هل رحّل الرئيس إلى اغوانتانامو؟

ثلاثاء, 2014-10-07 16:39

هل رحّل الرئيس إلى اغوانتانامو؟

كان مساء شتويا من أيام رمضان المبارك في العام 2001 تناول ذلك الشاب المتدين الإفطار مع والدته العجوز، كانا يستعدان لتوديع رمضان والاحتفاء بأجواء عيد الفطر المبارك من نفس العام، وتشاء المقادير أن يختفي الشاب قبل فرحة العيد  وتكثر الشائعات عن مصيره شاب توارى عن الأنظار في لمحة بصر، من قائل إنه معتقل في انواكشوط، إلى قائل إنه تعرض لعملية سطو، وتكثر الشائعات عن مصير ذلك الشاب قبل أن يتأكد الجميع أنه رحّل قسرا إلى قاعدة اغوانتنامو الأمريكية بتهمة الإرهاب والانتماء لتنظيم القاعدة.

تذكرت قصة محمدو ولد صلاحي ـ وهي قصة تأبى النسيان ـ وأنا أتابع وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي عن مصير رأس الدولة الموريتانية محمد ولد عبد العزيز  وظروف اختفائه الغامضة، من قائل إن الرئيس قد ذهب لأداء فريضة الحج؟ إلى مدون آخر يقول إن الرئيس مريض؟ إلى فقرة أخرى من خطاب منسوب إليه في نشرة أخبار "الموريتانية" تقول الفقرة "أطمئنكم بعد الحادثة التي وقعت أخيرا وكل شيء على ما يرام..".

 شائعات اختفاء الرئيس تجلعني أطرح فرضية أخرى لم يطرحها غيري وهي أن تكون السلطات الموريتانية قد رحّلت محمد ولد عبد العزيز إلى قاعدة باغرام الأمريكية ومنها إلى الجزيرة الكوبية "غوانتنامو" بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة ومحاولة وضع موطئ قدم لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" فجاء اعتقال ولد عبد العزيز في إطار الحرب التي بدأتها أمريكا قبل أيام على التنظيم في إقليم كردستان العراق،  خاصة أن سياسات الرجل الأخيرة انحرفت ـ ظاهرا ـ عن النظام العالمي الجديد، فهو "رئيس الإسلام" باعتراف بعض مقربيه، كما أفتى فقهاؤه بوجوب تعدد الزوجات فورا، وهذا يقترب من نظام الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وأضحت خطاباته في الأعياد تقترب من التشدد شيئا فشيئا ويتحدث وزراؤه باسم الإسلام جميعا على غرار ما تقوم به جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا و"الشباب المجاهدون" في الصومال، بل ذهب بعض "الجهاديين" من فقهاء ولد عبد العزيز إلى أبعد من طرح هذه التنظيمات حيث يفتي ونقول  "لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا لرشحه ووشحه..".

كما تؤكد الوثائق المصورة إن محمد ولد عبد العزيز كان على صلة بمحمدو ولد صلاحي عندما كان الأخير مسؤولا عن قطاع المعلوماتية في القصر الرئاسي قبل أكثر من عشر سنوات، فيما كان الأول حارسا لصاحب القصر الرئاسي، وهي علاقة تقول التقارير الاستخباراتية إنهما تصادقا في تلك الفترة.

ومما لا جدال فيه أنه لا أحد من مقربي الرئيس يتكلم اليوم عن مصيره ويدافع عنه خشية أن يكون دخل في قفص الاتهام، وبالتأكيد فإنه لو قدر له أن رحّل إلى اغوانتنامو فإن أصدقاءه هم أول من يخذلونه، وسيقولون إن الأدلة الدامغة تثبت أن تصرفات الرجل كلها إرهابية.

وسيتحدث لنا سيدي محمد ولد محم بسلقته المعروفة عشية تأكيد ترحيل رئيسه ويقول : لقد خان ولد عبد العزيز الوطن وسهل للجماعات الإرهابية تنفيذ أكبر عمليات داخل موريتانيا.

وسيقول حمدن ولد التاه: إن الرئيس كان يخطط لإمارة إسلامية في هذه الربوع توجب على الرجال تعدد الزوجات، ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا لأمر بقتاله فطوبى لمن سلموه لأمريكا.

خلاصة القول أن مصير الرجل غامض جدا، وكل الاحتمالات مطروحة، لكن أنصاره من فقهاء وساسة وإعلاميين يحبسون أنفاسهم في إكمال بيان تمت صياغته قبل أيام وبقيت فقرة منه قد تكون "ونحن في الأغلبية الرئاسية إذ نشيد بتسليم الإرهابي محمد ولد عبد العزيز لنؤكد أن موريتانيا وأهلها وشعبها العظيم يدينون بشدة السياسات التي كان ينوي المسمى محمد ولد عبد العزيز أن يورط بها الوطن.."

 

مختار بابتاح

اقرأ أيضا