عيد الفطر فرصة للصفح والمغفرة عند الشعب الماليزي

اثنين, 2014-07-28 02:52

يبرز في الاحتفال بعيد الفطر المبارك في البيوت الماليزية ومكاتبها وشوارعها وكل جزء فيها سمة طلب "الصفح والعفو ظاهرا وباطنا" حيث يعتبر الماليزيون عيد الفطر مناسبة للصفح والعفو من بني الانسان في حين يعتبرون رمضان المبارك شهر طلب المغفرة والرحمة من الله سبحانه وتعالى. ويتبادل المسلمون الماليزيون طوال شهر شوال عبارة (سيلامات هاري رايا عيد الفطري.. معاف ظاهر دان باطن) وتعني بالعربية "مبارك عليكم حلول عيد الفطر المبارك واطلب منك الصفح والعفو ظاهرا وباطنا" حيث تتجلى من ذلك اواصر المحبة والاخاء بين المسلمين.
ويردد الماليزيون هذه العبارة السمحة في عيد الفطر المبارك لانهم يعدونه عيدا لتجديد الاخوة والمحبة وطلب العفو عن كل خطيئة اقترفها تجاه اهله وصحبه وجيرانه والاعتذار لمن عرف ومن لم يعرف حتى اصبحت هذه العبارة سمة بارزة في هذه المناسبة يرددها الصغار والكبار.
ويصطف افراد الاسرة كبيرهم وصغيرهم بملابسهم الجديدة بعد اداء صلاة العيد والاستماع الى الخطبة لطلب الصفح والعفو من الجد والجدة في بيت العائلة القروي حيث يجتمع فيه افراد الاسرة قبيل العيد للاحتفال بهذه المناسبة ثم يقومون بطلب الصفح والعفو من والديهم ثم من اعمامهم وعماتهم او اخوالهم وخالاتهم ثم باقي افراد الاسرة.
وعندما تنتهي مراسم الصفح والعفو بين افراد الاسرة يقومون بالاتجاه الى طاولة الطعام لتناول وجبة الافطار ثم يقوم الكبار بتوزيع العيدية وتسمى بالماليزية (دويت رايا) للصغار حيث يصطفون لاستلام عيدياتهم مرددين نفس العبارة لطلب الصفح والعفو.
ومن الملاحظ تذييل الرسائل القصيرة عبر الهاتف المحمول دائما بعبارة (سيلامات هاري رايا عيد الفطري معاف ظاهر دان باطن) في حين تسمع هذه العبارة بشكل دائم من افواه الماليزيين فور تلقيهم مكالمات هاتفية طوال شهر شوال ناهيك عن بروز العبارة على اغلفة كروت المعايدة. كما تزين الشوارع بشعارات العيد تتقدمها عبارة الصفح والعفو في كل شارع ومكان سواء في المدن او القرى كما تنور البيوت بأنوار العيد وتوضع في واجهة البيوت لوحات كبيرة عليها تلك العبارة التي باتت سمة تجسدت في القلب والنظر اضافة الى تشكيلها بيئة اجتماعية للتواصل والتسامح بين افراد الشعب الماليزي.
ولا يقتصر تبادل التهاني وطلب العفو والصفح ظاهرا وباطنا في البيوت وبين الاهل بل يمتد ذلك بين الاصحاب في مجالسهم ودعواتهم لتناول الطعام في ما يسمى ب (روماه تيربوكا) وتعني "البيت المفتوح" كما يمتد بين الموظفين في مكاتبهم بعد العودة من اجازة العيد.
ويشارك غير المسلمين من بوذيين وهندوس ومسيحيين في ماليزيا مواطنيهم المسلمين التهنئة بهذه العبارة التزاما بمبدأ التعايش والانسجام بين الثقافات في دولة تؤمن بالتعددية العرقية اضافة الى كون عيد الفطر المبارك عيدا قوميا واجازة رسمية لجميع الولايات الماليزية.(النهاية) ع ا ب / ز ع ب كونا101037 جمت سبت 10

 

المصدر: كونا ـ عبد الله بوقيس

اقرأ أيضا