منصة الفيس بوك

استطلاع حول الرئاسيات القادمة

لمن ستصوت في الرئاسيات القادمة؟

مهرجان التكتل .. بكاء على الأطلال أم تحدٍ للخصوم والحلفاء؟

أحد, 2016-02-14 09:34

​ في خضم الحرب الباردة بين المعارضة الموريتانية بأقطابها المتعددة، وبين الموالاة وأحزاب الأغلبية الداعمة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز؛ وفي مشهد سياسي موريتاني يطبعه الركود وغياب مكبرات الصوت السياسية عن الساحات الكبرى يستعد حزب تكتل القوى الديمقراطية لحشد أكبر كم من جماهير نواكشوط في مهرجان سينظمه يوم الأربعاء 24 فبراير 2016 سماه  "مهرجان الوفاء والصمود".

ورغم أن الحزب الخارج للتو من تحالف معارض لم يحشد منذ سنوات جماهير كبيرة إلا أن أعضاء التكتل متفائلون بالاستعراض السياسي القادم في ساحة ابن عباس والمسماة "ميدان التحرير" في زمن شعارات "الرحيل".

وبالرجوع إلى تاريخ التكتل وتصفحا لمذكرات زعيمه المخضرم أحمد ولد داداه فإن المهرجان الجديد يريد منه التكتل تذكر السنين الخوالي أيام كان الزعيم الوحيد في ساحة المعارضة تحت مسمى اتحاد القوى الديمقراطية عهد جديد، كما يراد من المهرجان الجديد أن يبعث برسائل إلى الخصوم السياسيين في الموالاة بالتوازي مع رسائل مشفرة إلى حلفاء الأمس (المنتدى الوطني الديمقراطية والوحدة).

ولد داداه يستنطق الدمن الخوالي..

كأني بالسيد أحمد ولد داداه وهو يجلس على منصة حزبه ويرى صوره تتراقص بين جماهيره المحتشدة تفيض عيناه عندما يتذكر تاريخا كان هو الزعيم الأوحد في هذه الساحة، وكانت فنانته حينئذ المعلومة بنت الميداح تغني "حبيب الشعب.. نحتاجو عبقري كيفك ياحمد".

سيقول الرجل مع نفسه: ألا ليت التاريخ يعود إلى الوراء، ليت السنين الخوالي ترجع، وليت الشعب الموريتاني يتذكر زعيم معارضته أحمد ولد دادااه، ولكنها الأيام والحظوظ ما كنت أتوقع أن أكون مجرد حزب سياسي منسي في هذه الساحة، وما كنت أتوقع أن يغدر بي الكادحون والإسلاميون بعد أن غدروا بي قبل عشرين عاما.

سوف يقول أحمد ولد داداه: إن هذا المهرجان يعيد تاريخ حزب قارع الدكتاتور معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، وسيعيد المعارضة الموريتانية الراديكالية النقية كما هي في نسختها الأصلية قبل أن تشوبها شوائب إسلامية ويسارية وحرة.

سوف يلتفت احمد ولد داداه ذات اليمين وذات الشمال يتفقد رجالا كانوا هنا ذات مهرجان انتخابي من العام 1992 فلا يرى منهم أحدا، محمد المصطفى ولد بدر الدين مسعود ولد بلخير، محمد جميل ولد منصور..!!

حق لأحمد ولد داداه أن تسيل دموعه في المهرجان القادم بكاء على تاريخ ضاع وتغير ودارت الزمان دورته ليبقى الرجل وحده مع في الحزب مع جيل التأسيس، وشباب نخبة يبحثون عن تغيير منشود.

سوف يتحدث علنا عن انسداد سياسي في ظل نظام الجنرال محمد ولد عبد العزيز، سوف يقول: إننا نعيش في تاريخ ما قبل الثالث من أغسطس 2005 عندما لم يجد الجيش بدا من التدخل لحماية البلاد من كارثة، وسوف يشيد الرجل ـ كما فعل في أكثر من مهرجان وفي نفس المكان ـ بدور الجيش الوطني في التغيير المنشود وتعلقه بالشعب الموريتاني الذي يعول عليه في كل مرة.

 

رسائل مهرجان الوفاء والصمود..

يحمل مهرجان الوفاء والصمود المرتقب ثلاث رسائل أساسية:

ـ الرسالة الأولى إلى النظام الموريتاني: وهي رسالة واضحة الحروف إلى النظام الموريتاني المراوغ ـ حسب ما يعتقد التكتل ـ وهي أنه لا حوار معه إطلاقا، ولا حل في الأفق إلا بإزاحته ورحيله عن البلاد غير مأسوف عليه.

ـ الرسالة الثانية إلى أحزاب المنتدى: وهي رسالة مشفرة سوف يفككها كل من له متابعة بالسياسة الموريتانية، وهي أن أحزاب المنتدى تخون التكتل وتحاول جره إلى لعبة جديدة على غرار ما وقع في العام 2008 عندما جرّ نظام سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله حزبي اتحاد قوى التقدم و"تواصل" إلى حوار ومشاركة في حكومة وطنية، فكان موقف التكتل هو المعارضة والتحالف مع الإنقلابيين ضد تلك القوى "الخائنة".

الرسالة الثالثة : إلى الجماهير الموريتانية، وهي رسالة سياسية يريد منها الحزب أن يقول للشعب أنه جاهز لأية انتخابات رئاسية مبكرة إذا ما قررت الحكومة ذلك، وإذا ما وقع انقلاب على الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وإذا أعلن استقالته، كلها فرص ينتظرها الحزب المخضرم في أية لحظة.

ويبقى حزب تكتل القوى الديمقراطية مرتبطا بشخص الرئيس أحمد ولد داداه، فلا يمكن لأي أحد أن يتصور تكتلا بلا ولد داداه، مواقفه هي مواقف الرجل الوطنية، يسجل التاريخ له أو عليه كلما يراه أحمد ولد داداه مصلحة وطنية أو أخف الأضرار كما يقول مناصروه في دفاعهم عن الرجل الرافض للدكتاتوريات والداعم للانقلابات.

 

مختار بابتاح

اقرأ أيضا