يوم عاد الرئيس من أمريكا بخفي حنين!

اثنين, 2014-08-18 15:07

"مآسينا المجنّحة ..... تحوم فوق الأضرحة
تأتي لنا في صورٍ..... محزنةٍ.. ومفرحة"

حقا نحن في زمن الذل والمهانة ، نحن في عهد نعيش مآسي لا نجد من يخففها عنا ولو بشطر كلمة (لمن نشكو مآسينا ومن يصغي لشكوانا).. مأساتنا الجوهرية  تلك التي يعيشها الموريتانيون ثلاثة عشر حولا، إنها مأساة معتقلي اغوانتنامو التي تشتد وتشتد كلما تذكرنا تلكم العجوز المودعة للدنيا وهي تنتظر فلذة كبدها محمدو ولد صلاحي، وتشتد المأساة  حين تتفاقم حالة الطفل محمد ولد عبد العزيز الصحية وهو ينتظر ذلك الوالد المخطوف قبل ميلاد وحيده في الهند.. ورغم شدة المأساة وهولها في قلوبنا وقلوب كل الموريتانيين إلا أننا نعيش في كل مرة بصيص أمل كلما تحدثت الركبان عن أخبار سارة بقرب إغلاق معتقل اغوانتنامو، أو التزامات من القيادة الموريتانية بإنهاء هذا الملف.

ولقد ازداد الأمل في إنهاء المعاناة العالقة عندما سافر الرئيس الموريتاني ورئيس الاتحاد الإفريقي محمد ولد عبد العزيز إلى الولايات المتحدة الأمريكية بداية الشهر الحالي ففي تلك الأيام كان الحديث عن مبادرة سيقوم بها الرئيس ويعيد المعتقلين من تلك البلاد التي تحتجزهم إلى الديار، بل كانت عودتهما في طائرة الرئيس مسألة وقت كما أكدت مصدر من العائلات، وذلك أن الرئيس التزم عدة مرات بمعالجة الملفات وتسربت أنباء من داخل الحكومة عن استعادة المعتقلين في نفس الرحلة.

ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن فعاد فخامة الرئيس بخفي حنين ليس في جعبته سوى صورة تذكارية التقطها مع عائلة باراك أوباما، وكأن مأساة موريتانيا مع أمريكا تنتهي عندما تقبل عائلة البيت الأبيض بالتقاط صورة مع عائلة ولد عبد العزيز، وهكذا عاد ولد عبد العزيز بتلك الصورة "الجميلة" التذكارية، وإن كانت تذكره بمنظر سياحي فإنها صورة ستبقى في ذاكرتنا مربوطة بخيبة الأمل.

عاد الرئيس إلى رعيته المنكوبة على متن طائرته الخاصة بنفس الطريقة التي غادر بها إلى ما وراء البحار، عاد وليس في حقيبته سوى بقية أمل كانت هذه الرعية الحزينة تعيش عليه قبل سفره..  عاد وليست بحوزته هدية ولا قطع حلوى من أمريكا يقدمها لآل صلاحي في منزلهم المنتظر بحي بوحديده، عاد وليست معه صورة فوتوغرافية  واحدة للمعتقل أحمد ولد عبد العزيز يبعث بها إلى ذلك الابن الحزين حتى يخفف من معاناته.

عاد إلى قصره الرمادي وجناته الخضر وعيونه الجارية ونوافيره الراقصة، تاركا تلك العائلات في أحيائها المنسية تواجه مصيرها وتأمل زيارة أخرى، إنها عائلات لا ينقطع أملها حتى ولو تكرر عليها الكذب..

سيدي الرئيس .... مع تخاذلكم في هذا الملف، ومع الكذب المتواصل لدى أعضاء حكومتكم الرشيدة، إلا أن أملا على الله أولا ثم على قيادتكم وعلى الحركات الشابة والأقلام المناصرة، ما زال يعيش عليه كل من له علاقة بملف معتقلي اغوانتنامو، وقسما سوف يعود المعتقلان أحمد ولد عبد العزيز ومحمدو ولد صلاحي، وإن التاريخ لن يرحم أحدا، نعم التاريخ الذي سطر بخط واضح أسماء أولائك الخونة الموريتانيين الذين سلموا محمدو ولد صلاحي وغدروا بتلك العجوز هو الذي سيكتب من تخاذل في حق اثنين من المواطنين بل شارك في إطالة زمن معاناتهم ومعاناة عائلاتهم، والأيام دول ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك..

 

مختار بابتاح

اقرأ أيضا