لصبر ايوب صبرك ياحنفي/ محمد الأمين محمودي

أربعاء, 2015-07-22 14:26

يوجد الاعلامي والكاتب حنفي ولد دهاه منذ ايام جنوب الضفة لم يذهب في رحلة نسك وعبادة الى حيث اخواله في كولخ ولم يذهب مع زوجته الفاضلة وابنائه الرائعين في رحلة استجمام واستراخاء الى سالي امبور…حنفي هناك لأنه لايريد ان يقتلوه لا يريد ان يموت قبل ان يبصر محمد فال ونجاح وهولي وقد تخرجوا من مدرسة التصوف حفظة لكلام الله وبارعين في ثقافة وتكنلوجيا الأقوياء فمن ذات المدرسة خرج حنفي ومنها كتب اول مقال له في جريدة البيان،
“هكذا تكلم تنتالوس” اذكر المقال جيدا فقد كنت من اقنعه بنشر الروائع التي كان يكتبها رغم صغر سنه حينها واذكر جيدا انني كنت من حمل الى الصحيفة مقال الشاب المحظري الذي يتحدث الجميع في القرية عن ذكائه وسرعة فهمه وتفوقه على اقرانه..انا موقن ان الذي تكرم بنشر المقال يومها كان يعتقد انه لكاتب مشرقي ولد في اثينا وعاش في فيجاس تحت خيمة الأعشى بجوار بيت ابن الفارض..،انا موقن من ذلك لكنه نشره ليكون بداية تحول في حياة اصغر شاعر عربي يدرج في معجم البابطين الى جانب الكبار..كم كنا نغار يومها من الأحنف والناس يبحثون عنه في صفحة بعد درويش وقبل الجواهري..
حنفي ذاك صار حنفي هذا فقد قرر دخول العالم الجديد واكتشافه بعد ان تمنع ولم يعد بمقدور عقيدة سوى الاسلام ان تخطفة..دخل الاعلام من أوسع ابوابه فلا القلم كانت اكبر من زواياه ولا العلم ولا المنبر وحين كبر بعد ان رحل حبيب ولد محفوظ قرر شق طريقه بمفرده فاختط سكته التي لايمكن ان يسير عليها سواه:لامجاملة لا خوف ولو غضبت العشيرة..حين تعلمون كم اغضب حنفي من ذويه لأنه يقول مايعتقده ربما ساعتها ستتفهمون كيف ينشر هذا الكم من الحقائق وكيف يضر هذا العدد من المجرمين..
حنفي خرج مكرها من بلده للمرة الثانية ومن قرأبتمعن تضرعه الى الله خلال اليومين الماضيين سائلا اياه ترحيل عزيز وبشتى الطرق سيدرك مدى احساس الرجل بعجزه وقلة حيلته وهوانه على المتمكنين وما عاناه بسببهم.
من يعرف طبيعة االعلاقة بين حنفي ونجله محمدفال سيدرك انه لم يرغب ابدا في الرحيل وتركه ومن يدرك تفاصيل هذه العلاقة سيفهم لماذا قبل مرة بادارة قناة يملكها ابن عّم ولد عبد العزيز في فترة حكم ولد عبد العزيز فبعد سنة من الاتصالات والحاحهم عليه اعادوا حنفي المزعج الى الديار بهدف واحد وهو ان يسكت.. وفعلا سكت ولم يفهم الكثيرون السبب، فهل فيكم من ادار تلفزيونا وأنشأه من عدم؟ هل فيكم ممن سمع بمشروع اعلامي صار الأفضل الى اشهر قليلة؟ هل فيكم من يقبل بأن يتناول فطوره وغداءه وعشاءه في المكتب لمجرد ان العمل يقتضي ذلك؟ ثم هل فيكم من يكون هذا برنامجه اليومي ويمكنه بعد ذلك ان يدير موقعا ناجحا بحجم موقع تقدمي؟ ورغم ذلك ظل حنفي يسترق من نومه ليكتب ما يزعج ولنفترض ان حنفي سكت في تقدمي حيث الصورة لكنه تكلم بالصوت والصورة في الوطنية..وهنا كان الازعاج..ظنوه بادئ الأمر يتذاكى على متتبعيه وانه في طريقه الى الاندماج في جوقة الببغاوات لكن بعد اشهر من تفرغه التام للتلفزيون اتضح انه ماض في نهجه بل إنه زاد جرعة هذه المرة فأصبحت الوطنية وبالا على الحاكم وزمرته..
لماذا يا حنفي؟
الم اشترط عليكم ان أمارس عملي بحرية مطلقة؟
صحيح
لم ازد على ذلك
ولكن انت تدرك ان ثمة امورا قد تضر بالوحدة الوطنية
لايضر الوحدة الوطنية اكثر من الصمت على الجرائم الاثنية والاستعباد وتهميش قوم دون غيرهم
اوكي
حين فهم العزيز ومستشاروه انهم استجاروا من الرمضاء بالنار نكثوا بوعودهم ليرغموه على الاستقالة تحضيرا منهم للجولة القادمة والتي ارادوا نهايتها بالضربة القاضية.
محاولة اغتيال اولى عبر اعتداء جسدي في مكان عام وبحضور الشرطة فأخرى عبر حرق السيارة داخل بيت فيه كل من يهتم حنفي لأمرهم بمن فيهم الكاتب “البلاء”..سلمت الجرة في المرتين..وهنا كنت من بين العشرات من الذين نصحوا الرجل بالترجل او بالخروج فنحن محكومون من قبل رئيس يهوى اللعب بالبنادق والمسدسات ويحلم بأن يلعب لعبة راعي البقر واللص لكن برصاص حي وبضحايا ليسوا من كرتون…وفعلا حاول الخروج فمنعوه بأقبح الأعذار..ثم حاول مرة اخرى الى ان تمكن من الوصول الى مكان لايخشى فيه ظلما فهناك يحكم اسلافه لكن بالبر والتقوى والتصوف والزهد…هناك ارض لا يمكن لعزيز ان يعز فيها وان حاول فالوثاؤق تسمح لهم باعتقاله لأنه مواطن سنغالي…خرج المارد الأسود من قمقمه فحضروا انفسكم لآكرا اخرى وملفات لن يجد حنفي عناء في الحصول عليها لأنه يكتب ولا يضع في حسابه الاشتراكات التي توزعونها على ادعياء المهنة.
صديقي حنفي سيقطع البحر الى بلاد الحرية ومن هناك سيكشف كيف ان ملاك العبيد مازالوا يستعبدونهم وكيف ان هؤلاء النخاسين صاروا عبيدا هذه المرة لعسكري متهور ومرتاد كازينو وصبية يلعبون بالنار..
لكن هل يستحق الوطن ان تُضار الوالدة بولدها والمولود له بولده…شخصيا لا استطيع واعترف بذلك لهذا اقول لصديقي الصابر مُذ اول معركة: لصبر أيوب صبرك ياحنفي..

اقرأ أيضا