ليلة مع المهندس محمدو ولد صلاحي

سبت, 2015-10-03 14:50

..وفي أحد مساءات بولنوار الثقافية وبالتحديد في خريف العام 2000 جاءت الوفود تباعا إلى القرية التي كانت محل ميلاد الأسابيع الثقافية الريفية في موريتانيا، شعراء يصلون وأطر ومثقفون يجلسون على مد الخيام المضروبة شمال البلدة. كنت أقلب طرفي بين الحضور فإذا شاب في الثلاثينات من العمر وقور بشكله نظيف في مظهره، يأسرك بابتسامته الهادئة، يحرجك بتواضعه، يجذبك بحديثه، كنت أسأل أحد المنظمين عن هذا الرجل فقال لي أحد أصدقائه هذا واحد من عباقرة موريتانيا ودماغ نادر من أدمغة الوطن العربي، يصل إليكم هذه الليلة في قريتكم اسمه محمدو ولد صلاحي، وعند ما دعاه مدير الأمسية إلى المنصة قدم نفسه على النحو التالي: "أنا اسمي محمدو ولد صلاحي ما أنا بالدكتور ولا بالإطار أنا مجرد مهندس بسيط جدا، و دعا الشباب للتعلم والبحث المتواصل والتنافس في كل المجالات الثقافية، " 
كان حديثه يشدني، وأنا المراهق الذي يهوى المسرح يومئذ أكثر من أي هواية أخرى، وفي ختام الحفلة طالب الجميع من هذا الرجل أن يختم لهم بقراءة آيات من الذكر الحكيم، فقرأ المهندس آيات من القرآن بقراءة الكسائي، ما زال صوته الشجي في أذني وما زالت تلك الأمسية معي.. 
ليته كان يعلم أن في هذه البلاد أشرارا يمكرون به ويكيدون له كيدا وسيكون بعد عام واحد من هذه الليلة بعيدا عن مسامرة الشباب وأجواء الثقافة المرحة.. إلى لقاء مع محمدو ولد صلاحي يحدثنا عن ما بعد هذه الليلة.
 
من صفحة مختار بابتاح على الفيس بوك
 

اقرأ أيضا