي" و"لعيون" و"كيهيدى" و"أطار" و"كيفة" و"اكجوجت" و"الاك" و"ازويرات" و"تجكجة" على صعيد واحد في "نواذيبو" وقد التحفوا "محيط" الو لاءات الزائفة و"مخيط" الزبونية والتلون السياسي... سترون ممثلين عن "مثلثات" الفقر و"مربعات" التهميش و"دوائر" القهر و"مستطيلات" الجوع يسحبون على وجوههم لتنطق جلودهم بكرامات "محاربة الفساد والإرهاب"، ومآثر "العدل والاستقامة"، وحسنات العهد "الزاهر" ل"الباب العالي"، عهد "الترحيل" الذي اقتطعت منه حشود "الاثنين العرمرم" "تاء" بكاملها..!! وأجزم بأنكم إذا صرفتم النظر عن صورة الرئيس "ولد عبد العزيز" وصوته، ستجدون أنفسكم في مهرجان "طائعي" بامتياز، فهذه لافتاته وأفكاره وألاعيبه (ولم يبق إلا صورة اللحم والدم)..!! إن مهرجان "نواذيبو" كان عودة حقيقية ل"ولد الطايع"...هذه زياراته (مناسبات لاهلاك الحرث والنسل وشراء الذمم وإظهار الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي كبار العسكريين ورجال الأعمال وشيوخ الطرق والعشائر والقبائل وتبديد ثروات الوطن والشعب في دقائق مجون وكذب وبوار سياسي واقتصادي وأخلاقي)، وتلك سياراته وأمواله...وهذا خطابه ...وهنا تصرفانه وهناك "شبيحته"...بل إن شئتم انظروا الى عقلية"السمك والتمر" وإلى مسرحية "تبرئة مديري سونمكس السابقين"...الأولى عملية توزيع استفزازية، لما ضاقت عنه عنابر "آل سعود" من تمور منتهية العمر الافتراضي للتخزين، وما بقي من الصيد الجائر الحرام الذي تمارسه أساطيل "قارون" و"دقيانوس" في المياه الوطنية، وهو عبارة عن أسماك رديئة الشكل والطعم والتخزين والقيمة الغذائية، وشوكها أكثر من لحمها، كان الهدف منها ثني عامة الناس عن المشاركة في مسيرة "الاثنين الأعظم"، التي نظمتها "منسقية المعارضة"...لقد حملت تلك العملية القذرة - توقيتا وهدفا- رسالة من النظام مفادها أن المستفيدين منها مجرد قطيع "ديكة" يتسقط مظان الحب، ومزابل القمامة بحثا عن أي شيء يصلح للأكل، مهما كانت قذارته، وكانت رسالة مؤلمة ضربت الموريتانيين في صميم الكرامة، فليس الموريتانيون قطيعا ينسيه التمر السعودي قيمه ومبادءه ويشغله شوك(ذات الشوكة) "يايبوي" عن الصراخ في وجه الظلم والبغي والتسلط، ولقد كان في مسيرة "الاثنين المرعب" بالنسبة للنظام انتصار لكرامة الموريتانيين...فلقد حشدوا مقابل كل "تمرة رشوة"ألف رجل، ومقابل كل "شوكة حوت" ألف شاب ومقابل كل "نواة تمرة" ألف امرأة، ومقابل كل "زعنفة" ألف فتاة، فكان الحشد الأبرز في تاريخ البلاد، ردا مناسبا على النظام مفاده نحن شعب كرامة وقضية ولسنا قطيع دجاج(ف"التمر" للضاحكين علينا و"الشوك" في حلوقهم). أما إطلاق سراح المديرين- ساعات قبل موعد مهرجان الرئيس "ولد الطايع" في "انواذيبو"، عفوا مهرجان الرئيس "محمد ولد عبد العزيز" - فقد كان الهدف منه - إلى جانب التقليل من وقع زلزال "الاثنين الأعظم" وآثاره الارتدادية، على أغلبية بدت محبطة وخائفة أمام جموع صيرت وصابرت أكثر من عشر ساعات ولمسافة تزيد عن3كلمترات غير عابئة لا بالترغيب ولا بالترهيب ولا حتى بالتعب وظروف الطقس (هذا أمر مخيف حقا عندما يتعلق بعشرة أشخاص يؤمنون بشيء أي شيء فما بالك بستين ألفا من نخبة شباب البلاد ورجالها ونسائها؟!!) - إتاحة الفرصة ل"ولد الطايع" عفوا ل"ولد عبد العزيز" ليقول في "نواذيبو" دون عناء كبير إنه لا يوجد سجين رأي في البلاد...وهذه فكرة "طائعية" خالصة أن تسخر العدالة لخدمة رجل، وأن يتم التلاعب بها بجرة قلم، وعلى مزاج "الرئيس" فلا يعرف الموريتانيون حقيقة الأمور، فهل المديران بريئان أصلا، ولماذا- والحالة تلك- يتم اعتقالهما؟!.. أم أنهما مذنبان ولماذا- والحالة هذه- يطلق سراحهما بإشارة من "الرئيس"؟!! ولقد قلت مرات عديدة إن "ولد عبد العزيز" معجب ب"ولد الطايع" وسائر على نهجه "حذو النعل بالنعل" (ولو دخل جحر ضب لدخله بعده) واليوم أجدني صادقا في تلك المقولة فهاهو "ولد عبد العزيز" يعيد "ولد الطايع" سيرته الأولى، وينفخ فيه من روحه فيتمثل لنا "شبحا" سويا، يخدع ويظلم ويكذب ويدمر ويقطع الأرزاق والأعناق، غير أن الأمانة تقتضى القول إن "فارق التوقيت" شاسع بين الرجلين ف"ولد الطايع"طالما رافقه الغمام ورذاذ المطر في زياراته للداخل(كما يتذكر عامة الناس وإن كان هذا تعبيرا عن اشتراكية نهب الأموال العامة وفتات الموائد وأجواء الفساد و البذخ والطرب أكثر منه تعبيرا عن حالة الطقس أثناء تلك الزيارات)،وهذا ترافقه العواصف والأتربة( هنا أيضا يعبر العامة عن البؤس الذي يعيشونه في ظل الرئيس الحالي حيث ارتفاع الأسعار والجفاف والظلم والفساد بشتى أنواعه وإن سمي بغير اسمه هذه المرة) و"ولد الطايع" رجل وطني صلب انحنت له قامات نظرائه فسجد له "عبدو جوف" وبكى "واد" عند قدميه الأول عام 89، والثاني أيام "الأحواض الناضبة"، وهذا انحنى لرؤساء أقل منه شأنا وشأوا مرات عديدة، وإن كان يذكر له أنه قطع العلاقة المشينة مع الكيان الصهيوني، وتلك نقطة (النقطة المضيئة الوحيدة في ليل عهده البهيم) ستحسب له إلى الأبد، و"ولد الطايع" ترك لحكوماته النهب شريطة أن يشركوا عامة الناس في غنائمهم، أما هذا فقد تركت له حكومته النهب شريطة أن لا ينهب معه أحد..!!! نعم عاد "ولد الطايع" بقوة وعاد معه "الحزب الجمهوري"، البغيض وإن بمسميات ثابتة ومتحركة...عاد "أطر اترارزة"، وعاد "وجهاء الحوضين"، وعاد "شباب الضفة"، وعاد "نبلاء الشمال"، وعادت "نساء العاصمة"، وعاد "أعيان الشرق"، وهذا بلاط "الخليفة" يضج ب"الشعراء" و"الغلمان"..وهذا نوى "التمر"...وتلك رائحة "السمك"..!! عاد "ولد الطايع" بجيشه اللجب، ب"شبيحته" و"بلطجيته"،ب"كتبه" و"أناشيده"، وإن تسمى هذه المرة ب"محمد ولد عبد العزيز" وأبعد قوات الأمن، ليغرق البلاد ب"مليشيات" مؤسسات الحراسة التي حولت البلاد إلى "عراق ابريمر، والمالكي، والياور، والجلبي"..!! عاد "ولد الطايع" بشحمه ولحمه...وعجبا لأمر التلفزة "الوطنية" تنفق المال والمحروقات وتنقل طواقمها البائسة والياتها الباهتة إلى "نواذيبو" في عام "الرمادة" هذا، وقد كان بمقدورها- لو كان فيها رجل رشيد- أن تبحث في "أرشيفها" عن إحدى زيارات "ولد الطايع" للداخل، وتبثها مقتطعة وجهه وصوته مستعينة بقدراتها على "اللصق" و"النسخ" و"الحذف" و"المونتاج" لتركيب وجه وصوت صاحب الفخامة "محمد ولد عبد العزيز" على مشاهد الزيارة (والمعلقون على الزيارات الناقلون لها مباشرة أحياء يرزقون والحمد لله منهم من اشتعل رأسه شيبا ومنهم من اشتعلت فروة رأسه صباغة ولكن الأصوات هي هي والحرفة هي هي مع تغير المواقع أمام الشاشة أو خلف المايكروفون) فنفس الوجوه الباهتة، والمومياءات المحنطة نفاقا و"مكاء وتصدية"، ونفس السيارات والمؤسسات، والقبائل ورجال الأعمال، والعشائر والأموال...نفس الأشخاص الذين كلما "نضجت جلودهم" السياسية أبدلوا غيرها، ليذوقوا طعم النفاق والولاء والوهم والسراب...نفس الذين يقلون يوم الفزع ويكثرون يوم التمر والسمك..!! عاد "ولد الطايع"، والجميع يتذكر كيف خرج - ذات يوم- مطرودا تتقاذفه دروب الغربة، بعد أن تفرق من حوله الناس،فمزقت "فرماناته"، وهربت عنه "القهرمانة"، وخذله "الحاجب"، وباعه "شهبندر التجار"،وأسلمه "السياف"، وخانته "مغنية القصر" وهجاه "شاعر بلاطه"...!! وعودة "ولد عبد العزيز"، عفوا "ولد الطايع" اليوم ليست إلا برهانا على أنه سيخرج-هذه المرة أيضا- غير مأسوف عليه (يبكى كالنساء ملكا لم يدافع عنه كالرجال)، وقد لا يعود حتى ولو باستخدام تقنية "تناسخ الأرواح الشريرة"..!!
من صفحة حبيب الله ولد أحمد على الفيس بوك 
 

اقرأ أيضا