مشاعر عربي إفريقي

سبت, 2022-12-10 19:12

صدقوني أيها المشجعون الدامعون المسبتسمون .. لست أدري ـ وأنا الراجف بين أسطر هذه الورقة ـ من أين أبدأ وأي الملاحظات أسجل.. كيف و ما زالت فرحة النشوة تسيطر على أعصابي المحترقة في آخر دقيقتين من مباريات المغرب والبرتغال .. فهل أتحدث هنا عن فرحة عارمة ممتدة  من المحيط ا إلى الخليج؟ ومن جنوب افريقيا إلى "طنجه" .. هل أتحدث عن دموع فرح رايتها تسيل على من مقل المغاربة والمغربيات وأنصارهم في قاعة "امباصادور" لحظة صافرة الحكم النهائية.. أم عن مسيرات عفوية انطلقت في معظم شوارع نواكشوط جذلا بهذا العرس التاريخي..

.. أيها القلم المرتجف مهلا .. دعني أكتب أسطرا قليلة وإن خانني التعبير فلا بأس.. وأجمع حروفا من وحي الفرح وإن ضاع علي بعضها مع هذه النشوة..

إيه أيها العرب المغلوبون في كل مرة .. ما رأيكم أن نعيش ولو لفترة على هذه الفرحة .. من قال إن الهزائم العربية قدر أبدي وأن التاريخ لن ينصف أبناء يعرب في يوم من الأيام .. فلتكن هذه الفرحة المغربية بداية نشوة وانتفاضة تعيد لأمة مجدا ضائعا ظلت ولقرون في سبات عميق بلغ مرحلة الإحباط ..

أما أنت يا حبيبتي السمراء .. يالتي شغفني حبها .. يا فتاة تعلقت بها وأشفقت عليها من سخرية الأمم كلها .. تنفسي الصعداء هذه المرة  .. احتضنيني قليلا ودعيني أعيش في دفئك .. فأنت أيتها القارة المحبطة لا مناص من إعادة ترتيب الأوراق وولوج التاريخ ومزاحمة من يظنون دهرا أنهم ملوك الحضارة والزمان .. فكانت أقدام المغاربة الموفقة تقول بركلاتها "لا لا لا .."

وحدها المغرب من كتب التاريخ وتحدت مغتصبي غرناطه .. وحدها المغرب من قالت أن عهد السفن البرتغالية السارقة لخيرات الأطلسي في الأرض المغربية الموريتانية قد ولى إلى الأبد ..

وحدها المغرب تعيد ذلك المجد الضائع في مكاتب الأندلس العريقة .. فإلى سكان فاس العتيقة .. وإلى مرقد الشيخ ماء العينين في مراكش  أهدي سلامي  .. ولتتابعوا هذا النصر ..

 

 

مختار بابتاح

اقرأ أيضا