رئاسة زيباري للعراق رقم صعب إقليمياً / أبوبكر الأنصاري

جمعة, 2022-02-11 14:52

معاناة العراق لم تبدأ منذ عام 2003 عندما غزت واشنطن بلاد الرافدين مسنودة بفتاوى المرجع الفارسي ٱية الله السيستاني الذي رأى في ذلك رد اعتبار  للذين عانوا منذ معركة القادسية التي انهزم فيها الفرس على يد سعد بن أبي وقاص في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب  للمرة الثانية بعد هزيمتهم في معركة ذي قار واصبح العراق ساحة لتصفية الحسابات الفارسية ضد العرب والكرد تحت شعارات محاربة الإرهاب ودعم محور  الممانعة والحقيقة ان المعاناة العراقية تعود لعام 1958 عندما قام الانقلابيون بقيادة عبدالكريم قاسم بالإطاحة بالملك فيصل الثاني وقاموا بخلخلت المجتمع العراقي .
لقد عاش العراق في العهد الملكي الهاشمي وما قبله حالة تٱخي بين مكوناته العرب والكرد والتركمان واليهود والمسيحيين والصابئة وكان نقطة توازن بين الدولتين العثمانية التركية  والصفوية الفارسية  قبل تأسيس الدولة العراقية في عشرينيات القرن الماضي  وكان لكل مكون دوره وصناعته وكان الملك منذ تأسيس الدولة  يستمد شرعيته من إجماع المكونات وتوزيع الأدوار بينها  و كانت المرجعيات الشيعية العربية مثل ٱل الصدر وٱل الحكيم وٱل الأعظمي وٱل الكرخي وٱل علاوي  العمود الفقري لشرعية الملك  الدينية و كان شيوخ العشائر من الدليم والجبور وشمر والالوسي وغيرهم   مصدر الشرعية الشعبية وكان ٱل البارزاني ابطال ملحمة ثورة المهاباد  عام 1946  قادة الشعب الكردي  وكان اليهود صناع الموسيقى  وقادة المصارف وقاموا بتطوير فنون المقام العراقي وكان التركمان صمام العلاقة مع تركيا والمسيحيين صمام العلاقة مع أوروبا   وكانت هذه التركيبة المجتمعية مثل الوان قوس قزح الذي لايقبل التخلي عن أي لون فذلك سوف يفسد الطبيعة ويقضي على بقية الالوان وكان رؤساء الحكومة الأقوياء مثل نوري السعيد  يعتمدون على كل هؤلاء لضبط توازنات الحكم  وكان العراق فاعل في محيطه الإقليمي والدولي ولم تتجرأ  إيران على التفكير  بالاستيلاء على  شط العرب خلال العهد الهاشمي والتنوع الطبيعي في المجتمع العراقي .
بعد عام 1958 ونتيجة للتأثر بالمد القومي العربي  والعدوان الثلاثي على مصر 1956 وقيام إذاعة صوت العرب من القاهرة  بشيطنة النظام الهاشمي وربطه بالاستعمار الإنجليزي الغربي وايهام المعجبين  بجمال عبدالناصر أن تحرير فلسطين والأمة يتوقف على إزاحة النظام الملكي بعدها  دخل العراق عهد الانقلابات  الدموية التي قامت بتفكيك قوس قزح  المكونات العراقية فقد بدوأ  بتجريد المكون اليهودي من جنسيته وطرده بحجة الدفاع عن القضية الفلسطينية  وفي عام 1974 لم يبق في العراق  من اليهود سوى الفنانة سليمة مراد أرملة الفنان ناظم الغزالي وبعد الانتهاء من  اليهود جاء الدور على المكون الكردي واتهامه بالعمالة للصهيونية ومحاولة تفكيك العراق  وشن حروب تطهير عرقي بحقه وخلال الحرب العراقية الإيرانية بدأ بعض الشيعة ينحازون لإيران بعدما اعتبر حزب البعث ان بعض مراجعهم ذات الأصول الفارسية  تزاحمه الولاء الشعبي وان ولاءها  للولي الفقيه الفارسي على حساب المصلحة الوطنية.
 بدأت طهران منذ منتصف الثمانينات  تروج للمظلومية الشيعية وتتهم  السنة باحتكار حكم العراق منذ معركة القادسية في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب التي أنهت الحكم الفارسي وجرى صناعة فصيل كردي  بقيادة المرحوم مام  جلال الطالباني موالي لإيران ومدعوم من المنافسين القوميين لصدام حسين مثل حافظ الأسد والقذافي وتحالف مع عملاء ايران الذين أصبحوا اليوم الحشد الفارسي  ووقفوا  مع طهران في الحرب العراقية الإيرانية لأن دوره الوظيفي معارضة المشروع الكردي  ودعم الخميني وتنفيذ توجيهات الأسد والقذافي   .
وبعد هزيمة إيران في الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988 وتجرع الخميني السم وقبوله قرار مجلس الأمن 598 عندما حرر الحرس الجمهوري بقيادة اللواء  إياد فتحي الراوي و اللواء ماهر عبد الرشيد قاىد الفيلق السابق المكلف بحماية البصرة الفاو والشلامجة وجزر مجنون بدأ التخطيط الفارسي للقصاص من الشعب العراقي اولا بتحريك المرجعيات الفارسية الموالية للخميني  للقيام بتمرد عرف بالانتفاضة الشعبانية 1992 ثم تحريك الجاليات الفارسية اليهودية العمود الفقري لليكود بقيادة نتنياهو الذي خرب عملية السلام وجعل القضية الفلسطينية ورقة تتلاعب بها إيران للتغطية على جرائمها في العراق بقيام حماس وحزب الله بعنتريات وجر إسرائيل لمعارك للتغطية على جرائم طهران بحق السنة العراقيين .
 وكانت إيران قد حركت اليهود الفرس  وغيرهم في واشنطن منذ التسعينات  لتحريض الغرب على خوض حرب استباقية ضد الرئيس صدام حسين وإعدامه وتسليم العراق للقوي الموالية لإيران  ليكون الضحية الثانية بعد حركة طالبان في الحرب الأمريكية على الإرهاب بعد أحداث سبتمبر 2001  وتسليم البلاد للحقد الفارسي وجرى التمهيد  لذلك عبر  فتاوى داعمة للغزو الأمريكي  وربطه بمأساة الامام الحسين وسبي السيدة  زينب عليهما السلام وشيطنة العشائر العربية السنية وربطها بالقاعدة وداعش لتبرير التطهير العرقي بحق معارضي الاحتلال الفارسي الذي تسلم البلاد من الغازي الأمريكي وتفنن رجال إيران امثال نوري المالكي وموفق الربيعي 2006-2014  في ارتكاب ابشع الجرائم بحق العرب السنة وكانت مهمة الطالباني تبرير الإجرام الفارسي بحجة مكافحة داعش والقاعدة و قد تشكل رأي عام في العالم السني الاسلامي من اندونسيا إلى المغرب مرورا بتركيا والعالم العربي   ضد جرائم إيران تم التحايل عليه  بعنتريات حسن نصر الله " حرب تموز 2006" وحروب الليكود المتتالية على غزة  لتحويل إيران من قاتلة للسنة إلى داعمة لمجددي عهد صلاح الدين الايوبي ثم تسليم المالكي الموصل لداعش لتبرير هدم المدينة على سكانها وإحلال المستوطنين الموالين للمشروع الفارسي مكان السكان الأصليين السنةفي اغلب المحافظات السنية وكركوك والمناطق المتنازع عليها مع إقليم كردستان  تحت شعارات مكافحة الإرهاب ودعم محور  الممانعة بقيادة قاسم سليماني.
 وخلال فترة  احتكار اتباع إيران للمشهد العراقي منذ عام 2003  عانى الشعب الشيعي من الفقر والبطالة وانقطاع الماء بسبب حبس إيران المياه عن العراق وتراجعت الزراعة في البصرة والجنوب وانقطاع الكهرباء ولم ير الشعب الشيعي من الأحزاب الموالية لإيران  غير القتل واغتيال الشباب والفتيات العراقيين المطالبين بتحسبن أوضاعهم والمطالبين  بالوظائف والخدمات  و انتشرت الفتن خدمة لمصالح إيران في إضعاف العراق الذي هزمها في حرب الثماني سنوات  .
كل ذلك أدى لتراجع احترام إيران في العالم الإسلامي ورفض العشاىر الشيعية العربية في الجنوب والوسط  العراقي  للإجرام  الفارسي وجاءت نتائج الانتخابات  ضد أحزاب الحشد الفارسي ورفض كل مجرم حرب موالي للمشروع الفارسي وأصبح اتباع إيران يتكلمون لغة ترامب بأن الانتخابات مسروقة ويتظاهرون  وقد أثبت القضاء العراقي نزاهتها  ومقت الشعب العراقي للإجرام الفارسي بعدها بدأت معركة ترتيب البيت العراقي بعيدا عن تدخلات المحتل الفارسي فقد قال الشيعة العرب كلمتهم أنهم يريدون المراجع العربية مثل ٱل الصدر وٱل الكرخي وٱل الاعظمي وٱل علاوي الذين صنعوا مع الملك فيصل الاول مشروع الاستقلال الوطني وقال الشعب الكردي كلمته بأنه يريد المدرسة البارزانية التي جعلت الإقليم رقم صعب وفيه افضل بنى تحتية في الشرق الأوسط وأرقى نظام جامعي ويؤي لاجئين من العراق وسوريا  وتغيرت الكثير من المعادلات .
اليوم يحتاج العراق لتولي المناضل هوشيار زيباري تلميذ المدرسة البارزانية رئاسة البلاد ضمن توافق وطني بين ٱل الصدر  والمراجع العربية وٱل البارزاني والقوى السنية وتذليل العقبات القضائية الناجمة عن شكاوى كيدية وتسريع انتخاب زيباري  لخروج العراق من أزماته الداخلية ويكون الرئيس هوشيار زيباري  الذي سبق له قيادة  الدبلوماسية العراقية  مهندس خفض التوتر بين ضفتي  الخليج كوسيط بين السعودية وإيران والتقريب بين قطر والامارات ودعم جهود التوصل لاتفاق في البرنامج النووي الإيراني مع الغرب وتجنيب العراق تبعات الصراع الغربي الروسي حول اوكرانيا فالمرشح هوشيار زيباري  رجل دولة مقرب من دواىر صنع القرار الغربي واحد أقطاب مشروع الشرق الأوسط الكبير وتدعمه لوبيات داخل الكونغرس الأمريكي كما تدعمه الدائرة الضيقة لنائبة الرئيس الأمريكي كاميلا هاريس المكلفة بإدارة مشروع الشرق الأوسط الكبير   ومعسكر السلام الإسرائيلي الذي أسسه الشهيد اسحاق رابين ووقع السلام مع ياسر عرفات والملك الحسين بن طلال و أن يتم التوافق على تعويض المرشح برهم صالح  بمنصب نائب رئيس الوزراء لإدارة العلاقة بين إقليم كردستان والعاصمة بغداد  وان من مصلحة إيران  كسب  صداقة الرئيس هوشيار زيباري  وتمرير فوزه  لخفض توتر علاقاتها مع الغرب لإحداث تقارب بينها وبين دول الخليج لأن عراق مستقر ويملك قيادة تحظى باحترام واسع النطاق افضل لها من جار ضعيف يرتكب فيه عملاءها جرائم تجعلها منبوذة في العالم الإسلامي السني ويوتر على علاقاتها مع الغرب كما حدث في عهد المالكي والطالباني الذين أدت جرائمهم بحق السنة إلى تحويل إيران لدولة منبوذة لدى مليار ونصف سني عبر العالم وجعلت فصائل الحشد مكروه بين الشباب الشيعي العربي وهو ما تم التعبير عنه في صناديق الاقتراع
 لن تعود عقارب العراق للوراء وان على إيران المسارعة لصداقة الفائزين بدل  محاولة قلب النتائج أو محاولاتها إعاقة عمل المؤسسات  عبر حركات يائسة تضرها أكثر مما تجلب اي فوائد مفترضة وان هوشيار زيباري هو المرشح المفضل لدى الغرب وخاصة واشنطن وان رئاسته ستمنح العراق معاملة تفضيلية أمريكية على عدة مستويات  وفي المقابل فإن محاولات عرقلة انتخابه قد تصب في مصلحة الصقور المناهضين للاتفاق النووي " معسكر ترامب" الذي انسحب من كل الاتفاق النووي  ويكبد طهران خساىر في مفاوضاتها في فيينا وتعيق التقارب الخليجي الإيراني الذي يقوده الصدر بدعم من البارزاني وان تمسك طهران بمرشح الاتحاد الوطني الكوردستاني برهم صالح قد يعقد المشهد العراقي مثلما حدث في لبنان عندما أصر فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني  على ترشيح العماد عون وتعطل انتخاب الرئيس اللبناني  لأكثر من عام ونصف بعدها بدأ تفكك معسكر  اتباع سليماني  ودبت الخلافات بين تيار عون والتحالف الشيعي وتدهورت العلاقات اللبنانية الخليجية بسبب هجوم حزب الله المتكرر  على السعودية وعلق الحريري زعيم الطائفة السنية مشاركة تياره وأصبح مصير لبنان للمجهول بسبب تردي وضعه الاقتصادي وعزلته الإقليمية بفعل تحكم المشروع الفارسي بمصيره تحت أكذوبة المقاومة وسلاحها الذي يذبح السنة في الشام للانتقام من العشائر التي كانت ترفض دعم حافظ الأسد للخميني في حرب الثماني سنوات .
بقلم : أبوبكر الأنصاري 
رئيس المؤتمر الوطني الأزوادي

اقرأ أيضا