مضى سعيد.. (شعر)

ثلاثاء, 2015-08-25 16:27

(قصيدة في رثاء العميد محمد سعيد ولد همدي رحمه الله )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قرأتَ خاطرةً أشجاكَ مبدأُها ** يا سيّدِي هذه الأخرى أتقرأُها؟!

نرثي فتشهدُ روحُ الكونِ أحرفَنا ** ومن لهُ خَفَقَاتُ القلب يُخطِئُهاَ!

 

ولوْ على قَدْرِ حزنِ الأرضِ دمعتُنَا ** لَمَا شرحنا الأسى لكنْ نُجزِّئُهَا!

نُذكي الحنينَ إذا أعمارُنا انطفأتْ ** وشمعةً شمعةً يا شعرُ نُطفِئُها

مضى سعيدٌ وما في الأرض زاويةٌ ** إلا بمدحٍ لهُ الأطيابُ تَمْلأُهُا

كأنَّ أفئدةَ الباكينَ تندبهُ ** خواتمٌ كُسِرتْ فَانْثالَ لُؤْلُؤُهَا

ويسألُ البَلَدُ الأقدارَ عنْ غَدِهِ *** سفينةً لمْ تُقرِّرْ أيْنَ مَرْفَأُهُا

لكنَّ رُكَّابَها أهلٌ وإنْ عَتبُوا ** حتَّى مع الموجِ عينُ اللهِ تَكْلأُهَا

من أجل أن نرسم الأحلام أغنية ** لا بد من خطة للعزف نُنْشِئُها

مضى سعيدٌ فمنْ عطفاً سيخلفهُ؟! *** ومن سيكتب للأجيال يُنْبِئُها؟!

من ينتقي كلمات الود إن نزفت *** جراحنا فيداويها ويُبْرِئُها ؟!

المنتمي لصفاء النفس فلسفةً *** والنفس بالخُلُقِ الأنقى تَوضُّؤُهَا

إذا موطَّأُ أكنافٍ به سعدُوا *** فذا لعمرك عن طبعٍ موطَّأُهَا

إذا تقاسمت الدنيا مكاسبَها ** كان العفيف وإن تجزعْ فملجَأُهَا

على الرفوف كتاب عنك يسألنا ** وللدواة فتوحات نُهنِّئُها

وذكريات هنا دونتَها صورا ** وأخريات ظللت العمر تُرجِئُهَا

وفي ''أطار'' بساتينٌ تفتش في ** ظلالها عنكَ والفقدانُ يَفْجَأُهَا

بكى '' أَڭيْلُ '' زمان الوصل وانبجستْ ** عيونُهُ أَتراكَ اليوم ترقِئُها؟ !

عليك من رَحَمات الله واكِفُها *** فإن للمجدِ عيناً أنتَ بُؤبُؤُهَا

 

 

 

اقرأ أيضا