محمد عطا.. الرجل الذي غير وجه العالم

خميس, 2014-09-11 12:18

يتذكره العالم كلما جاءت ذكرى هجمات الحادي من سبتمبر، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي يذكرها وجهه بييوم ثلاثاء دامي  أسود في تاريخها وتحطيم كبريائها ذلك الرجل المصري المحلوق الذقن الأنيق  الشكل كما تقول الصحف الأمريكية ... محمد عطا (1968 - 2001) ويسمى أيضا محمد عطا السيد ومحمد محمد الأمير عوض الساجد عطا هو الشخص الذي وحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي كان منفذ أحد الهجمات التي حدثت عام 2001 وعرفت باسم أحداث 11 سبتمبر 2001 وحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي فان عطا كان هو الشخص المسؤول عن ارتطام الطائرة الأولى ببناية مركز التجارة العالمي في نيويورك واعتبر عطا المخطط الرئيسى للعمليات الأنتحارية الأخرى التي حدثت ضمن ماسميت أحداث11 سبتمبر 2001.

 

نبذة عن بدايات محمد عطا]

ولد محمد عطا في 1 سبتمبر 1968 في كفر الشيخ في مصر ونشأ في القاهرة وحصل على شهادة في هندسة العمارة من جامعة القاهرة. سافر عطا إلى ألمانيا في عام 1993 وواصل دراسته في جامعة هامبورغ في مجال تخطيط المدن واكمل دراسته فيها عام 1999. أثناء دراسته كان المشروع الرئيسي لعطا خلال فترة تطبيقه النهائية في جامعة هامبورغ هو استطلاع التاريخ المعماري لمدينة حلب ومن الملفت للنظر ان عطا في تقاريره الدراسية انتقد تشوية العمارات الحديثة لجمال المعمار القديم لمدينة حلب. أثناء دراسته في ألمانيا كان عطا مسجلا في الجامعة كمواطن من الإمارات العربية المتحدة.

أثناء المقابلات التي اجريت بعد أحداث سبتمبر 2001 مع زملاء دراسة سابقين لمحمد عطا قال البعض منهم ان محمد عطا كان ذو افكار معادية لسياسة بعض الدول الغربية تجاه العرب وبالتحديد ذكر بعض الزملاء مواقف عطا المعاديةلإتفاقية أوسلو وحرب الخليج الثانية وماوصف من قبل عطا بدعم الولايات المتحدة لدولة إسرائيل وفي تقارير نشرت فيما بعد من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي في 22 يوليو 2004 ذكر ان عطا كانت له افكار معادية للصهيونية وكان يعتبر مدينة نيويورك مركزا عالميا للحركة الصهيونية وذكر التقرير أيضا ان عطا كان يعتبر صدام حسين مسؤولا عن إعطاء الأعذار للولايات المتحدة الأمريكية لتدخل في منطقة الشرق الأوسط.

أثناء وجود عطا في ألمانيا بدأت افكاره تنحو منحى إسلاميا وسافر لأداء مناسك الحج في عام 1995 ويعتقد أنه انضم إلى القاعدة أثناء زيارة الحج هذه.

محمد عطا والقاعدة

في نوفمبر 1998 انتقل عطا إلى شقة في هامبورغ وتقاسم العيش مع اثنين من اعضاء القاعدة وهم سيد بهيجي ورمزي بن الشيبة ويعتبر البعض هذه نواة نشوء خلية للقاعدة في هامبورغ وكانت لهذه الخلية اتصالات مع خالد شيخ محمدالذي يعتبر البعض الشخص الذي رسم الخطوط العريضة لأحداث 11 سبتمبر 2001. في عام 1999 قرر الثلاثة الساكنين في نفس الشقة السفر إلى الشيشان ليحاربوا الروس ولكن حدث تغييرات في اللحظة الأخيرة وقرر الثلاثة السفر إلى أفغانستان بدلا من الشيشان وفي أفغانستان قابل الثلاثة أسامة بن لادن زعيم منظمة القاعدة وانخرطوا في أحد المعسكرات التدريبية.

وضع عطا تحت المراقبة من قبل وكالة المخابرات الأمريكية بعد عودته إلى ألمانيا حيث تمت مراقبته والمثير في الأمر ان وكالة المخابرات الأمريكية انهت مراقبتها لعطا في 3 يناير 2000 لأسباب لا زالت تثير الكثير من الجدل.

محمد عطا في الولايات المتحدة

جواز محمد عطا الصادر في مصر.

في مارس 2000 وبينما كان عطا يعيش في هامبورغ بدأ بالأتصال مع العديد من مدارس الطيران في الولايات المتحدة وفي يوليو 2000 حصل محمد عطا ومروان الشحي على مقاعد دراسية في مدرسة للطيران في فلوريدا وبعد 5 أشهر حصل الأثنان على رخصة لقيادة الطائرات من نوع بوينج 727. سافر عطا خلال فترة وجوده في الولايات المتحدة الأمريكية مرتين إلى إسبانيا حيث يعتقد أنه التقى برمزي بن الشيبة هناك وتم تنسيق الدعم المالي للاعضاء الأخرىن من القاعدة الذين كانوا يدرسون في معاهد طيران متفرقة في الولايات المتحدة وخلال هذا اللقاء ابدى محمد عطا مخاوفه من احتمالية عدم قدرة زياد سمير جراح على الاستمرار وزياد كان قائد الطائرة التي كانت من المفروض ان تستهدف البيت الأبيض ولكنه فشل وقد اتفق عطا وبن الشيبة على إرسال زكريا موساوي كبديل احتياطي لسمير جراح في حال عدم تمكن جراح من القيام بالمهمة. حدثت في هذه الفترة الكثير من الأحداث الثانوية التي لم تثر في وقتها اية شكوك ولكن تمت اثارتها فيما بعد من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي كادلة على ماوصفوه بعجز المخابرات الأمريكة في ملاحظة بوادر الخطر ومنها استقبال محمد عطا في مطار أورلاندو الدولي في 4 أغسطس 2001 لمحمد القحطاني الذي منع من مغادرة المطار لكونه " مشبوها" وفي 23 اغسطس 2001 تمت مصادرة اجازة سوق محمد عطا بعد عدم مثوله في محكمة المخالفات المرورية وفي 30 اغسطس 2001 زودت المخابرات المصرية قائمة يحتوي على 19 اسما لوكالة المخابرات الأمريكية واعلنت المخابرات المصرية ان هؤلاء الأشخاص يخطون "لشيئ ما" وكان عطا على رأس القائمة وكان هناك الكثير من المبالغ التي يتم تحويلها من والى حساب محمد عطا ولكن المخابرات الأمريكية عجزت عن ربط كل هذه الأحداث المتفرقة.

محمد عطا في 11 سبتمبر 2001

عطا (الفنيلة الزرقاء) مع العمري في صباح 9/11.

 عطا وعبد العزيز العمري من السفر من بوسطن في ماساتشوستس إلى مدينة بورتلاند في ولاية مين وقضوا الليلة في أحد الفنادق هناك وفي صباح11 سبتمبر 2001 ذهب الأثنان إلى مطار بورتلاند الدولي واستقلوا في الساعة السادسة صباحا أحد الطائرات التابعة لخطوط كولغان (بالإنجليزية: Colgan Air) المتوجهة منبورتلاند إلى بوسطن، بدات الطائرة بالتحليق في الساعة 7:59 صباحا وكانت تحمل 81 مسافرا في الساعة 8:28 أي بعد نصف ساعة من التحليق انقطع البث الداخلي الطبيعي في الطائرة وسمع الركاب صوت محمد عطا من خلال المايكرفون الرئيسي يقول لهم "حافظوا على الهدوء، حصل بعض التغيرات وسوف نرجع إلى مطار بورتلاند" وبعد 19 دقيقة من هذا الأعلان وفي تمام الساعة 8:47 صباحا بتوقيت نيويورك ارتطمت الطائرة بالبرج الشمالى لمركز التجارة العالمي في نيويورك. بسبب التأخير الذي حدث في الأقلاع الأولي فان حقائب المسافرين في تلك الرحلة بقيت في المطار وتم العثور فيما بعد في حقيبة عطا على ملابس طيار ودليل لقيادة الطيارات واربعة اوراق مكتوبة بخط اليد بالعربية والتي ترجمت فيما بعد واكتشف ان نسخا من نفس الأوراق كانت موجودة على الطائرات الثلاثة الأخرى التي استعملت في العمليات الأنتحارية الأخرى في نفس اليوم والنص المترجم لهذه الأوراق تحتوي بما يشبه التعليمات منها على سبيل المثال "اقسم على ان تموت وتحيا نياتك" و"يجب أن تشعر بالسكينة لأنك تبعد مجرد خطوات عن الفردوس" و"احرص على أن يكون سكينك حادا".

في أحد أشرطة أسامة بن لادن التي تم بثها بعد أحداث سبتمبر وصف بن لادن محمد عطا بكونه قائد العملية ولكن والد محمد عطا المحامي المتقاعد محمد الأمير عطا رفض هذا الوصف واتهم الموساد الإسرائيلي بتلفيق القصة كاملة على حد قوله وزعم انه كان على اتصال هاتفي مع ابنه بعد يومين من أحداث سبتمبر ولهذا فانه وحسب زعم الوالد سيتحيل ان يكون ابنه من أحد المنفذين وصرح والد محمد عطا لجريدة (Bild am Sonntag) الألمانية في عام 2002 أن ابنه لايزال على قيد الحياة ولكنه مختبئ وفي يوليو 2005 صرح والد محمد عطا في مقابلة مع محطة CNN أن أحداث سبتمبر هي بداية لحرب دينية قد تستمر 50 عاما.

اقرأ أيضا