في متنزه مغربي.. معركة النادر من الطيور والحيوانات

ثلاثاء, 2016-02-09 13:23

في يوم ربيعي مشمس، على غير العادة في سنة مغربية من الجفاف، تتحرك السيارة رباعية الدفع بعد تجاوزها للبوابة الفاصلة بين محمية "سوس ماسة" الطبيعية، قرب المحيط الأطلسي، وبين العالم الخارجي.
تتحرك السيارة على طريق غير معبد، وعلى يمين ويسار الطريق حيوانات وطيور قليلة العدد ولكنها تثير الانتباه وتنتمي إلى النادر أو القريب من الانقراض من الكائنات الحية.. مرحبا بكم في أحد آخر مواطن النعام والمها في إفريقيا.
ويمتد "المتنزه الوطني القومي لسوس ماسة" كـ"منطقة طبيعية محمية" بموجب القانون على الشريط الساحلي المغربي للمحيط الأطلسي، على طول 65 كيلومترا، وعلى مساحة تقدر بحوالي 33 ألفا و800 هكتار.
نباتات من العالم
ويضم هذا المتنزه قرابة 302 صنف من النباتات من أصول مختلفة من العالم، و13 من هذه النباتات تتواجد في الجنوب الغربي المغربي، أي المناطق الصحراوية الصعبة مناخيا.
كما يؤوي المنتزه ما يفوق 24 صنفا من الحيوانات من الثدييات، منها 3 جرى إدخالها إلى المتنزه من أجل تأقلمها مع الظروف الطبيعية للمنطقة، في أفق إعادتها إلى "موطنها الأصلي في المناطق الصحراوية" المغربية، مثل حيوان المها الحسامي وغزال آدم.
ويتواجد في المتنزه ما يقارب 250 صنفا من الطيور، تنقسم ما بين معشش ومهاجر. وتعيش في المتنزه أصناف جد نادرة من الطيور التي تقترب من الانقراض، مثل "أبو منجل الأصلع" و"النعامة ذات العنق الأحمر".
رهان التنوع البيولوجي
ومن أجل تنمية مستدامة للموارد الطبيعية في هذه المحمية الطبيعية، قامت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر في المغرب بتنفيذ برنامج ميداني لـ"تهيئة المناطق الرطبة لتحافظ على تنوعها البيولوجي".
هذا ويلعب المتنزه الطبيعي سوس ماسة دوراً آخر في محاربة التصحر، من خلال الاستنبات والحفاظ على نباتات مقاومة للتصحر ولزحف الرمال في اتجاه المناطق الفلاحية وفي اتجاه القرى السكنية.
وينتمي المغرب إلى الدول التي تأثرت سلبا بالتغيرات المناخية، ففي عقد تسعينيات القرن العشرين عاشت المملكة سنوات من الجفاف. وتشير توقعات المحللين إلى تأثر سلبي مرتقب للغطاء النباتي هذا العام بقلة التساقطات المطرية.
 

اقرأ أيضا