بالي الإندونيسية.. جزيرة الألف معبد وسط أرخبيل المساجد

ثلاثاء, 2014-06-17 13:35

تحتضن جزيرة (بالي) الإندونيسية آلاف المعابد ودور العبادة الهندوسية وسط أرخبيل مليئ بالمساجد، إذ تعد إندونيسيا أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، في حين يمثل الهندوس أكثر من 90 بالمائة من سكان هذه الجزيرة المطلة على المحيط الهندي.

وحسب إحصاءات الهيئة الدينية الإقليمية لعام 2011 تحتضن بالي أكثر من 20 ألف معبد هندوسي في جزيرة تبلغ مساحتها 781ر5 كيلومتر مربع، وفي المقابل يوجد هناك 235 مسجد إسلامي فقط في أرخبيل يحتضن أكثر من 100 ألف مسجد ومليون مصلى.

وكان معظم الأرخبيل الإندونيسي يعتنق الهندوسية قبل انتشار الإسلام في القرن السادس عشر وهو ما اضطر العديد من الهندوس آنذاك اللجوء إلى بالي التي لم تزل تحافظ حتى اليوم على هندوسيتها، حتى باتت تعرف بجزيرة الآله أو جزيرة الألف معبد.

ويشكل المسلمون في بالي أقلية عاشت مع الهندوس في سلام ووئام منذ آلاف السنين، وذلك منذ أن كانت الجزيرة عبارة عن مماليك هندوسية تحارب بعضها بعضا. ويحكى أن إحدى بنات ملك مملكة (بادونغ) اعتنقت الإسلام بعد زواجها من محارب مسلم ساعد الملك في الحرب ضد مملكة (مينغوي)، وهو مايدل على أن للمسلمين علاقات قوية بملوك بالي وكان بعضهم جنودا لأولئك الملوك.

ويبلغ عدد المسلمين في جزيرة بالي حسب احصاءات الهيئة الدينية الإقليمية لعام 2011 حوالي 390 ألف مسلم، في مقابل 3 ملايين ونصف هندوسي. ويلاحظ حسب تلك الاحصاءات أن عدد المسلمين قد انخفض في عام 2002 بسبب هجرة العديد منهم بعد أحداث تفجيرات بالي الشهيرة والتي أودت بحياة 202 سائح أجنبي.

وتعد جزيرة بالي إحدى الأقاليم الأربعة والثلاثين من الأقاليم الإندونيسية، وفيها ثمانية مناطق رئيسية، وعاصمتها (دينباسار)، ويتميز سكانها في نحت الحجارة وصنع التماثيل، ويهتمون كثيرا بالزخارف المتشابكة والمعقدة، كما تعتمد الجزيرة في دخلها على السياحة بشكل رئيسي.

ويتبع الهندوس في بالي قاعدة مهمة وضعها لهم أسلافهم وتسمى بقاعدة (تري هيتا كارانا)، وتتضمن ثلاثة أركان مهمة وهي: العيش بانسجام مع البشرية، والعيش بانسجام مع الطبيعة، وعبادة الفرد لآلهته. ويعتقد سكان بالي أنه من دون تطبيق لهذه القاعدة فلن يُقبل السياح الأجانب إلى الجزيرة، وذلك لأنهم يعتبرون أن هذه القاعدة عالمية تناسب جميع من في هذا الكون.

وإذا كانت السياحة هي مصدر رزق معظم سكان الجزيرة المعتنقين للهندوسية فقد سخرت المعابد بشكل واسع في صناعة السياحة، فتجد في كل جزء من المواقع السياحية سواء على الجبال أو الشواطئ أو الوديان أو الغابات معابد تعتبر جزءا لايتجزأ من المنظومة السياحية الطبيعية والثقافية، لاسيما عندما تتخذ أشكالا جمالية في المهرجانات الدينية، حيث يقام فيها عروض الرقص والتراث المحلي والطقوس الدينية.

ويعد معبد (أولواتاو) الشهير سياحيا أهم المعابد في بالي، حيث يقع على قمة جبال صخرية، على مد ساحل المحيط الهندي بارتفاع 70 مترا فوق سطح البحر، وتدل الآثار الموجودة في المعبد على أن تاريخه يعود إلى القرن العاشر ميلادي.

ويقبل السياح إلى هذا المعبد للاستمتاع بمنظر غروب الشمس، ومناظر تلاطم أمواج المحيط على الصخور المتكسرة على شواطئ المعبد، وكذلك ملاعبة القرود الذي يعتقد أنها تقوم بحماية المعبد من الشرور، في حين يقوم المعبد بدوره أيضا في حماية الجزيرة من الأرواح البحرية الشريرة.

ويعتبر معبد (باساكيه) شمال الجزيرة "أم المعابد" في بالي، حيث يتجاوز عمره أكثر من 1000 عام، وهو أكبر المعابد في بالي، سمي باسم آله التنين عند الهندوس، ويعتقد الهندوس أنه يحمي الناس من شرور الجبال وأوراح سكانه.

 

عبد الله بوقيس ـ بالي ـ اندونيسيا

اقرأ أيضا