ولد صلاحي.. 5000 ليلة من التعذيب والنسيان..!!

ثلاثاء, 2015-07-28 15:29

خمسة آلاف يوم مرت على اختطاف ذلك المهندس الموريتاني صاحب الابتسامة والدماثة المعروفة.. خمسة آلاف يوم  مرت والمأساة هي، عالقة إلى إشعار آخر، ومرت الليالي كقرون طويلة  زاحفة كما السلحفاة العرجاء السائرة في الرمضاء.. خمسة آلاف تمر من التعذيب دون انقطاع ومن التجاهل دون اعتذار ومن  إفلات المجرمين دون عقاب ولا حساب.

خمس آلاف ليلة مرت بساعاتها ودقائفها وثوانيها الطويلة نعدها عدا منذ بداية الجريمة الكبرى التي يتولى كبرها رجال أشداء ما زالوا يعيشون بين ظهراننا، يأكلون الطعام الحرام ويمشون في أسواقنا دون  ملاحقة .. يا للعجب!!.

أيتها الليالي الطويلة بآلاف المؤلفة .. سامحيني على الفضول الزائد إذا ما سِألتك عن خفايا تلك الجريمة، عن مرتكبيها عن فاعليها، أسائلك عن ما حذف من مذكرات ولد صلاحي، أسائلك ـ  وكم أنا فخور بإجابتك الصادقة فالزمن لا يكذب وأنى له أن يكذب وينافق ـ عن أولى ليالي المهندس ولد صلاحي وهو يفارق أمه دون وداع إلى أبد الآبدين.. أسائلك حدثيني عن ليلة ولد صلاحي الأولى في مخفر إدارة أمن الدولة وعن الليالي القليلة التي قضاها هنالك لا يدري أيهما أدهى وأمر: أهو البعوض الذي يلسع جسمه الضامر من كل جانب؟ أم إقامته مع مجموعة من الخونة تنتظر بيعه إلى ألد أعدائه..

أيتها الليالي الظلماء الحالكة حدثيني ـ أرجوك ـ حدثيني عن ليلة مدير أمن الدولة وعن قسمات وجهه وهو يعود من مطار انواكشوط وقد سلم مواطنا موريتانيا يعلم براءته أكثر من غيره و طمأنه أنّ العودة قريبة وهو يعلم في داخل نفسه أنه لن يعود، حدثيني عن عشاء المدير في تلك الليلة؟ هل تعشى فعلا؟ هل ابتسم؟ أم أنه تناول حبوبا منومة؟؟ وكيف سولت له نفسه أن يقول لذوي الضحية إنه آمن وبحوزتهم..

أيتها الليالي المكفهرة المدلهمة، بل ألليلة الواحدة السرمدية الداجية .. لا أدري عن أي أجزائك الخمسة آلاف أسأل!! ومن أين أبدأ فأنا حيران لا أكاد أصدق فعلا أنني في يقظة.. أنا في حلم أم سحرت عيناي؟ لا أدري عن ما ذا أسأل: هل أسألك عن شفقك المحزن يوم أن كانت الأسرة تعد الملابس والمآكل بناء على تصريحات المدير الخائن؟ أم أسأل عن عتمتك عندما علمنا علم اليقين أن فلذة الكبد في غيبات جبك؟ أم نسألك عن سحَرك وقد فقدت الأم الأمل ورحلت إلى من هو أرحم وأعز، من ينصف المظلوم ويجيب دعوته؟ من يعلم كم كانت الصدمة على العائلة؟...

(ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي) انجلي فقد طالت المعاناة وطال الظلام، وطال انتظار فجر الصباح ورغم ذلك كله ورغم أن كثيرين لا يريدون للفجر أن يبزغ فإن الِأمل في الله قائم:

فلا بد لليل أن ينجلي

ولا بد للقيد أن ينكشرْ

 

 

مختار بابتاح

اقرأ أيضا