شاعرة موريتانية تبيع سيارتها لتمويل مهرجان شعري

أحد, 2014-08-24 09:25

شاعرة عروبية، تجذر الشعر فيها وراثياً وسرى البوح في دمها أباً عن جد ، شعرها قوي وجزل ، افتخر فيها والدها وهي تقول الشعر ، عملت في الاعلام وابدعت واقامت مهرجانات شعرية وتغلبت على العقبات، هي الشاعرة الموريتانية ليلى شغالي أحمد محمود التي كان لنا معها هذا الحوار

في البداية مرحباً بك على صفحات الوكالة، وأرغب أن تحدثيني عن بداية تجربتك مع الشعر وكيف أثرت العائلة "وأنت من عائلة شعراء"في صقل تجربتك الشعرية؟

بالنسبة لبدايتي مع الشعر يصعب تحديدها نظرا لأن الشعر ببيت عائلتي يولد فطرة وطباعة لا اكتسابا فوالدي شغالي رحمه الله والده شاعر كبير وجده محمد محمود شاعر أكبر متسلسل في الشعراء الفحول ففي رد لابن الدد والعلامة المشهورعن لسان ابن عدود ازاء زيارته لشنقيط المدينة بدعوة من ابن دحان أحمد محمود على أبيات لي سبق وكتبتها ارتجالا ترحيبا به أطلق وصفا بنت فحل تناجلته فحول قرح ما الجياد مثل البغال وكانت أبياتي

خطوة منك هل تضاهي

خطوة ما اذا سواك خطاها

فتعال لأرضنا وتأمل

بقعة للعيون ما أغراها

حصنتها سلاسل من رمال

ناصعات تحار لما تراها

والنخيل يمتد مثل حزام

أخضر قد أحاطها واحتواها

فتعال لتشرب الماء عذبا

وزلالا كذا تنفس هواها

لن يروم الهواء غيرك نفس

ليس يرضي بغيرك الماء فاها

...الخ وهي طويلة إضافة إلى أن والدتي مشهورة بالشعر الحساني اللهجي وإخوتي شعراء فالشعر ليس ميزة بعائلتنا وهذا مشهود لنا به منذ الصغر.

[-]  عملت في الاعلام الثقافي الموريتاني، كيف وجدت حضور الشعراء الشباب في هذا الاعلام ؟

عملي في الاعلام جاء مصادفة فوالدي توفي سنة 1993 وكنت متعلقة به ولا زلت لأنه بالنسبة لي كل شيء كنت ساعتها أحضر الباكلوريا آداب فكان أن أقروا مسابقة لاكتتاب الصحفيين الجدد وكان أن أحد أقاربي أشار إلى الوالدة بضرورة ملء فراغي بالدراسة والعمل معا حتى لا أجد مجالا للتفكير في رحيل الوالد لأني تأثرت برحيله تأثرا كبيرا وبالغا لذا درجت للمسابقة وفزت فيها والتحقت بالوكالة الموريتانية للأنباء محررة في جريدتها الرسمية وهي جريدة اخبارية لا علاقة لها بالشعر والأدب ولذلك تحولت عن الاعلام بعد 3سنوات لمجال الآثار عبر مؤسسة أثرية تابعة لليونسكو انتقتني لأنني سليلة مدينة أثرية ولي موروث أثري عائلي خاص ونافعة للمجال وبدأت أتطور مع الوقت في أمور شتى عملية وتكوينية دراسية..

أما الشعر فقد كان زاخرا ذاخرا في البلاد غير أنه يعيش عزلة تامة لأن الاعلام موجه للسياسة أكثر دون الأدب،وقد كانت تطبعه المناسبية ولا أعمم.

كانت لك تجربة في أمير الشعراء في 2009 اخبريني عنها وماذا تركت عندك هذه المشاركة ؟

مشاركتي في أمير الشعراء كانت فكا لحصار كنت أعانيه ويعانيه غيري وهو كثير من الضالعين في الشعر المؤمنين به مثلي تماما بالرغم من أني شاركت على طول السنوات الغابرة في مهرجانات دولية ووطنية كبيرة الا أن ليلي شغالي وجدت ذاتها أكثر بعد مشاركتها بأمير الشعراء فهو أضاف لي الكثير اذ طويت به مسافات شاسعة كانت تتطلب سنين من الوقت الزمني

-قال عنك الناقد نايف الرشدان في امير الشعراء "تذكرنا الشاعرة ليلي شغالي بعصر جدودنا، مجنونها الشعر الوفي المتنامي" كيف حصلت على هذه الجزالة في الشعر ومن أين ؟

نايف الرشدان لامس العمق فالتراث العربي يسكنني بل تراث أمتي ككل هاهنا بعقلي الباطن يحركني دون غيره ومن المنطقي أن يطبع كل شعري ونشاطاتي مجملها

-كما وصف الناقد علي بن تميم شعرك بالفحولة كيف تقرأين هذا الوصف ؟

والناقد تميم لم يأت بجديد فمنذ الطفولة وأنا شاعرة فحلة بقوة اسلوبها وحنكتها وبمجاراتي وسجالي مع رجال عائلتي الشعراء كوني الشاعرة الوحيدة داخل العائلة فشعري بدأ قويا منذ الطفولة بل كان يعتمد في كثير من المناسبات وبحياة والدي مما جعله يقوي داخلي هذه الشوكة ويعمل علي تشجيعي فقد كان يرحمه الله كلما عارضته ببيت شعري يقول مشجعا بنتي وبنتي

-يعرف عن موريتانيا أنها بلد المليون شاعر ماسر هذا الشعر من بلاد الرمال الذهبية ؟

بالنسبة للقب موريتانيا ببلد المليون شاعر لم يأت جزافا بل حقيقة فبنية الانسان الموريتاني الثقافية تبنى على القصيدة قولا أو تلقيا ما بين شاعر ومتلقٍ ينقسم الشعب الموريتاني فأذن البدوي الموريتاني سماعة قوية فاحصة ماحصة تجد الراعي ينتقد أكبر الشعراء وأعتاهم ونقده بمحله والسر كل السر في ذائقته وما بني عليه شفويا من أدب من آبائه جدا عن جد

-قيل إنك بعت بيتك الذي تسكنين فيه من أجل تنظيم مهرجان للشعر هل هذا الكلام صحيح ؟ وإلي أي مدى تتعلقين بالشعر حتي يدفعك لبيع بيت من اجل مهرجان شعري ؟

هي قصة المهرجان السابق فقد كانت هنالك أخطاء أنا التي ارتكبتها وذلك أني درجت لبعض السياسين حتى سيس الأمر وحول من مشروع ثقافي إلى صراع بين الأطر السياسية في منطقة الشمال الموريتاني وعندما دعمني أحد البرلمانيين ودعمني رجل الأعمال الكبير وهو عمي محمد الأمين البشير أحمد محمود نكص بعض الممولين في وقت متأخر جدا وانسحبوا علي أساس أنه مهرجان عائلي أو جهوي قبلي علي حد تعبيرهم مما زلزلني وخلخل سيطرتي علي الأمر بات علي أن أملأ بعض الفراغات ماديا ما كانت محسوبة، فبعت سيارتي وشقيقي الشيخ شغالي هو الذي باع بيته واكترى بيتا ..وهكذا جمعنا مبالغ أكملنا بها النقص ،وما كان المهرجان بذاك النجاح الذي كان مفترضا لا بل وساء الأمر أكثر أن مذكرة حررت ضدنا علي أساس أننا سنثير النعرات ونستل البساط من بعض الجهات ومن هنا جاءت بعض العراقيل التي تغلبنا عليها بعون الله

كان طموحك تأسيس جمعية إدارة المهرجانات الدولية أين وصلت في تحقيق هذا الطموح ؟

بالنسبة للجمعية أسستها فعلا ،فهي موجودة الآن واسمها شنقيط للأدب والثقافة والتراث وعمودها الفقري في العمل كما هو منصوص ادارة المهرجانات الدولية والتوثيق الأثري واقامة الأعراس الأدبية داخل الوطن وهكذا

-وكانت انطلاقتك بهذا الطموح من شنقيط حدثيني عما قمت به ؟ وهل هناك تعثر في العمل في انطلاقة الدورة الثانية من المشروع ولماذا ؟

بالنسبة للنسخة الثانية نعمل عليها الآن بحذر شديد بل كدنا نطلق اعلاناتنا لولا أن التاريخ داخله شأن آخر فقريبا ربما تكون الاجابة فعلا لا قولا

ماجديدك على الساحة الشعرية وما أخر اصداراتك؟

في الفترة السابقة قمت بعدة نشاطات منها مقابلات عدة اذاعية وتلفزيونية ومنها مالم يحظ بتسليط الضوء عليه، بالنسبة للإصدارات فقد تم الاتفاق مع عدة مؤسسات إلا أن الأمر مؤجل حتى نخلص من هذه النسخة بعون الله.

 

وكالة أنباء الشعر/زياد ميمان 

اقرأ أيضا